النهار
20032018
اجتماع الهيئة التوجيهية العليا في السرايا مساء أمس برئاسة الرئيس سعد الحريري. (دالاتي ونهرا)
واذا كانت مصادر سياسية وحزبية معارضة للعهد قالت لـ”النهار” إنها تتوقع تفاقماً واسعاً للتدخلات بما من شأنه ان يسخن لاحقا المناخ الانتخابي الى حدود واسعة وربما خطيرة فان مؤشرات هذا الخط الاعتراضي برزت امس في بضعة مواقف منها موقف حاد لعضو القيادة السياسية لتيار “المردة” الوزير السابق يوسف سعادة الذي غرد قائلاً: “بكل وقاحة يعلنون لوائح العهد. من حق فخامة الرئيس التدخل في الانتخابات لكن هذا الامر يوجب شروطاً عدة أبرزها التخلي عن شعار بي الكل والالتزام الكامل لحياد كل مؤسسات الدولة ورحابة الصدر لان من يدخل حلبة الملاكمة يلكم ويتلقى اللكمات”.
كما ان لقاء سيدة الجبل” لفت أمس الى “أن ثغرات قانون الانتخاب الجديد بدأت بالظهور، فالقوى السياسية التي هلّلت بدايةً لـ”النسبية” بدأت اليوم تتنصّل من جهودها”. ولاحظ “غياباً تاماً لهيئة الإشراف على الانتخابات التي لا تقوم بمهماتها، بحيث يُخرق القانون على مستويات عدة، بدءاً بتحويل قصر بعبدا الرئاسي مركزاً إنتخابياً حزبياً”.
وذهبت المصادر المعارضة نفسها الى القول ان ما يحصل في المتن الشمالي منذ مساء السبت الماضي، وان كان يندرج ضمن الصراع الانتخابي بين بعض الافرقاء الاساسيين، يعكس “حرب الغاء ” تستهدف نائب رئيس الوزراء سابقا النائب ميشال المر وتقف وراءها الجهات النافذة نفسها المحسوبة على العهد. وستتضح في الساعات المقبلة طبيعة الاتجاهات التي ستسلكها المعركة في المتن الشمالي في ظل الرد الذي سيعتمده النائب المر على انسحاب المرشح سركيس سركيس من التحالف معه وانضمامه الى لائحة “التيار الوطني الحر”، علماً انه سيتعين على “التيار” أيضاً بت مصير النائب نبيل نقولا لاختيار مرشحيه الموارنة النهائيين بعدما ادخل سركيس الى السباق ضمن لائحته.
لائحتا الجبل
في غضون ذلك، كشفت مصادر “القوات اللبنانية” أمس أن التفاهم بين “القوات” والحزب التقدمي الإشتراكي هو تفاهم شامل وكامل وتم الاتفاق على كل التفاصيل المتصلة بدائرتي الشوف-عاليه وبعبدا في اللقاء الذي عقد أمس في معراب وضم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وعضو “اللقاء الديموقراطي” النائب أكرم شهيّب والمرشح عن المقعد الدرزي في بعبدا وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي هادي أبو الحسن، ومسؤول الماكينة الانتخابية في الحزب التقدمي الإشتراكي هشام ناصر الدين والامينة العامة لحزب “القوّات اللبنانيّة” شانتال سركيس.
وعلمت “النهار” من مصادر مطلعة أنه تم حسم أسماء المرشحين على لائحة التحالف الثلاثي (التقدمي ـ “القوات” ـ “المستقبل”) في دائرة جبل لبنان الرابعة وقد حسمت مبدئياً أسماء المرشحين في قضاء الشوف، على الشكل الآتي :
ـ تيمور جنبلاط (درزي)، مروان حماده (درزي )، نعمة طعمة (كاثوليكي )، جورج عدوان (ماروني)، ناجي البستاني (ماروني)، محمد الحجار (سني)، بلال العبدالله (سني)، غطاس خوري (ماروني).
