وجدي العريضي
النهار
05092017
يلتزم رئيس الحكومة السابق تمام سلام الهدوء، فهو لم ينفعل ولم يردّ على الحملات التي طاولته على خلفية موقف حكومته من مسألة العسكريين المخطوفين الذين أضحوا اليوم شهداء. وعلمت “النهار” من وزير سابق في حكومة الرئيس سلام، أن كثراً من الأصدقاء والمقربين والمناصرين والسياسيين الذين اتصلوا بدارة المصيطبة، أكّدوا لـ “الرئيس الصبور” الوقوف بجانبه، خصوصًا أنه أثناء فترة رئاسته للحكومة سجّل علامة فارقة كرجل دولة من الطراز الأول على رغم كلّ الحملات والإستهدافات التي تعرّض لها.

ويكشف الوزير المذكور أن لدى الرئيس سلام الكثير ليقوله، وفي جعبته “ما هبّ ودبّ” من معلومات وأجواء ومحاضر حول كلّ ما رافق مسألة العسكريين المخطوفين والمفاوضات وغيرها، لكنه في هذه المرحلة الصعبة والحسّاسة لا يرغب في الدخول في مساجلات إحترامًا منه وتقديرًا لأهالي الشهداء، وهم يدركون من أوصلهم إلى ما وصلوا إليه ومن فاوض خلف ظهرهم وعقد الصفقات، لا بل في حال كشف المستور فان ذلك سيكون بمثابة قنبلة كبيرة لما جرى في تلك المرحلة وبعدها، ليتوّج لاحقًا عبر رحلة “الدواعش” في باصات مكيّفة مع سلاحهم ومالهم وعائلاتهم معزّزين مكرّمين في ظلّ اتصالات جرت عبر مثلث طهران – دمشق – “حزب الله” الذي قاد عملية التفاوض أو ” الدواعش” من الجرود إلى دير الزور والرقة. وهذه الصفقة المدوية لم تكن بريئة من الأساس نظرًا الى ما سبقها من معركة جرود عرسال التي خاضها “حزب الله” وكان بعدها التبادل والإستعراضات الإعلامية والكثير الكثير من الخبايا التي سيتم كشفها في الوقت المناسب في حال تمادي البعض على الرئيس سلام وحكومته.
من هذا المنطلق يضيف الوزير: “نحن لدينا كلّ محاضر جلسات مجلس الوزراء، ونملك أيضًا ضمن هذه المحاضر مواقف وزراء حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحرّ، لا بل مداخلات بعضهم داخل قاعة مجلس الوزراء حول قضية العسكريين المخطوفين وكلّ ما يرتبط بهذه القضية، إضافةً الى أن أهالي العسكريين يدركون بدورهم من حاول طمس قضيتهم وعتّم عليها وكان يعرقل أي مسعى بحجة ممنوع التفاوض مع الإرهابيين والتكفيريين، في حين كان هناك تفاوض خلال الحروب التي خاضها حزب الله مع إسرائيل عبر وسيط إلماني، لنصل إلى تفاوض ومزاح وحلقات نقاش مع جماعة داعش وصولاً إلى استقبال النظام السوري الإرهابيين، إذ خلال رحلتهم من الجرود إلى حيث هم اليوم كانوا أكثر من مكرّمين ولم يتعرضوا لأي إشكال، وهذا وحده كافٍ للدلالة الى من أوصلنا إلى هذه النهاية المأسوية للشهداء العسكريين وصولاً إلى تضحيات أهاليهم الذين صبروا وعانوا وكانت لهم مواقف مشرّفة وطنيًا من خلال خيمة رياض الصلح وفي كلّ حراكهم”.
ويخلص مؤكدًا أن “هناك سيناريو واضح المعالم مطبوخ إقليميًا على أعلى المستويات ويطبّق داخليًا، وهذا السيناريو لم يتوقف في الجرود أو عند كلّ ما واكب انتصار الجيش اللبناني وتداعيات قضية الشهداء المخطوفين، بل ثمة مرحلة في غاية الأهمية والصعوبة ستظهر معالمها في فترة ليست ببعيدة وذلك يكشف عنه سفراء غربيون معتمدون في لبنان وأصدقاء وموفدون يزورون لبنان، إضافةً أن من يذهب إلى الخارج من المسؤولين اللبنانيين ومن خلال علاقاتهم الدولية، بحيث يؤكّدون في مجالسهم أن الأشهر القليلة المقبلة ليست سهلة إذ ستسبق مفاوضات النظام والمعارضة السورية وكلّ ما يرتبط بالملف السوري عمليات كرّ وفرّ وأجواء أمنية قد تتطور إلى استهدافات وعمليات تفجير هنا وهناك، وهو ما يتبدى من خلال بعض الإعلام الذي يحرّض للإقتصاص من بعض الرؤساء وقيادات سياسيّة، لا بل الدعوة إلى أكثر من ذلك والقيام بانتفاضات جديدة وصولاً إلى ما جرى من اقتحام بعض منازل الوزراء السابقين وتهديد الرئيس سلام، إلى همروجة مستمرة ستتوالى فصولها تباعًا على أكثر من خلفية سياسية وإقليمية.