الرئيسية / home slide / خالدة سعيد الكاتبة البوصلة: تكريمًا لدورها في حركيّة الإبداع ومعركة الحداثة الدائمة الولادة ويوتوبيا المدينة (بيروت) المثقّفة

خالدة سعيد الكاتبة البوصلة: تكريمًا لدورها في حركيّة الإبداع ومعركة الحداثة الدائمة الولادة ويوتوبيا المدينة (بيروت) المثقّفة

29-11-2021 | 00:00 المصدر: “النهار”

عقل العويط

خالدة سعيد، توليف فنّيّ بريشة منصور الهبر.

كتاب “فضاءات” ل#خالدة سعيد صادرًا قبل قليل لدى “دار الساقي”، ذريعة موضوعيّة للكتابة عن هذه السيّدة – المنارة التي لم تكتب شعرًا، ولا روايةً، ولم ترسم لوحةً، ولم تنحت حجرًا ولا برونزًا ولا خشبًا، ولم تصعد إلى خشبة مسرح تأليفًا وتمثيلًا، ولم تُخرِج عرضًا، ولم تُعرَف لها أغنية. لكنّها كانت منذ البدايات، ولا تزال إلى الآن، تواصل مهمّتها الشاقّة والشائقة باعتبارها تلك المرأة الطليعيّة الأديبة المثقّفة المتعدّدة الهمّ والاهتمام، الشاهدة، القارئة، الموثّقة، المؤرِّخة، الناقدة، المؤلِّفة، الخلّاقة، الرائية، التي تعكف، وترى، وتحفظ، وتصون، ثمّ تستكشف، وتستنبط، وتومئ، وتدلّ، وتوجّه – باعتبارها البوصلة – إلى مرافئ الضوء الآتية.

من الجزئيّ الاكتفاء بالكتابة عن موضوعٍ محدّد، أو ظاهرةٍ محدّدة، في اهتمامات خالدة سعيد، لأنّ ذلك من شأنه أنْ يلحق ضررًا جسيمًا، إنْ لم أقل تشويهًا، بالصورة الجامعة، المتآلفة الأقسام والأجزاء، التي لا يستقيم عنصرٌ فيها دون شقيقه وأليفه. شوهدت هذه السيّدة منذ أكثر من ستّين عامًا، بل منذ العام 1957، في الواجهة الثقافيّة اللبنانيّة والعربيّة الحديثة، لا كعضوٍ “كومبارس” في جماعةٍ أدبيّة، أو كوكبةٍ ثقافيّة، ولا كشخصٍ ثقافيٍّ على الهامش، بل كانت في المقدّمة (بدون استعراض)، في المعترك، في المختبر، في الصلب، في الجوهر، وفي إشكاليّات الحداثة، وأسئلتها، واتّجاهاتها، ونقاشاتها، ومجالسها، وتحدّياتها، شريكةً كاملة الشراكة، بصفتها صاحبة رأي وموقف، ورائية، ومستكشفة، وكاشفة، وموجِّهة.

