الرئيسية / home slide / جورج خباز في مهرجان البستان: سقطة أم تحوّل؟

جورج خباز في مهرجان البستان: سقطة أم تحوّل؟

06-03-2023 | 00:00 المصدر: “النهار”

جورج خباز في مهرجان البستان.

جورج خباز في مهرجان البستان.

غ.ح.

شعور متناقض انتابني وأنا أتابع الأمسية التي أعدّها وقدّمها #جورج خباز في #مهرجان البستان. هذا المهرجان الذي لا يزال من الندرة التي تحافظ على وجه لبنان الحضاري المنفتح على الغرب، والحامل ثقافات العالم بعيداً من الابتذال، وبعيداً من منطق الربح التجاري على حساب النوعية والفن والذوق.

الشعور الأول عما اذا كان إقحام أمسية جورج خباز في برنامج المهرجان سقطة، لأن لا تشابه بين الإثنين إطلاقاً. فالأمسية هي أقرب الى مسرحيات خباز على مسرحه في جل الديب. وهي وقعت في خطأ، أو أوقعها صاحبها في خطأ تحويلها تكريماً له، إذ إضافة الى كونه المؤلف والملحن والمقدّم أدخل مَشاهد من فيلمه “غدي” ومن مسلسل من بطولته يُعرض حالياً على شاشة “شاهد”، فظهر كأنه يروّج لأعماله، ويركز على نفسه في تكريم شخصي، مبتعداً عن كون الأمسية معدَّة من قِبله للمهرجان، ولم يعدّها المهرجان لتكريمه.

الشعور الثاني أن ثمة تحوّلاً يمكن أن يشهده المهرجان، مُدخلاً أنواعاً جديدة من الأعمال، قد تكون أمسية جورج خباز باكورتها، وهذا حق لإدارة المهرجان، شرط أن تكون الرؤية الى مسار هذا التحوّل واضحة، فلا تكون أمسية عابرة يتيمة كأنها سقطت بالباراشوت من دون مبرّر.

أما بعد، فلا يمكن إنكار موهبة جورج خباز، أو مواهبه، في التأليف المسرحي، وفي الشعر والنثر، وفي الأداء، وأيضاً في الموسيقى، إذ إن موسيقى الحفل بلغت مستوى رائعاً برفقة البيانيست لوكاس صعب، وهي التي جعلت العمل أقرب ما يكون الى أجواء البستان، حتى ان “الدلعونا” عُزفت بموسيقى راقية فسُمّيت “دلعونا شوبان”.

العزف، والغناء الذي ادته لينا فرح، في غياب تعابير الوجه والجسد، أطربا الجمهور المتعطّش ربما الى نوع من الميكساج بين شرق وغرب، وبين الجدية والترفيه، إذ أمكن للأمسية الجمع والدمج في قالب متميز.

جورج خباز، الذي بدا مشتاقاً الى الوقوف مجدداً على المسرح، بعد غياب منذ زمن كورونا، ثم انفجار مرفأ بيروت، والأزمة الاقتصادية المالية، أطل تكراراً، ووجّه الرسائل الوطنية والاجتماعية التي دأب على تكرارها، والتي تشكل قناعته، وباتت شغله الشاغل في كل إطلالاته، حرصاً منه على لبنان الوطن، بكل ميزاته، وتنوعاته، وثقافاته، ودفاعاً عن الانسان، خصوصاً المقهور، إذ ركّز في الأمسية على ذوي الحاجات الخاصة انطلاقاً من فيلمه “غدي”، وأيضاً على المخطوفين والمخفيين قسراً من زمن الحرب وعددهم نحو 17 ألفاً، لا يزالون مجهولي المصير.

في الخلاصة، الأمسية من الناحية الفنية جيدة، ورائعة في الموسيقى، لكن الأسئلة التي تدور حول مكانها وزمانها المناسبَين، تظل مطروحة.

المهم في نهاية الأمر، أن الجمهور صفّق طويلاً لدى انتهاء الحفل، وهذا دليل رضى ونجاح.

الكلمات الدالة

جورج خباز مهرجان البستان