وعن سحب ترشيح النائب ايلي عون، قالت المصادر إنه “متفهم وكان قد وضع ترشيحه في تصرف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، وهو من الذين تركوا بصمة ايجابية في العمل المجلسي وستكون هناك مبادرة تجاه عون في اليومين المقبلين”.
أما أسماء مرشحي قضاء عاليه، فرست على الشكل الآتي:
ـ أكرم شهيب (درزي)، هنري الحلو (ماروني)، أنيس نصار (أرثوذكسي)، راجي السعد (ماروني)، وستتشكل اللائحة من 12 عضواً بدلاً من 13، وسيبقى المقعد الدرزي الثاني في القضاء خالياً.
بعلبك – الهرمل
وفي المقابل أفادت مصادر “القوات” ان المفاوضات بين “القوات” و”تيار المستقبل” انتهت الى عدم اتفاق في كل الدوائر باستثناء دائرة بعلبك-الهرمل نظراً الى الظروف الموضوعية لهذه الدائرة، وفي دائرتي الشوف – عاليه وبعبدا حيث سهّل الحزب التقدمي الاشتراكي التفاهم بين الأحزاب الثلاثة. وفي المعلومات “القواتية” ان “المستقبل” سيبقي مقعداً ارثوذكسياً في عكار اذا ارتأت “القوات” ان في هذه الخطوة فائدة لها، فيما التحالف في الدائرة المسيحية الشمالية سيكون بين “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، وكذلك الأمر في زحلة والأشرفية ودوائر أخرى. أما في دائرة مرجعيون-حاصبيا فترك “القوات” و”المستقبل” للمسؤولين في الحزبين التصرف وفق ما يراه كل منهما مناسبًا.
وفي معلومات خاصة بـ”النهار” أن المعركة في دائرة بعلبك – الهرمل تتجه الى مرحلة بالغة الحماوة في ظل التنافس بين ثلاثة ائتلافات كبيرة اساسية بالاضافة الى لوائح انتخابية أخرى. وبعد اعلان لائحة التحالف الشيعي الثنائي مع حلفائه أول من أمس، علمت “النهار” ان اجتماعا بعيداً عن الاضواء عقد مساء الاحد بين الرئيس حسين الحسيني وستة مرشحين أساسيين على اللائحة التي سيشكلها وكان الاجتماع بمثابة رد على التشكيك في مضي الحسيني في المعركة. وعلم ان قرار اعلان اللائحة ينتظر استكمال تحديد المرشحين الكاثوليكي والسني فيها، أما الاعضاء الستة حتى الان فهم: الرئيس الحسيني ورفعت المصري ومحمد حيدر وعلي زعيتر ومسعود الحجيري عن المقاعد الشيعية وشوقي الفخري عن المقعد الماروني. كذلك علمت “النهار” ان اجتماعا آخر ل”تيار المستقبل” عقد مع عدد من المرشحين الشيعة في دائرة بعلبك – الهرمل وجرى الاتفاق على التنسيق مع المرشح النائب السابق يحيي شمص بما يعني ان ثمة تحالفا محتملا بين الفريقين قد يضم أيضاً مرشحي “القوات اللبنانية ” بعد تفاهم “المستقبل” و”القوات” على هذه الدائرة.
وسط هذه الاجواء، عقد مساء أمس في السرايا الحكومية اجتماع للهيئة التوجيهية العليا تحضيراً لمؤتمري “سيدر” في باريس و”بروكسيل-2″ برئاسة رئيس الوزراء سعد الحريري وحضور ممثلين لـ45 دولة ومؤسسة دولية. وأكد الحريري ان “الحكومة اللبنانية لا تقدم إلى مؤتمر “سيدر” خطة الاستثمار الاقتصادي فحسب، بل تقدم أيضاً رؤية شاملة للاستقرار، والنمو المستدام الطويل الأجل، ولايجاد فرص العمل”. وأوضح “أن هدف الحكومة في مؤتمر بروكسيل -2 هو ضمان تمويل برنامج لبنان لمواجهة الازمات بشكل مناسب، وتحقيق التزامات متعددة ومضمونة لسنوات مقبلة، فضلا عن تقديم الدعم للمجتمعات المضيفة”.