04-02-2021 | 00:00 المصدر: النهار


الرئيس بشار الاسد وزوجته
في اول موقف للديبلوماسية الاميركية الجديدة حول الوضع السوري قال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الإدارة الأميركية ستجدد المساعي نحو تحقيق تسوية سياسية لإنهاء الأزمة السورية وذلك مع إجراء مشاورات عن قرب مع حلفاء واشنطن والتعاون مع الأمم المتحدة”. ينتظر النظام السوري وصول الادارة الجديدة ومقاربتها بفارغ الصبر وكذلك الامر بالنسبة الى عدد من دول المنطقة التي بدأت رحلة السعي الى استيعاب النظام السوري كما هي حال الامارات العربية المتحدة او مصر التي ابقت على خطوط التواصل مع النظام وترغب في اعادته الى الجامعة العربية بحيث ان مصادر ديبلوماسية مخضرمة تقرأ مطالبة نواب في مجلس الشعب السوري بعودة العلاقات مع سوريا بانه يندرج من ضمن التمهيد لذلك . فالمحاولات السابقة اصطدمت برفض اميركي في اطار الضغوط على بشار الاسد من اجل تقديم تنازلات اظهرت الاجتماعات الاخيرة للجنة الدستورية في جولتها الخامسة في جنيف عقم الاستمرار في ظل تطلع النظام الى ما قد يحصل عليه من واشنطن تحديدا قبل المبادرة الى اي تنازل من اي نوع كان، على افتراض انه يرغب بذلك علما ان على الكتف حمال ايضا يتصل بوجود دول لا يستطيع الخروج عن طاعتها كايران وروسيا، وذلك على رغم ان الحافز وراء اعادة استيعابه كان دوما ابعاده عن ايران فيما هو ارتمى في احضانها وبات مدينا لها ببقائه. وهذه النقطة كانت هاجسا عربيا بحيث يذكر كثر الضغط السعودي في اتجاه زيارة قام بها الرئيس سعد الحريري في 2009 الى دمشق من ضمن محاولة المملكة فك ارتباط النظام بايران فيما ان الغطرسة لدى النظام دفعته الى ما وصل اليه من تدمير سوريا وجعلها ساحة شطرنج لمصالح الدول تماما كما فعل بلبنان الذي كان وصيا عليه فيما ان هناك اكثر من وصي عليه راهنا. لكن المسألة في جوهرها لم تعد تتصل ببقاء الاسد الذي حصل على تسليم بواقع استمراره من الاميركيين سابقا حتى ابان ولاية دونالد ترامب فيما هو يستعد لخوض انتخابات رئاسية مجددا بعد اشهر قليلة على رغم الجرائم التي اتهم بارتكابها ضد شعبه، لكن المصادر الديبلوماسية المعنية تعتقد ان الاسد لن يعود وحده كما كان قبل 2011 كما يعتقد البعض او ان يكون في استطاعته اعادة عقارب الساعة الى الوراء. اذ ان هناك متغيرات كبيرة حصلت في سوريا كما في المنطقة ايضا وتفاهمات لا يمكن العودة عنها فيما ان الابرز قد يكون تفاهمات لترتيب سوري اسرائيلي يطاول الجولان مع اعطاء دفع للاسد قبل موعد الانتخابات السورية. قال الناطق باسم الخارجية الاميركية ان “التسوية السياسية يجب أن تعالج الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الحرب التي استمرت لنحو عقد من الزمن” وإن “الإدارة الأميركية ستستخدم الأدوات المتوفرة لها، بما فيها الضغط الاقتصادي للدفع نحو إصلاح جدي والمحاسبة ومتابعة الأمم المتحدة دورها في التفاوض على تسوية سياسية بما يتوافق مع القرار الأممي 2254 ” موضحا ان اي تسوية يجب ان تعالج اسباب اندلاع الازمة السورية. وفي هذا الموقف من سوريا تنطلق الادارة الاميركية على القاعدة نفسها من التعامل مع ايران لجهة التشاور مع الحلفاء ايضا. وترافق هذا الموقف مع الاعلان عن اتصال اجراه المتحدث باسم الرئاسة التركية ابرهيم قالن مع مستشار الامن القومي الاميركي جايك سوليفان في اول اتصال تركي مع ادارة بايدن تطرق الى الموضوع السوري. وهو امر مريح قياسا الى ان التسليم ببقاء الاسد او ترك المجال مفتوح امامه لاعادة انتخابه يجب الا يكون من دون ثمن وكذلك الامر بالنسبة الى تجاهله التجاوب مع اجتماعات اللجنة الدستورية التي لا تتقدم في انتظار رهان بشار الاسد على الانفتاح الاميركي فيما ان تذكيرالخارجية الاميركية بالقرار 2254 يعتبر تشديدا على انجاز تقدم على المسار السياسي. ويعتقد الديبلوماسيون المعنيون ان التحدي الابرز هو الدفع لان تجد ايران نفسها في مواجهة افرقاء كثر في سوريا بدءا من روسيا نفسها الشريك مع تركيا في ثلاثي استانة وصولا الى تركيا والدول العربية وحتى اسرائيل التي اجتمع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو نحوا من 11 مرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الموضوع السوري ووجود ايران علما ان سوريا راهنا تشكل مسرحا للتنافس بين الحلفاء انفسهم فيما ان الدور الايراني سيتم تقييده عبر الدور الروسي . فحتى الان كان استمرار بقاء الاسد مكسبا او انتصارا ليس لروسيا بمقدار ما كان لايران ايضا وقدرتها على تجيير ذلك مكاسب في اتجاه لبنان ايضا واستقواء من يدور في فلكها بهذا الواقع من اجل تغيير موازين القوى في لبنان. وينقل الديبلوماسيون المعنيون عن مسؤولين عرب ان الالتفات الى سوريا في هذا التوقيت لا يرتبط بالادارة الاميركية الجديدة التي يمكن ان تعتمد مقاربة مختلفة لا سيما مع قرارها العودة الى الاتفاق النووي مع ايران فحسب بل يتصل بواقع ان سوريا هي في حال انهيار متسارع على كل المستويات الانسانية والاقتصادية فيما انها دولة اساسية في جيوبوليتيك المنطقة ازاء ما يمكن ان تتركه من تداعيات في المنطقة كدولة فاشلة يرتب توزع النفوذ فيها على دول عدة وميلشيات طائفية او مذهبية الى تداعيات خطيرة في المنطقة وكذلك الحال بالنسبة الى انهيارها. اذ هناك اكثر من 13 مليون سوري في حاجة الى مساعدات انسانية داخل سوريا غير اللاجئين في الدول المجاورة وفق الامم المتحدة . وهو ما يعني معاناة الشعب السوري الذي قد لا تهم الدول كثيرا لان مصالح الشعوب يتم تجاوزها بسهولة ازاء مصالح الدول ولكن هذه الاخيرة قد تجد نفسها في مأزق مع استمرار تدفق اللاجئين او عودة التنظيمات الارهابية او في ظل عودة الاشتباكات على خلفية تنازع النفوذ. ويخشى ان ما يجري في لبنان يرتبط في جزء كبير منه بما يجري في سوريا على وقع ابقاء الوضع اللبناني رهينة لمكاسب سياسية لمحور تحت مسمى الممانعة او حلف الاقليات يعتقد انه منتصر او في طريقه الى الانتصار او يطمح لالتقاط اللحظة قبل حصول تطورات تنسف القدرة على التوظيف الاقصى المتاح راهنا. rosana.boumonsef@annahar.com.lbالكلمات الدالة