الرئيسية / home slide / روسيا لضمان شرعية النظام… من لبنان!

روسيا لضمان شرعية النظام… من لبنان!

29-10-2020 | 00:35 المصدر: النهار

روزانا بومنصف

موسكو (أ ف ب).

 في خلال الزيارة التي قام بها فد روسي للبنان في الساعات الماضية سرت انباء عن تمنيه مشاركة لبنان في مؤتمر في العاصمة السورية في 12 و13 الشهر المقبل يخصص لعودة النازحين السوريين. لا يمكن لرئيس الجمهورية ميشال عون تحديدا الا يتلقف هذه الدعوة التي تعطي بعضا من صدقية لمحاولاته اقناع دول العالم بتشجيع عودة النازحين الذين اثقل وجودهم على لبنان.الاشكالية ان لبنان حين تفجرت انتفاضة شعبه في 2019 فانما كانت بعد ثلاثة ايام على مفاجأة صهر رئيس الجمهورية جبران باسيل في ذكرى 13 تشرين بعزمه على ” الذهاب الى سوريا لاعادة الشعب السوري الى ارضه” كما قال و”التفاهم مع الحكومة السورية على الية عودة النازحين”. شكلت الرغبة لدى العهد انذاك مشكلة من بين المشاكل التي فجرت العلاقات السياسية بين الافرقاء اللبنانيين على خلفية توظيف العهد موضوع النازحين من اجل مد الجسور علنا مع النظام الضاغط في اطار فتح باب اعادة الشرعية اليه من اي باب خارجي غير ايران وروسيا حتى لو كان الباب اللبناني فيما كان التوجه وفق التعبير الذي استخدمه باسيل انذاك هو ” قلب الطاولة”.ومن المهم بعد سنة من سقوط محاولة العهد افتتاح علاقات رسمية مع النظام في ظل اشهر مأساوية مرت على لبنان رحلت خلالها حكومة الرئيس سعد الحريري على اثر الانتفاضة الا يعود الموضوع السوري ليفتتح عصر الخلافات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على رغم ان الحريري لا مصلحة له باثارة انزعاج روسيا لكن هناك محاذير متعددة للمشاركة في مؤتمر لن يساهم في اعادة النازحين لاعتبارات متعددة بل سيكون بوابة للدول المشاركة ان تسبغ اعادة شرعية على نظام بشار الاسد الذي يفتقد حتى الان اعترافات واسعة بشرعية بقائه في السلطة فيما يتم التعامل معه كامر واقع حتى الان على عكس ما يتطلع اليه من عودة السفارات الغربية والعربية الى دمشق واعادة تطبيع العلاقات معه.وموضوع النازحين يشكل نقطة ضعف بالنسبة الى دول الجوار السوري كما الى الدول الاوروبية في شكل خاص ايضا وهذه الدول تشكل هدفا للمساعي الروسية، لكن الاشكالية ان روسيا التي تسعى لعقد المؤتمر وتدعو اليه تدرك جيدا عدم جهوزية الاسد واستعداده لذلك بما انها هي من تتولى الدعوة لانعقاد المؤتمر في دمشق وليس في بلد اخر في حين ان الاسد يتموضع من اجل محاولة الحصول على اعتراف متجدد به واعادة تطبيع  العلاقات مع نظامه  وتأمين انخراط الدول الاوروبية في شكل خاص في تقديم مساعدات تتخطى المساعدات الانسانية في اتجاه منح فرص لالتزامات تؤمن اعادة المناطق السورية المدمرة. وهاتان النقطتان دونهما حتى الان تقدم الحل السياسي عبر جهود الامم المتحدة والتي انهى المبعوث الدولي الى دمشق غير بيدرسون في الايام الاخيرة  جولة جديدة من محاولة اقناع النظام والمعارضة بالمفاوضات حول الورقة الدستورية . والقول بالدول الاوروبية وليس بالدول الخليجية على رغم ان دولة الامارات اعادت فتح خطوط الطيران بينها وبين دمشق بعد اعادة فتح سفارتها العام الماضي يتصل بجانب منه بواقع ان المؤتمر هو نتاج توافق بين ثلاثي استانة بين روسيا وتركيا وايران ما يضمن عملانيا صعوبة تأمين مشاركة الدول الخليجية تحديدا لان مسار اعادة احتضان النظام لم تكتمل عناصره بعد.وهناك اعتبارات اساسية تتعلق برغبة روسيا في ايجاد رافعة للاقتصاد السوري المنهار والذي يستنزف بدوره الاقتصاد اللبناني الذي ينشط التهريب منه لسوريا . وهذا باب اخر يغري لبنان من حيث المبدأ الى موضوع اعادة النازحين ولو انه لا يعتقد على نطاق واسع ان النقطتين قد تنجحان في لجم التهريب من لبنان نظرا لحاجات سوريا الهائلة في بلد متعطش لكل شيء علما ان الاقتصاد اللبناني منهار بدوره تحت وطأة تحميله عبء اقتصاد سوريا  او اعادة النازحين التي لا يرغب بها النظام ولا يسهلها راهنا فيما ان السوريين قد يمانعون العودة من دون ضمانات حل سياسي متوازن غير قمعي.  ومع ان مراقبين يلفتون الى دعوة روسيا الى المؤتمر في فترة انشغال اميركي بعد عشرة ايام من موعد الانتخابات الاميركية التي قد لا تكون اتضحت نتائجها بعد، لكن الهامش الروسي في موضوع سوريا واسع ولو ان روسيا تسعى الى توظيف علاقاتها مع دول المنطقة من اجل احداث بعض التغيير في مواقف بعض الدول. لكن  اختيار التوقيت مستغرب جدا اذ ان العقبة الاساسية في خضم كل ذلك ان مؤتمر الدول المانحة لمساعدة اللاجئين السوريين الذي نظمه الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة في بروكسل مطلع تموز الماضي جاهد لتأمين مبلغ 7 مليارات دولار للنازحين السوريين موزعة على سنتين في ظل مرحلة يصعب فيها ايجاد تمويل كما قال انذاك مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية. وهناك صعوبة عملانية في الاستثمار في تأمين عودة النازحين تضاف الى الجانب السياسي ايضا الذي لا يزال معقدا.  لكن روسيا تستطيع دوما ان تستفيد من جولة علاقات عامة في المنطقة ومحاولة بدء وضع اساسات لتعميق محاولة انقاذ النظام اقتصاديا بعد انقاذه عسكريا بالتدخل المباشر الذي قامت به قبل خمس سنوات. لم يطرأ اي جديد يسمح بالرهان على ان المبادرة التي اطلقتها روسيا قبل سنتين لاعادة النازحين باتت ظروفها مناسبة اكثر لا سيما في ظل ملاحظة ان الانهيار الكارثي الذي عاناه لبنان خلال سنة لم يكن ححافزا باي شكل من الاشكال لنزوح يعتد به في الاتجاه المعاكس على رغم الحال الصعبة التي تزيد من فقر النازحين السوريين كما من فقر اللبنانيين. المهم الا ينزلق لبنان الى خلافات جديدة نتيجة تباين الرؤى حيال التعامل مع النظام السوري في لحظة مفصلية تتعلق بانطلاق حكومة جديدة على وقع انعدام هائل للثقة بالطبقة السياسية وبقراراتها بحيث لا يحتاج لبنان الى ازمات جديدة.  rosana.boumonsef@annahar.com.lb