النهار
ارشيف
19062018
ها هي المنافسة على وشك الاحتدام مجدداً بين أفضل لاعبين في العالم حالياً، البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي. لقد منح “الفيفا” من خلال نظام تصويته لقب أفضل لاعب في العالم إلى رونالدو الذي تقدم ميسي والفرنسي فرانك ريبيري الذي حل ثالثاً. ويبقى النقاش بين ملايين عشاق الكرة حول من هو الأفضل، رونالدو ام ميسي. والسؤال الذي يفرض نفسه هذه السنة مع اقتراب كأس العالم هو حول إمكان دخول اللاعبين نادي عظماء الكرة من خلال إحراز أحدهما لقب كأس العالم أو حتى من دون هذا اللقب. فهل يمكن أن يكون اللاعب الأفضل في التاريخ أو أقله بين الثلاثة الأفضل على مر الأجيال لا يحمل لقب كأس العالم؟ لمَ لا؟ فالهولندي يوهان كرويف لم يحمل كأس العالم ولم يفز حتى بأي لقب مع منتخب بلاده هولندا، وهو يعتبر من الأفضل ويصنّف بين الكبار أمثال بيليه ومارادونا وبكنباور. وكذلك البرتغالي أوزيبيو والفرنسي ميشال بلاتيني الذي لم يفز بكأس العالم وها هو يظهر باستمرار في التشكيلة المثالية لأفضل اللاعبين على مر التاريخ. إن الفوز بكأس العالم يساعد على اعتلاء مركز متقدم في سلّم الشهرة، ويعزز السجل الفردي لأي لاعب ليضعه في مركز أفضل، ولكن لا يمكن أن يحمل لاعباً إلى لقب الأفضل في التاريخ إذا لم يكن فعلا من طينة الكبار. ثمة من يقول إن ميسي هو الأفضل في التاريخ من حيث المستوى الفني وقدرته على المراوغة، ويتفوق حتى على مواطنه مارادونا في هذا المجال. أما بيليه فهو الأفضل كلاعب متكامل يجيد المراوغة والتمرير والتسديد بالرأس. إلا أن كثيرين يغفلون أن بيليه عاصر لاعبين عظماء خلال مسيرته مع المنتخب البرازيلي ما ساعده على حصد ثلاث كؤوس عالمية لم تكن في متناوله لو لم يكونوا هؤلاء بجانبه، أمثال كارلوس ألبيرتو وريفيلينو وجيلمار وغيرهم. فالفريق والمدرب أيضاً لهما تأثير كبير على الانجازات المحققة. ومن جهة أخرى نتذكر كيف فاز مارادونا في كأس العالم عام 1986 من دون مساندة لاعب واحد من الطراز الأول، فأثبت بقدراته أنه الأفضل. ولعل هذا الإنجاز برر تفوق مارادونا على بيليه في التصويت “الشعبي” الذي أجراه “الفيفا” قبل اعوام حول اللاعب الأفضل في التاريخ. باستطاعة اللاعب الفذ أن يفرض نفسه من دون ألقاب ولكن الكؤوس تؤكد المؤكد أحياناً. فإذا فاز ميسي بكأس العالم ولو لمرة واحدة سيزيح بيليه ومارادونا عن عرشيهما بسهولة.