وإذ ألفت إلى كونها على هذه الأوصاف، فلأنّها مثقّفة قبل كلّ شيء؛ بالمعنى الجوهريّ لكلمة الثقافة. أي متخصّصة، وبتعمّق، في كلّ ميدانٍ انشغلتْ بنصوصه وإبداعاته، وعالمة بالجهات والاتّجاهات والحركات فيه، وعارفة بالظاهر المرئيّ منه وبالباطن المستور. ولأنها في الآن نفسه قادرة على التحليل والتفكيك والربط والاستخلاص. فهي لم تنفكّ يومًا، ومنذ ذلك التاريخ، تعيش الأدب، وتعايشه، شعرًا وروايةً ونصًّا؛ والمسرح، تأليفًا وتمثيلًا وإخراجًا؛ والفنّ، رسمًا ونحتًا؛ حتّى الموسيقى، تلحينًا وغناءً. بحيث كلّما نظر أحدنا إلى حركيّة الإبداع في هذه المجالات كافّةً، وجد خالدة سعيد في قلب هذه الحركيّة، عنصرًا ديناميًّا، فاعلًا، متفاعلًا، ومؤثِّرًا.
ثمّة منذ البداية، ما يجب ربط معانيه ودلالاته في هذا السياق. إنّ اهتمام خالدة سعيد بالثقافة والحداثة العربيّتين، لم ينفصل يومًا عن التزامها ببيروت، التي اختارتها دون سواها من المدن، وانتمت إليها، قلبًا وقالبًا، وأخذت على عاتقها مسؤوليّة سبر الكثير من أغوارها الإبداعيّة المتنوّعة، وتظهيرها، وبلورة عددٍ من تجاربها واختباراتها وظواهرها وعلاماتها وقاماتها، في الميادين كافّةً، واحتضانها، على طريقة الزهّاد والنسّاك الذين يبذلون أعمارهم في سبيل ما يؤمنون به.

أعود إلى الستّينات البيروتيّة، بل إلى أواخر الخمسينات، التي شهدت غليانات الحداثة، واضطراماتها، وتأجّج مراجلها، حيث كان من النادر أنْ تشهد الحياة الثقافيّة حدثًا محوِّلًا، لم تكن خالدة سعيد فيه، منذ انطلاقة جماعة مجلّة “شعر”، باعتبارها الحدث الثقافيّ – الأدبيّ – الشعريّ التحويليّ الأبرز في تلك الحقبة الحبلى بالتحوّلات والغنيّة بالولادات. لم يكن ضروريًّا البتّة لخالدة سعيد أن تكون شاعرةً منتجةً للقصائد، لتندرج في صلب تلك الجماعة. هي كانت في معنى ما، تأطيرًا معرفيًّا لحركيّة الإبداع والحداثة، ولحركيّة الشعر والشعراء معًا، الشاهدة لهذا الشعر ولهؤلاء الشعراء، وهي كانت عصارةً من عصارات ذلك المشهد النادر، ومن زبدته، وخلاصته، وخواصّه، من حيث كونها الحاضرة الرائية التي تقرأ الأشعار والآداب والفنون والحركيّات، وتغوص على كوامنها، وأسرارها، فترفعها إلى السطح، إلى الضوء، لتمحّصها، وتستجلي مكوّناتها وخصائصها، وماهيّة تمايزها، وفرادتها، وتحيلها على مراجعها إذا كانت ذات مراجع، وتلفت إلى عصاميّتها وأوّليّتها وتبرّوئها من كلّ المراجع، إذا كانت بلا آباء ولا أمّهات، لتقدّمها – من ثمّ – إلى العالم الأدبيّ، كما ينبغي تقديم تلك المواهب والإبداعات، وتضعها في مكانتها، أكانت مكانةً تاريخيّةً، أم كانت، خصوصًا، مكانةً طليعيّةً حداثويّةً ذات موقعٍ متفرّدٍ ومتمايز. في هذا المعنى، كانت هذه السيّدة حدثًا بذاتها، بشخصيّتها، بموهبتها الذكيّة، بدأبها الأكاديميّ والمنهجيّ والعلميّ، بنسكها المعرفيّ والنقديّ، وبانتمائها إلى النصّ، مصدرًا لكلّ قراءةٍ ورؤيةٍ ورؤيا.

