07-04-2021 | 00:22 المصدر: النهار


داخلاً وخارجاً …غرائبيات المأزومين !
لا ندري ما اذا كان على اللبنانيين ان يسخروا او يغضبوا لحالة غرائبية تنتاب ازمتهم الوجودية والمصيرية حين تتشابه الدول مع قواهم الداخلية العاقر والميؤوس منها في اجتراح الحلول الانقاذية لأسوأ انهيار يضرب لبنان. نقول ذلك بلا تردد فيما لا نكاد نصدق هذا الائتلاف العجيب بين مجموعة تطورات تنبئنا بان الانهيار لا يضرب الواقع المالي والاقتصادي والاجتماعي وأساسا السياسي فحسب وانما كل بقايا الرهانات على عقلانية ما تفرمل سحق البلاد ما بين داخل مهترئ وخارج عاجز “لا يملأ العين” . والحال وبمنتهى الصراحة لا نجدنا في الأيام الأخيرة الا امام عينات خارجية صادمة تماما كما أدمنا الصدمة جرعات يومية قسرية نتلقاها من رموز الانهيارات وفرسان الكوارث عندنا . لم نعد ندري ما اذا كان ممكنا المضي في التعويل على المبادرة الفرنسية فيما يشي التخبط في التعامل الفرنسي نفسه مع هذه المبادرة بتحفيز كل المنقلبين الانقلابيين عليها بالمضي في الاجهاز عليها . ما ينطبق على باريس قد لا ينسحب بالمقدار نفسه على #السعودية ولكننا لا نفهم كيف يكون التوازن أيضا بين سخط سعودي هائل على طبقة سياسية فشلت في احداث توازن قوى في مواجهة “حزب الله” فيما السعودية كانت اول الدول المنكفئة عن لبنان بما ساهم في ترسيخ نفوذ المحور الإيراني وذراعه . https://imasdk.googleapis.com/js/core/bridge3.448.1_ar.html#goog_1932958909Volume 0% ثم نصفق لما يسمى عودة عربية الى لبنان لان مصر والجامعة العربية استفاقتا بان هذا البلد الذاهب الى “جهنم”(بتعبير رئيسه إياه ) يستحق طلة بعد طلة اقله للتذكير بعروبته ! ولئلا يفسر أحد هذه المقاربة تجاهلا للموقف الأميركي لن نخفي اطلاقا توجسنا المتعاظم حيال طلائع السياسات الرخوة لادارة #بايدن إزاء #ايران التي قد تأتي على حساب تآكل إضافي متدرج للمصالح اللبنانية ما لم تلحظ الاتفاقات الاستراتيجية نووية كانت ام غير نووية وضع حد لتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة بدءا بلبنان . انها نماذج مأزومة لدول مأزومة في رسم سياسات خارجية كبيرة واستراتيجية نراها تتخبط في الملعب اللبناني الضيق المحدود كعينات ناطقة عن زمن لا يحفزنا على توقع استعادات لأدوار خارجية كبيرة ولامعة طالما عرف لبنان نماذج وتجارب تاريخية منها حتى في أزمان الحروب . اما الجانب الأنكى والاشد اثارة للسخرية المريرة فهو ان نجد أنفسنا امام هذا الهبوط الخارجي الصادم فيما نبحث كلبنانيين يتامى من الدولة الحامية ، بل الدولة الطبيعية فقط ، عن رافعة تعوضنا الانهيار السياسي الخيالي في الداخل . في آخر تجليات هذا الانهيار “هزلت” اللعبة الى حدود مناورات ضحلة هزلية من مثل ان تستفيق البلاد وتصحو وهي المنهكة والمفتقرة والمريضة على ضجيج زيارات افتراضية او وهمية لباريس وكأنها بالونات اختبار للرجل القوي في العهد الذي يكاد التضخيم الإعلامي يجعله يشوع بن نون هذا الزمن اللبناني . وهزلت أيضا الى حدود تقزيم الكارثة بحصرها بانفجار العدوانية بين رئيس الجمهورية وصهره من جهة والرئيس المكلف من جهة مقابلة وكأن ترميم المكسور بين الفريقين سيكون مفتاح الحل السحري لاستعادة تسوية “الخطيئة الأصلية”. ولعلها هزلت الى حدود خيالية امام واقعة غرائبية بكل المعايير يجسدها هجوم وانذارعلني غير مسبوق لرئيس جمهورية على “الجانب اللبناني ” المفاوض مع مؤسسة اجنبية للتدقيق الجنائي بما يثبت انعدام الثقة بكل الدولة من رأس هرمها الى أسفله.