الرئيسية / مقالات / دولة الغنائم : أغنام في حقول الألغام

دولة الغنائم : أغنام في حقول الألغام


شربل نجار
هنا لبنان
14052018

وماذا تغير

المشهد كالتالي

. رئيس مجلس نواب عائد ،  ورئيس حكومة موعود يعود

الصهر السلطان  كان ، والصهر السلطان لا يزال

فالرئيسان كما السلطان  أزليون في  ماضي ومضارع وأمر لبنان

أما السلاح ففي يد “كش ملك” أو “كش الله ” لا فرق

وتستمر اللعبة   بين أيدي هؤلاء .هؤلاء بالذات  إذ لا شيء تغير  ولا شيء سيتغيّر سوى منسوب الغباء عند المتحمسين لهذا أو ذاك  من الدائمين..

السلاح  قائد الأوركيسترا    فإن عزف او لعلع  صحيحا صفّقوا وإن عاث نشازا طائشا في لحم الناس هلّلوا. الكل متحالف والكل متخاصم والكل ثرثار. كلّهم همّهم الناس  على الشاشات أما  وراءها فهم شركاء في مجلس إدارة هولدنغ للنهب المستمر.

ترقبوا غدا حفل تأليف الحكومة “سيُملّع الشرشف ” من كثرة الشد . كل يشده  باتجاهه لماذا؟ لأن .

هناك مجالس إدارة نهب سيدخلون إليها  إن وُفّقوا  فدخلوا  هولدينغ الحكم

مجلس إدارة البواخر الكهربائية  والبواخر النفاياتية والبواخر البترولية والبواخر العقارية والبواخر النهرية والبحرية والمصرفية  مجالس إدارات ، كلها مجالس إدارات يجتمع فيها النقيض بالنقيض والناهب بالناهب والبواخر  بالبواخر وعناترة الممانعة بفلول السيادة والإستقلال والخ…  !!

من يعتقد أن الذين زيّنوا اللوائح الإنتخابية  باسماء  واعدة  زينوها في سبيل رفاه  المواطن وسيادة الوطن  وتحرير فلسطين……..؟

من يعتقد انهم زينوا لوائحهم بإطلالات تعمل على تحسين حياة تلاميذ المدارس والعمال والفلاحين والشعراء والمعلمين والأطباء والصحافيين والموظفين  والزبالين وماسحي الأحذية والمحامين والنجّارين وسواهم …وسواهم كثر.

أي  مجلس نيابي هذا الذي  يضم رهطا مما يسمى “رجال أعمال”  وتتراجع فيه  أعداد المحامين والقضاة المتقاعدين وأعلام القانون
واساتذة الجامعات من كل الإختصاصات. .

ومن الآن وكي لا يصاب أحد من منتظري الفرج بالإحباط

حصّنوا أنفسكم ضد مجلس كهذا

انه مجلس يشبه مجالس المافيات العريقة في سيسيليا وشيكاغو

أغدا  سيجتمعون كلهم ؟ لا  أبدا ! الريّاس منهم وفقط  الرياس يجتمعون .

وغدا سيتوزّعون تجارة الكحول وتجارة المخدريات وتجارة الدخان وتجارة النساء وتبييض الأموال وسيتوزعون مهام وضع اليد على الشركات الكبرى والمصارف الكبرى وبيوتات الدعارة الكبرى

فإن اتفقوا نهبونا وإن إختلفوا إغتالونا

وكأنقياء القلوب ذهب شطار الديمقراطية في  بلاد التخلّف هنا  وفي بلاد الإنتشار هناك يطوّبون العصابة ويخلعون عليها   عباءة  الثقة والشرعنة والأئتمان

بل أكثر،  في لبنان غشّوا الناس  لأنهم ابقوا الناس على ” الوعد يا كمون”  وعدوا “بالمنّ والسلوى”  ولم   يقدّموا جردة حساب  بشيء . سطوا على الأرزاق  وسطوا على القوانين   التي من المفترض أن تحمي…..

 بين  2009  و ال2018 9  سنوات من المصاعب والأحزان.   عُهّر فيها دستور البلاد  مرة بعد مرّة بعد مرّة حتى أن حامي الدستور اليوم  عهّره بالأمس ليخطُف منه موقعا حلا بعينه فأدركه  عنوة تحت مظلة القناصل والسفراء أو ما يسمى “توافق دولي” .

أما الأخطر  والأذل والأقرف  فهو  ما يدور اليوم في بلاد  الإنتشار وعليها .

وفود تأتي ، وفود تذهب وبعض السلطة مع الذهاب والبعض الآخر مع الإياب.  ها قد اكتشفت المافيا مَنجَما جديدا لم تتفق على توَزّعه  بعد . ألم نسمع  تجار  الغنائم ينعتون بعضهم   بالبلطجية   والقبابيط والزرازير اما الصحيح فهو أن من لم يكن بلطجيا من أجل المال كان بلطجيا و زرزورا من اجل الطائفة . وهذا ليس بجديد فمروان اسكندر كتب  في نيسان 1974  في
“النهار”  التي يكتب فيها اليوم  أن اللبنانيين يتاجرون بتمجيد أكذوبة الحرية كي لا يقايضوها بأي نظام يضرب بلطجية الإحتكار ويزيل مواقعها” .

منذ الأستقلال  تغلغلت  ثقافة  المافيا في شرايين الدولة اللبنانية  وقد بلغت ذروتها في سبعينيات القرن العشرين. لقد ضربت تلك الثقافة المافيوية الإدارة اللبنانية والطبقات اللبنانية والطوائف    اللبنانية حتى أنك ان أعلنت الخضوع عِشْت وإن جاهرت بالرّفض  متّ. ومنذ 1975 وحتى  اليوم يموت من يموت  ويعيش من يعيش بحسب قواعد اللعبة إياها …

والمافيوي اللبناني يعرّضك للموت البطيء  فالموت السريع بالسكين  والمسدس والتفخيخ  مهنة  الجيران الضالعين  باغتيال النُّخب .

. المافيا الوطنية تقطع عنك مصادر الرزق  ومصادر الهواء  حتى تذوب عوزاً  و تلوّثا وسرطانا ..

الفرق بالأسلوب أما الهدف فواحد وهو  القتل،  قتل الذين يقولون لا..

المافيا لا تحب  المعارضين ولا حتى المعترضين . المافيا تعشق الفقراء لأنها تعشق ذاتها . تحبهم كما هم ، فقراء ، وتحافظ عليهم فقراء ، وتساعدهم كي يبقوا فقراء ، وما عدا ذلك يُعد   استفراداً بها  واستعدادا للإنقضاض عليها

الأسقف أوسكار روميرو هو أحد أبرز رواد لاهوت التحرير. إغتيل عام 1980 أثناء قيامه  بالقداس وكان لهذا الإغتيال دور في جر السلفدور الى حرب أهلية استمرت 12 عاما
“إنه أسقف السلفادور إياه  الذي صرخ  في إحدى عظاته ” عندما أُساعد الفقراء يقال عني أني  قديس وعندما أسأل  لماذا هم فقراء أتهم بالشيوعية

. فحذار حذار من ان تجرنا المافيا  اللبنانية المشرورة في ساحات وزواريب وقرى لبنان  والإنتشار الى حرب أهلية من نوع أخر  حيث ينقسم الناس بين  قديس وشيطان.

 

 

اضف رد