من الصعب التأريخ لتلك المرحلة الفذّة من تاريخنا الأدبيّ والفنّيّ، بل الثقافيّ والإبداعيّ الحديث، بمعزلٍ عن دور خالدة سعيد فيها. لا أبتغي تمجيد هذه المرأة، ولا تجنيبها ضرورات النقد ومستلزماته الموضوعيّة (وهذا أمرٌ لا بدّ منه على كلّ حال)، إنّما من المهمّ جدًّا لي، أنْ أكشف عن دورها الديناميّ في مرافقة حركة الحداثة في تجليّاتها كافّةً. فقد كانت ثمّة حاجةٌ فائقةٌ لمرافقةٍ من هذا النوع، لا يضطلع بها شاعرٌ أو شاعرة، ولا روائيّ أو روائيّة، ولا قائد جماعة أدبيّة، أو زعيم حركة، وذلك لتنزيه تلك المرافقة – موضوعيًّا – من الأنويّة والاستئثار والانحياز. علمًا أنّ زواجها من أدونيس، قد جعلها تتبنّى شعريّته وشاعريّته ومقولاته النظريّة، تبنّيًا حاسمًا (مضخّمًا؟!)، بصرف النظر عمّا يمكن أنْ يعتري ذلك التبنّي من تحفّظاتٍ وتأويلاتٍ ليست كلّها إيجابيّة. على أنّ ذلك لم يحرفها – إلى حدّ – عن الانتباه المليء إلى ظواهر وتجارب شعريّة خارجة على المألوف الشعريّ والتراثيّ، ولا سيّما تجربة أنسي الحاج الشعريّة، التي راحت تتربّع ابتداءً من “لن” (1960)، على ضفّةٍ تتّصف بالكثير من المناهضة للتجربة الأدونيسيّة، ولمصدريّتها التراثيّة (واللغويّة)، وبالكثير من التمايز الرؤيويّ عنها، وبالخروج على مرجعيّاتها، ومعجميّتها، وأشكالها، وأبنيتها، وأساليبها. وعليه، من حقّ القارئ أنْ يرى شجاعةً أدبيّةً في تظهيرها هذه التجربة، وفي احتضانها، والترويج لها، على رغم ما كانت تحفل به من “تهديد” للغة الأدبيّة الرسميّة، وللغة الأدونيسيّة. وسيكون جائرًا، في هذا المعنى، تغييب فاعليّة خالدة سعيد الثقافيّة والنقديّة، وريادتها، لأنها ستكون قراءةً مبتسرة للتاريخ الثقافيّ، ومجتزأة، بل ومشوّهة. في الآن نفسه، لن أتردّد، وأنا أراجع مؤلّفاتها المنشورة في كتب، في تسجيل نواقص في عملها التأريخيّ والتوثيقيّ والنقديّ، من خلال غياب (أو تغييب) أسماء وقامات شعريّة، من الفادح غيابها أو تناسيها. ما دمتُ أفتح هذا السجال، يجب أنْ أسأل كيف يمكن لـ”مرجعيّةٍ” تأريخيّةٍ ونقديّة كخالدة سعيد، أنْ لا يتضمّن أيٌّ من كتبها المنشورة بحثًا عن شوقي أبي شقرا (علمًا أنّها كتبت عنه في مجلة “شعر”)، وكيف لم تلتفت إلى تجربة بول شاوول؟ في هذا السياق، لا بدّ أنْ أسجّل أيضًا غياب تجارب لافتة ومؤثّرة عن اهتماماتها التأريخيّة والنقديّة، من مثل سركون بولص وكاظم جهاد ومحمد علي شمس الدين ومحمد العبدالله وشوقي بزيع وبسّام حجّار ونوري الجرّاح؟ قبل هؤلاء، كيف لم تلتفت إلى سعدي يوسف وعبد الوهّاب البيّاتي وبلند الحيدري؟ هذا في الشعر، أمّا في الرواية فأعتقد أن النقصان كثيرٌ للغاية، ولا سيّما في إنتاج “المدينة المثقّفة” روائيًّا. أثمّة أسبابٌ موضوعيّة أم ذاتيّة لهذا النقصان؟ أيًّا يكن الجواب، يتطلّب اكتمال التأريخ سدّ فراغاتٍ حسّاسة كهذه، أرجو أنْ تعمل الكاتبة الرائدة في مؤلّفاتها اللاحقة على ملئها. قد تكون فاتتني غياباتٌ أخرى في مجالات الرواية والرسم والنحت، علمًا أنّ خياراتها النقديّة والتأريخيّة في المجال التشكيليّ تعتورها معياريّةٌ رجراجة، عشوائيّة، انتقائيّة، غير صائبة وغير مصيبة أحيانًا. وهذا – مثلًا – لا يعتري اهتمامها بالمسرح، حيث يُعتبر كتابها “الحركة المسرحية في لبنان 1960-1975” مرجعًا لا غبار عليه، ولا نقصان فيه، ليته يُستكمَل لتغطية الحقبة التي تلت العام 1975.

