الرئيسية / home slide / رئاسة جبران تنكة بنزين!

رئاسة جبران تنكة بنزين!

14-08-2021 | 00:06 المصدر: النهار

أحمد عياش

أزمة البنزين

لم يكتفِ رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بتصدّر الحملة السياسية ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة فحسب، بل مارس أيضا أسلوب الميليشيات في الهجوم على منزل الحاكم. هل من تفسير لهذا النزق الذي لجأت اليه الذراع السياسية للعهد؟ في معلومات لـ”النهار” ان مسألة رفع الدعم عن المحروقات التي تمثل قضية معقدة، تنطوي في احد جوانبها على بُعد خاص يتصل بمشروع وصول النائب باسيل الى رئاسة الجمهورية. فقد التزم الأخير تعهداً امام رئيس النظام السوري بشار الأسد من خلال قناة نفطية لبنانية تعود الى احدى العائلات في شمال لبنان بإبقاء تهريب المشتقات النفطية الى النظام السوري، ولو أدى ذلك الى فناء الاحتياط الالزامي في مصرف لبنان، علماً ان الأسد يعتبر ان مليارات المودعين السوريين في النظام المصرفي اللبناني مفقودة ولا ضير عنده ان يتم استرجاعها عن طريق تبديد احتياط المصرف المركزي اللبناني بتهريب المحروقات المدعومة من لبنان الى مناطق النظام السوري. إذاً، ان رفع الدعم عن المحروقات يمثل في نظر العهد نهايته السياسية. في حين ان هناك وسيلة لكي يتم من خلالها حماية ذوي الدخل المحدود بتقديم صفائح مجانية لهم شهريا بدلا من دعم سلعة تذهب الى منظومة فساد وطغيان في لبنان وسوريا معا. في المعلومات أيضا، ان الحاكم لن يتراجع عن طلب تشريع نيابي يلزمه تبديد الاحتياط الالزامي. وهو في موقفه هذا يشبه قائد الجيش العماد جوزف عون في حال طلب منه رئيس الجمهورية ميشال عون ان يصادر مليون ونصف مليون سيارة في لبنان كي يتم بيعها من اجل معالجة قضية الدعم، وهو بالتأكيد لن يفعل ذلك.   وفي المقابل، يبدو ان رئيس مجلس النواب نبيه بري عاجز عن دعوة البرلمان الى سنّ مثل هذا التشريع الذي هو غير دستوري، علماً ان قدرة الرئيس بري على انعقاد المجلس قد تلاشت بعد فشل التجربة الأخيرة للبت بموضوع رفع الحصانات. مَن سيدافع عن سلامة؟ بات واضحا ان الثنائي الشيعي يقف الى جانب العهد وباسيل في الحملة على حاكم المركزي، من دون إغفال ان هذا الثنائي غارق الى أذنيه في تهريب المحروقات الى نظام الأسد. أما الجانب السنّي، فبدا مخيّبا للآمال في تعامله مع هذه القضية المصيرية. وهنا يمكن الحديث تحديدا عن الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي الذي سيكون اكثر المستفيدين إذا ما نجح في تأليف الحكومة من ضبط مجزرة إهدار الاحتياط، كذلك يشمل الحديث زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري. يبقى هنا الموقف الواضح الذي ادلى به كل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع. وكلاهما يمثل الموقف الوطني. في ظاهر الأمور ان الموضوع اليوم هو #تنكة بنزين سيجعل سعرها غير المدعوم أكثرية اللبنانيين غير قادرين على الحركة. لكن في باطن الأمور مشروع سياسي لا يقتصر على ترئيس جبران باسيل بل يصل الى تهديد وحدة لبنان! 

ahmad.ayash@annahar.com.lb