شربل نجار
هنا لبنان
12062017
لقد قيل ان السيّد غيّوتان هو الذي اخترع الغيّوتين (الآلة ذات الشفرة الحادّة والثقيلة التي تقطع بها رؤوس المحكوم عليهم بالإعدام في فرنسا)
في هذا الخير خطأ شائع . غيّوتان لم يخترع الغيّوتين فيما نسب اليه ذلك . غير أن غيّوتان عمل على جعلها آلة قتل ديمقراطية.
في عهد الملكية في فرنسا او ما سمي لاحقا بالنظام القديم ، كان ينفذ حكم الإعدام بالأسلوب الذي يتماشى مع المرتبة الإجتماعيّة للمحكوم. فينفذ مثلا حكم الإعدام على المحكوم الأرستقراطي بالسيف أو بالبلطة. أو ينفّذ بحسب الجرم الذي ارتكب . السارق يُعدم شنقا ، والكافر يُحرق ومُزوّر العملة يُرمَى في الماء الحارق أما قتلة الملوك فيُشَلّعون…. .
لقد انتخب الطبيب جوزف اينياس غييوتان عام 1789 نائبا عن العامة الباريسيين في مجلس العموم. وهو الذي اقترح أن يُساوى بين المحكومين في طريقة تنفيذ حكم الإعدام.أما الهدف من وراء ذلك فهو إحقاق مبدأ المساواة من جهة وتوسل السرعة في التنفيذ ليبدو الإعدام رحيما .
نصفي جوزف إينياس غييوتان ، معروض في قصر فرساي اليوم
في تشرين الأول 1791 اي بعد سنتين على قيام الثورة ، أقر المجلس التشريعي قانوناً صار بموجبه الإعدام بقطع الرأس تدبيرا يطبق على جميع المحكومين في فرنسا.
كانت آلات قطع الرؤوس متوفّرة في اوروبا الشمالية منذ القرون الوسطى غير أنها لم تكن “شافية” منذ الضربة الأولى. بل تتعدد الضربات بها حتى يُفصل الرأس نهائيا عن الجسم. لهذا لم يطبّق قانون غييوتان مباشرة بعد إقراره في مجلس العموم.
وفي غمرة التطورات السياسية في فرنسا دخل الطبيب انطوان لويس على الخط مقترحا “المقصلة” بشفرة مشطوبة توفر للمحكوم وبضربة واحدة موتا أكيدا وسريعا.
نموذج لمقصلة أنطون لويس معروض في متحف كارنفاليه – باريس
أخضعت مقصلة أنطوان لويس للتجربة في نيسان 1792 على رقبة “نقولا جاك بلوتيي” الذي كان قد ارتكب
جرم القتل بهدف السرقة في كانون الثاني من ذلك العام.
يومها وضعت المقصلة “غيّوتين” وسط ساحة “غريف” ساحة ال”أوتيل دو فيل” اليوم حيث مقر عمدة باريس..فإذا بالحدث بداية لسلسلة من قطع الرؤوس كانت خاتمتها عام 1981 وكان آخر من استعملت على رقبته عام 1977 تونسي اسمه “حميدا الجنبودي” .
في ذلك اليوم من نيسان 1792 نجحت المقصلة لكن الجموع التي جاءت مشاهدةً بدت مستاءة غاضبة. ذلك لأن المشهد جاء سريعا لم يروِ غليلها لذا قامت قيامة الجموع على الجلاد.