لا يجوز تحميل شخصٍ واحدٍ عبئًا ثقافيًّا، تأريخيًّا وتوثيقيًّا ونقديًّا، كهذا العبء الذي لا بدّ أنْ تنوء به مؤسّساتٌ للأبحاث وهيئات وجامعات متخصّصة. حسبي أنْ ألفت إلى أهميّة استكمال الكاتبة هذه المهمّة التاريخيّة، باعتبارها – موضوعيًّا – من المرجعيّات التأريخيّة لـ”المدينة المثقّفة”، التي صارت هي مدينتها بامتياز. إلّا أنّ أكثر ما يهمّني أنْ أشير إليه في تجربة خالدة سعيد المتكاملة (التي أرجو لها دوام العمر والصحّة والاستمرار)، أنّ مكانتها الثقافيّة، أنّ ثقافتها المرجعيّة، الأدبيّة والنقديّة، وصورتها كشاهدة ومؤرّخة وناقدة حديثة، لم تكن في حاجةٍ إلى “إسناد” من أحد، ولا في حاجةٍ إلى أيّ صفةٍ أخرى – شعريّة مثلًا – توصف بها. أكرّر: لم تكن خالدة سعيد شاعرةً ولا روائيّة، لتحتلّ ما احتلّته في حركة الحداثة. لقد انتزعت دورها وفاعليّتها بذاتها الخلّاقة والمجتهدة، من كونها رائية وناقدة. كانت النصوص الأدبيّة عندما تتحرّر من أسر شعرائها وكتّابها، ومن رهبتهم وهيبتهم وشهرتهم، تصبح تحت عينيها، ملكها هي وحدها، باعتبارها قارئة ومحلّلة ومفكِّكة ورائية. في هذا المعنى، هي صنعت لنفسها مكانةً ثقافيّة وإنسانيّةً (ونسائيّة) توازي مكانات الكتّاب (الذكور) أنفسهم. يجب أنْ يقال هذا القول بشجاعةٍ أدبيّةٍ صافية.

أصبحت خالدة سعيد في حضورها النوعيّ، الغائص في حركة الحداثة، المنضوي في خضمّها المتلاطم، المحتضن نظريّاتها ومؤلّفاتها، المتخصّص بالتدوين التأريخيّ والنقديّ والتفكيكيّ لها، بما هو تدوينٌ على كثير من الدقّة والتهيّب والخفر والتحفّظ، بعضًا من صورة بيروت الستّينات والسبعينات، الثقافيّة والحداثيّة آنذاك. إذا كتبت خالدة عن ديوان، عن قصيدة، عن شاعر، عن منحوتة، عن لوحة، عن أغنية، صارت كتابتها هي الميزان وهي المعيار. والعكس أيضًا صحيح. لم يكن ذلك آتيًا من عدم، أو من تشوّش، بل من بلاغة الجذور، وحدس الموهبة، وذكاء الاختيار والانحياز، وحرفة الثقافة، ودأب البحث الذهنيّ، وحدّة الصفاء والرؤيا.
عندما ارتأت خالدة سعيد أنْ “تنتمي” إلى حركة مجلّة “شعر”، وأنْ تدرس “البحث عن الجذور”، و”حركيّة الإبداع” في ما بعد ، بعواملها ومكوّناتها وعلاماتها ورموزها، كانت قد اختارت طريقها، بانتماءٍ كاملٍ، تَطَلَّب منها أنْ “تترهّب” لهذا “الانتماء”، وتكون في خدمته. فهي شاءت أنْ تكون امرأة الحداثة، بكلّ معانيها ودلالاتها، وسيكون جليًّا حضورها (النسويّ) الإبداعيّ، مكرِّسًا إيّاها مرجعيّةً تدلّ وتوجّه.

