الرئيسية / home slide / دفع إلى “المؤتمر التأسيسي”

دفع إلى “المؤتمر التأسيسي”

30-03-2021 | 00:30 المصدر: النهار

غسان حجار @ghassanhajjar

الجيش حامي الوطن (حسام شبارو).

في ظل التأزم الحاصل على غير صعيد، وضيق فسحة الأمل من إمكان وجود مبادرات جديدة وجدية، للخروج من الشرنقة التي دخلها اهل السلطة بإراداتهم وقراراتهم غير الوطنية وغير المسؤولة، وخصوصاً غير الانسانية، اذ انهم يأخذون شعباً كاملاً بجريرتهم، تبرز الحاجة، الملحّة، الى إيجاد مخارج.  وفي إطلالته الاخيرة، طرح الامين العام لـ”حزب الله” السيد #حسن نصرالله، أمرين سقط أولهما قبل ان يقلع، وهو ربما كان يدرك عدم إمكان تحوّله واقعاً، بسبب من الأقربين اليه قبل الأبعدين، ما يعني حكماً التوجه نحو الخيار الثاني.  طرح السيد اولاً “العودة إلى تفعيل #الحكومة المستقيلة”، مشيداً بـ”الرئيس #حسان دياب، وهو رجل وطني ويجب أن يحمل هذه المسؤولية ولا يضع الشروط، ولا ‏ينتظر شيئاً من أحد، وان يعمل مجدداً انطلاقاً من مسؤوليته الوطنية”. ودعاه الى الافادة من “أيّ اجتهاد دستوري يفتح لك هامشاً للتصرف… مسؤوليتك الوطنية ‏والاخلاقية والإنسانية يا دولة الرئيس حسان دياب، أن تعيد وتجمع الحكومة وتتحمل المسؤولية، ‏أنت وحكومتك”.  لكن هذا الاقتراح لقي حتفه سريعاً لأسباب عدة، أولها ان دياب بات غير راغب في متابعة المسؤولية وملاقاة الانهيار وتحمّل تبعاته، وهو يفضل رمي جمرة النار في مرمى حكومة جديدة. وثاني الأسباب انه لا يجد نصيراً له في ظل اعتراض رؤساء الحكومات السابقين من جهة، مؤيَّدين من دار الفتوى ومن مرجعيات سنّية، كما انه وجد باب رئيس مجلس النواب نبيه بري موصداً حيال الاقتراح من جهة أخرى. وثالث الأسباب انه بات غير قادر على التحكم بزمام أمور حكومته بعدما بلغها الفلتان كما البلد كله، وبالتالي فان اعادة تعويم الحكومة المستقيلة مهمة شاقة وغير مضمونة النتائج إلا بإجماع سياسي غير متوافر، وهو لو توافر قبل ذلك لما استقالت الحكومة.  أما الطرح الثاني للسيد نصرالله فهو “الذهاب الى حل دستوري”، اذ قال: “لا نستطيع أن يظل هذا البلد بهذه الطريقة … لدينا مشكلة ‏في #الدستور وسببت مشكلة في البلد … أنا لا أقدّم حلاً معيناً، لأنه يمكن البعض أن يذهب إلى فكرة الحل ‏الزمني، وتوجد كتل نيابية قدمت تعديلا دستوريا في هذا الموضوع، لكن انا أقول انه يجب ان ‏نفتش عن حل دستوري دقيق، نراعي فيه التوازنات الطائفية. توجد مجموعة أفكار ‏عند إخواننا ولكنها بحاجة إلى نقاش، حتى عندنا هي بحاجة إلى نقاش. هذا يجب ان نجد له حلاً وطنياً، حلاً أعيد وأقول لا يمس، او لا ‏طائفة تُمسّ فيه، وإنما يحفظ التوازنات الطائفية، هل توجد مسودات أفكار؟ نعم توجد مسودات ‏أفكار وهي بحاجة إلى نقاش، ولكن هذا الباب يجب ان يُسمح لنا أيضا بأن ندقَّ عليه”.‏ إذاً ما طرحه السيد يتجاوز “الحل الزمني”، أي الحل الآني، بل يتطور الى تعديل دستوري  عبر حل وطني، اي انه عودة غير مباشرة الى “#المؤتمر التأسيسي” الذي كان طرحه سابقاً، وتراجع عنه ظاهراً، لكنه يبقى هدفاً استراتيجياً لدى فريقه السياسي الذي عبّر غير مرة عبر اصوات “موالية” ان اليقظة الشيعية والانتصارات العسكرية لم تترجم في الدستور وفي التركيبة اللبنانية التي لا تزال تحافظ على ثنائية الاستقلال المارونية – السنّية.