الرئيسية / home slide / “حزب الله” كسب جولة التعيينات ضد واشنطن!

“حزب الله” كسب جولة التعيينات ضد واشنطن!

لم يخف سياسيون احباطهم من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اشرف على اقرار آلية اصلاحية للتعيينات الادارية في الجلسة التشريعية الاخيرة التي عقدت في الاونيسكو ولم يدافع عنها في التعيينات التي جرت اخيرا ما عمق الانطباعات بان لا اصلاحات يعول عليها لا من الحكومة ولا من مجلس النواب ما دامت قوى السلطة نفسها التي تتحكم بالواقع السياسي في البلد سيما وانه يؤخذ على بري اصراره على تعيين مدير عام لوزارة الاقتصاد قدم موعد جلسة مجلس الوزراء من اجله. وليس غريبا في ضوء ذلك تزايد انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية غداة جلسة التعيينات الحكومية نتيجة المزيد من فقدان الثقة بأهل السلطة الذين يقترعون على ما تبقى من البلد حتى لو اهله على الصليب وليس فقدان الثقة بالحكومة فحسب التي انهت صدقيتها وباتت كمن يساهم في تصفية دم البلد وليس في انقاذه. كما لفت هؤلاء السياسيين توزيع خبر عن زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى قصر بعبدا غداة التعيينات نقل فيه عنها انها “أكدت لرئيس الجمهورية دعم بلادها للبنان في المجالات كافة والوقوف الى جانبه في الظروف الصعبة التي يجتازها، موضحة أن الولايات المتحدة الأميركية تدعم الخطوات الإصلاحية التي يقوم بها لبنان كي يتمكن من الخروج من الازمة الاقتصادية المالية التي يعاني منها”، وذلك على رغم ان السفيرة الاميركية لم تدل بموقف علني واكتفت السفارة بخبر على تويتر فيه ان السفيرة سعدت بلقاء مع الرئيس عون حيث بحثت معه مواضيع مشتركة. ولكن ما نقل عنها كان لافتاً على خلفية ان وزراء الحكومة لا يصدقون ان التعيينات التي قاموا بها تندرج في اطار الاصلاح فيما ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كان وعد السفيرة الاميركية بالابقاء على محمد بعاصيري ان لم يكن نائبا لحاكم المصرف فرئيسا للجنة الرقابة على المصارف اضطر، على ذمة معلومات السياسيين انفسهم، الى الخضوع الى الخط الاحمر الذي رسمه “حزب الله” على هذا الصعيد فارضا ما يريده هذا الاخير وليس ما يريده الاميركيون وفق ما كان سرى من معلومات على هذا الصعيد. ولكن بات هناك استحقاق وفق السياسيين انفسهم امام رئيس الجمهورية ورئيس تياره صهره جبران باسيل اذا كان يستطيع ان يقدم اي جديد للاميركيين بالنسبة الى الحدود البحرية علما ان الملف في يد الحزب وليس في ايديهم ايضا، فيما يسعى باسيل الى محاولة تحريك هذا الملف تعزيزا لحظوظه.

وبالنسبة الى رئيس الحكومة الذي انتفض قبل اسابيع رفضا لتعيينات محاصصة ” لا تشبهنا” كما قال فيما ارجأ التعيينات الادارية قبل اسبوعين من اجل ان يأتي بصفقة تؤمن له تعيين مرشحته الى مجلس الخدمة المدنية فقد تمت التعيينات من دون ان يحصل على ما يريد اذ عين مجلس الوزراء مرشح اخر. وهو ما يشكل ضربة ثانية له تضاف الى واقع اقرار موضوع تعيين لمحافظة كسروان – جبيل على رغم ربطه مسبقا قبيل الجلسة بانه ربط اقرارها بعدم حصول التعيينات فلم يكن له ما اراد. والواقع ان ليس مهما واقع الحكومة بعد الان بعدما انكشف تقاذفها بين افرقاء السلطة الداعمين لها وتجاوزها سيما وانها خضعت لارادة الحزب كليا في التعيينات الاخيرة من دون اهمال واقع ان الافرقاء امنوا حصصهم ايضا.

انه واقع الكباش بين الحزب والولايات المتحدة وقد كسب جولة التعيينات المالية فيما ان استعداداته تتصل بالمخاوف من تطبيق ” قانون قيصر” في ما يتعلق بمنع دعم النظام السوري سيطاول الحزب في شكل مباشر باعتباره يشكل شريانا حيويا له الى لبنان على كل المستويات. الا ان خلاصة ذلك في الوقت نفسه مجموعة امور قد يكون ابرزها: ان لبنان مقبل في الاسابيع والاشهر القليلة المقبلة على واقع يزداد صعوبة وانهيارا على نحو يسابق انهيار الاقتصاد السوري سيما في ظل اشتداد الضغط الاميركي على ايران قبيل الانتخابات الاميركية في تشرين الثاني المقبل. وتاليا ان اطاحة مبدأ الاصلاح في حد ذاته من اهل السلطة في مقابل تعزيز اوراقهم وحصصهم في الوقت الصعب ليس الا اللامبالاة الفعلية ازاء امكان حصول لبنان على اي قروض من صندوق النقد الدولي بما يحرج حتى الفرنسيين الذين بذلوا جهودا لان تعطيهم الحكومة ولو اي اصلاح في القطاعات المطلوبة لكي تستطيع ان تدعمه بمعزل عن الاميركيين. وثالثا ان ما نشر من توصيات عن لجنة الدراسات في الحزب الجمهوري في مجلس النواب الاميركي بفرض عقوبات على حلفاء الحزب وداعميه وحتى بقطع المساعدات عن الجيش اللبناني ولو ان ذلك قد لا يرى النور قريبا لان للادارة روزنامتها راهنا، لكنه يعبر عن رأي اميركي قوي يمكن ان يكون مؤثرا جدا يماثل الموقف الخليجي من لبنان من حيث اعتبار لبنان بلدا فاقد السيادة والقدرة على التمتع بقراره ولا يمكن تاليا ان يكون بلدا صديقا او حليفا ولا جدوى حتى من دعمه بما في ذلك دعم الجيش اللبناني. ومع انه لم يمض وقت طويل على اعلان الخارجية الاميركية استمرار دعمها الجيش على خلفية توقيف شحنة اسلحة كانت مقررة له وعادت فاكدت على الافراج عنها، فان هناك من يقرأ وضعا صعبا جدا ان في ما يتعلق بامكان حصول لبنان على اي دعم من صندوق النقد الدولي في ظل عدم تقديمه اي خطوة اصلاحية من اي نوع كان علما ان للولايات المتحدة تحفظاتها في موضوع التمديد لليونيفيل في الجنوب من دون تدعيم عملها كما تحفظاتها ازاء عدم القيام باي خطوة اصلاحية، او في ما يتعلق باحتقان ليس واضحا اذا كان سيؤدي الى انفجار وفق ما يخشى كثر ام يمكن تجنبه لاعتبارات ما.

rosana.boumonsef@annahar.com.lb