أياً يكن حجم الإجماع السياسي اللبناني دعماً لخوض الجيش معركة الحدود الشرقية ضد تنظيم ” #داعش“، فإن ذلك لا يغير من المعادلة التي أرساها ” #حزب_الله” في الجرود، لتبقى كلمة الفصل له في معركة لها الكثير من الإرتدادات على الداخل، خصوصاً إذا حدثت ضد تنظيم يقاتل بطريقة مختلفة ويحتفظ بأوراق، تبدأ من العسكريين المخطوفين، ولا تنتهي بمخيمات اللاجئين السوريين.
- النهار
- 06082017
بسط “حزب الله” سيطرته على #جرود_عرسال، وهو بات يتحكم بطبيعة المعركة المقبلة مع “داعش” من الجهة السورية، ما يعني أن قرار الجيش اللبناني خوض المعركة من الجهة اللبنانية في جرود القاع ورأس بعلبك سيتم بالتنسيق مع الحزب والقوات السورية، إذا كان الهدف محاصرة كاملة لتنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة لإخراج مسلحيه أو القضاء عليهم. وبينما لا تبدو الأمور واضحة لجهة بدء المعركة التي يقال أن الجيش سيحددتوقيتها المناسب بعد اعطاء المجال للمفاوضات مع التنظيم الإرهابي المسلح، على رغم أنه يستمر بحشد التعزيزات العسكرية الى المنطقة وقصف مواقع “داعش” وتحركات عناصره، فإن قيادة الجيش تدرس، وفق مصادر سياسية متابعة، كل الاحتمالات بما فيها حدود القدرة على حسم المعركة سريعاً والخسائر المحتملة والتكتيكات المناسبة. وتقول المصادر أن كل الكلام المتداول عن أن المعركة مع “داعش” أسهل من معركة “النصرة”، لا يبنى عليه، مشيرة الى أن عناصر هذا التنظيم يقاتلون الى النهاية كما حصل في الموصل وكذلك في الرقة، عدا عن الانتحاريين منهم الذين قد يفجرون أنفسهم، وهو ما يأخذه الجيش بالاعتبار في رسم خطوط المعركة، وتدقيق معطياتها تجنباً لوقوع خسائر مباشرة في عديده وعتاده.
وتشير المعلومات الى أخطار كبيرة لا تزال تمنع البدء بتنفيذ العملية العسكرية. ومن بينها أن حصار “داعش” من الجهتين اللبنانية والسورية سيدفع المسلحين الى الانتقال نحو الحلقة الأضعف اي الجهة اللبنانية ومحاولة اختراق الداخل اللبناني في جرود القاع ورأس بعلبك، ثم الاحتماء باللاجئين السوريين، طالما أن هناك عائلات للمسلحين وأنصاراً فيها، وقد تكون العمليات الانتحارية خيارات للتنظيم الإرهابي بهدف إيقاع خسائر بالجيش تحديداً، على رغم أن المؤسسة العسكرية تأخذ بالاعتبار هذا الاحتمال بقوة.
وبين تحديد الساعة الصفر والحديث عن دعم دولي للجيش في المعركة، تلفت المصادر الى أن جانباً من الدعم يستهدف توريط الجيش في معركة غير محسوبة نتائجها بدقة. لذا تتركز المرحلة الأولى على المفاوضات عبر وسطاء لم يعلن حتى الساعة طبيعتها، لكن يشكل الانسحاب من الجرود ومعرفة مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين وصولاً الى إطلاق سراحهم، عنوانها الرئيسي، وذلك في مقابل تسهيل انسحاب المسلحين الى البادية السورية مع سلة أخرى لم يكشف عن مضمونها، قد يكون من بينها جزء من اللاجئين، علماً أن لا تقدم في الاتصالات حتى الآن وسط صمت مطبق من جانب التنظيم الإرهابي الذي لم يتدخل حتى في معركة الجرود الى جانب النصرة.
وتجزم المصادر بأن المعركة ضد “داعش” فيجرود رأس بعلبكوالقاع لن تبدأ قبل انتهاء المفاوضات غير المعلنة مع “داعش” لمعرفة مصيرمخطوفي الجيش، وكذلك معرفة مصير أسرى لـ”حزب الله” غير معلنة أسماؤهم وجثامين بعض عناصره لدى التنظيم الإرهابي، وكذلك حسم الموقف من طبيعة الدعم الدولي، وتحديداً المساعدة الأميركية وما إذا كان يتناقض مع خطط “حزب الله”، خصوصاً أن تسريبات تتحدث عن اتصالات إيرانية أبلغت قيادات لبنانية أن المساعدات المشروطة للجيش يجب عدم الركون اليها، وهي لا تغير من طبيعة المعركة ولا تعدل في موازين القوى.
هل تبدأ المعركة مع “داعش”؟ لا تبدو الامور محسومة حتى الآن، خصوصاً أن لا أحد يعرف عدد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في الجرود، فالبعض يتحدث عن 800 مسلح، والبعض الآخر يقول أن العدد لا يتجاوز الـ400، لكن بالتأكيد أن لـ”داعش” قوة ليست أسهل من النصرة في القتال، إضافة الى أنصار له في المخيمات وبين اللاجئين. لذا تبدو المعركة صعبة، مع مخاوف من تصفية مخطوفي الجيش اذا شعر هذا التنظيم أن الأمور تتجه الى نهايتها. لكن بالتأكيد، وفق المصادر، أن المعركة يقودها “حزب الله” وهو الأمر الناهي في شكلها وطبيعتها وتوقيتها!
ibrahim.haidar@annahar.com.lb
twitter: @ihaidar62