27-03-2021 | 01:30 المصدر: النهار


لقاء الهدية
أثارت “هدية” الاوكسيجين من النظام السوري التي إحتفى بها وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن لغطا لم ينته بعد. لكن أمر هذه “الهدية” إنكشف سياسيا، كما أشارت “النهار” الخميس الفائت. كما أنكشف أمرها في المعلومات التي ادلى بها الوزير السابق احمد فتفت في إجتماع مشترك قبل يومين لـ “لقاء سيدة الجبل” و”حركة المبادرة الوطنية” و”اللقاء الوطني”. يقول الدكتور فتفت:”الاوكسيجين كذبة كبيرة. هناك شركة لبنانية تنتج المادة في سوريا للبنان وسوريا معا منذ زمن. وفجأة قرر النظام السوري منع الشركة من ان ترسل المادة الى لبنان. وهذا هو السبب وراء الاخراج الذي تولاه وزير الصحة، فحاول ان يقول لنا ان هناك هدية من الرئيس الاسد هي عبارة عن ثلاثة شحنات #أوكسيجين للبنان بينما في الواقع هم من منعوا الشركة اللبنانية التي تنتج المادة في سوريا من ان ترسلها الى لبنان”. كما يشير فتفت الى معلومات اوردتها احدى الصحف تؤكد ان النظام السوري هو وراء “المنع” ثم “المنح” لهذه المادة بالاشارة الى ان إحدى الشركتين ــــ التي تعتمد بشكلٍ أساسي على إنتاج معاملها في سوريا (منطقة درعا) ــــ”لم تستطع” الالتزام بالكميات التي كانت تسلّمها للشركات والمستشفيات، بسبب زيادة الطلب على الأوكسيجين في سوريا ومنع تصديره. ومن الاوكسيجين الى الغاز. وفي هذا الصدد يلفت فتفت الى ان النظام السوري “لزّم شركات روسية للبحث عن الغاز في المياه الاقليمية السورية، وجزء منها غير مرسّم هناك إقتطاع حوالي 1000 كيلومتر من المياه الاقليمية اللبنانية التي حددها لبنان منفردا وبعث بالمرسوم الى الامم المتحدة”. ورأى في هذه الخطوة “محاولة لجرّنا الى الجلوس الى الطاولة مع النظام السوري”. ليخلص الى القول:” ليس بالصدفة ان هذا الامر تحرّك عندما حرّكنا القرار 1680 “. في مراجعة لهذا القرار يتبيّن ان كل قضية لبنان تكمن فيه اليوم. هذا القرار الذي أصدره مجلس الامن الدولي في 17 أيار عام 2006 ، أي قبل حرب تموز في ذلك العام، أعاد سرد كل القرارات الدولية في شأن لبنان بدءا من القرار 425 عام 1978 ولغاية 2006. ولم يفت القرار 1680 ” إن يلاحـظ مـع الأسـف أن هناك أحكاما أخرى من القرار 1559 لا تزال دون تنفيـذ كامـل، وهـي، حـل الميليـشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها، وبسط سلطة حكومة لبنان على جميع أراضـيه”. كما لم يفت القرار ان “يلاحــظ مــع القلــق النتيجــة الــتي خلــص إليهــا تقريــر الأمــين العــام بحدوث عمليات لنقل الأسلحة إلى الأراضـي اللبنانيـة لـصالح الميليـشيات خـلال الأشـهر الـستة الماضية(أي في الشهر الاخير من العام 2005)”. خلاصة القرار هي: “حـل جميـع الميليـشيات اللبنانيـة وغـير اللبنانيـة ونـزع سلاحها واستعادة سيطرة الحكومة اللبنانية الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية”.بعد 15 عاما: قضية لبنان لا لسلاح “حزب الله” ونعم لسلاح الدولة. ولا تلغي هذه القضية “هدايا” مثل اوكسيجين الاسد.
ahmad.ayash@annahar.com.lb