وعندما قرّرتْ أنْ تنتمي “إلى بيروت، في الأزمنة كلّها”، باعتبارها المدينة المنارة، المتوأمة مع الحداثة، وحركيّة الإبداع، كرّست لها “يوتوبيا المدينة المثقّفة”، وهو حقًّا كتابٌ منارة، ولا سيّما في إضاءاته على “الندوة اللبنانيّة” ومؤسّسها ميشال أسمر وبياناتها التأسيسيّة الخمسة والشخصيّات الفذّة المحلّية والأجنبيّة التي استضافتها في المجالات كافّةً، و”القرية الفاضلة: المشروع الرحبانيّ الفيروزيّ”، ومجلّة “شعر”، ومجلّة “مواقف”، و”دار الفنّ والأدب”. هذا إنْ دلّ على شيء، فعلى رحابةٍ عقليّةٍ وفكريّة وثقافيّة وروحيّة وإنسانيّة على السواء.

كتابها النيّر الجديد، “فضاءات”، عساه لا يكون الأخير في مسيرتها، بل يكون حافزًا لمشاريع وإضافاتٍ و… فضاءاتٍ أخرى، حياتنا الثقافيّة والأدبيّة، اللبنانيّة والعربيّة، في أمسّ الحاجة إلى مثلها. هناك ما هو أكثر، يجب أنْ يُقال: ربّما ما من أحدٍ أعطى بيروت الثقافيّة حقّها، كمثل ما أعطتها خالدة سعيد، بحثًا وتوثيقًا وتأريخًا وتحليلًا وتفكيكًا واستنباطًا واجتهادًا وتفكّرًا وإضاءةً. وهي فعلتْ ذلك بمسؤوليّة، وبحبٍّ وشغفٍ عظيمين. شكرًا لخالدة سعيد التي تستحقّ أنْ تكون بيروتيّةً ولبنانيّةً بامتياز.

حاشية: خالدة سعيد كاتبة وناقدة وباحثة وأكاديميّة وأستاذة جامعيّة، سوريّة – لبنانيّة، تحمل دكتوراه في الآداب. من أعمالها: “البحث عن الجذور”، دار مجلة شعر، بيروت، 1960، “حركيّة الإبداع”، دار الفكر، ودار العودة بيروت، 1982، “المرأة التحرر والإبداع، جامعة الأمم المتحدة، 1991، “الحركة المسرحية في لبنان 1960-1975″، لجنة المسرح العربي، 1998، “الاستعارة الكبرى”، دار الآداب، 2007 ، “في البدء كان المثنّى”، دار الساقي، 2010، “يوتوبيا المدينة المثقّفة”، دار الساقي، 2012، “فيض المعنى”، دار الساقي، بيروت، 2014، “جرح المعنى”، دار الساقي، بيروت، 2016، “أفق المعنى”، دار الساقي 2017، “فضاءات/ يوتوبيا المدينة المثقّفة 2″، دار الساقي، بيروت، 2021. ولها في الترجمة: “القطّ الأسود”، إدغار آلن بو، دار مجلة شعر، بيروت، 1962، “اللصوص”، وليم فوكنر، 1963، “قيثارة العشب”، ترومان كابوته، 1966، “عصر السرياليّة”، والاس فاولي، 1967.

akl.awit@annahar.com.lb