وقال ان وزارته سوف تنسق مع وزارة الدفاع وحلفاء واشنطن الاقليميين، في اشارة الى اسرائيل وبعض الدول الخليجية مثل المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين ” لردع العدوان الايراني في المنطقة، بما في ذلك في البحار وفي الفضاء الاكتروني” .” واستطرد ” سوف نضمن حرية الملاحة فوق مياه المنطقة، وسوف نعمل على منع ومواجهة أي نشاطات ايرانية مؤذية في الفضاء الاكتروني. وسوف نتعقب العملاء الايرانيين ووكلائهم في حزب الله من الناشطين في انحاء العالم وسوف نسحقهم”. واضاف: ” ولن تتمتع ايران بعد الان بكارت بلانش للسيطرة على الشرق الاوسط”.
واضاف في خطاب بعنوان ” بعد الاتفاق (النووي): استراتيجية جديدة حيال ايران”، القاه في مؤسسة هيريتاج المحافظة في واشنطن، في اشارة الى العقوبات التي فرضها الرئيس دونالد ترامب فور الاعلان عن انسحابه من الاتفاق الدولي، وتلك التي فرضتها وزارة الخزانة الاسبوع الماضي ” يجب ان لا يكون لدى النظام (الايراني) أي شكوك في شأن جديتنا. هذه هي البداية. ان لذعة العقوبات سوف تكون مؤلمة اذا لم يغير النظام مسيرته التي اختارها وهي غير مقبولة وغير مثمرة، الى مسيرة اخرى تعيده الى المجتمع الدولي …وهذه العقوبات سوف تكون فعلاً اقوى العقوبات في التاريخ عندما ننتهي من فرضها”.
ورأى ان ايران في هذه الحال “سوف تصير مرغمة على اتخاذ قرارها: اما النضال من اجل ابقاء اقتصادها بالكاد على قيد الحياة، او مواصلة هدر ثروتها الغالية على القتال في الخارج، ولن تتوافر لديها الموارد لأن تحقق هذين الهدفين”. وشدد على ان بلاده ستضمن بأن ” لا يكون لايران طريق يوصلها الى السلاح النووي، لا اليوم، ولا في أي وقت في المستقبل”. واضاف :”
وسوف نفرض ضغوطا مالية لا سابقة لها على النظام الايراني. والعقوبات الجديدة آتية”.
ومع ان بومبيو لم يوضح كيف ستحقق واشنطن اهدافهلا في ايرا، وخاصة في غياب تعاون اوروبي كام معها، الامر الذي يمكن ان يفسر على ان “استراتيجية” واشنطن الجديدة هي معاقبة ايران ومحاولة عزلها مجددا، وتمني حدوث انتفاضة سياسية داخلية تطورها التظاهرات الاحتجاجية التي عمت ايران منذ نهاية السنة الماضية بسبب الاوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد والتي انعكست على انهيار الريال الايراني وارتفاع الاسعار، على خلفية الفساد المستشري في مختلف القطاعات .
ومع ان بومبيو لم يدعو صراحة الى تغيير النظام الاسلامي في طهران، الا انه اقترب كثيرا من ذلك حين حض الشعب الايراني على الانتفاض ضد قيادته وذكر بالتحديد الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف. وقال :” في نهاية المطاف سوف يقوم الشعب الايراني باتخاذ قراره في شأن قيادته. واذا اتخذوا قرارهم بسرعة، فان ذلك سيكون رائعا، واذا لم يختاروا ذلك، فاننا سنصر بقوة على موقفنا الى ان نحقق النتائج التي ذكرتها”.
وبعد ان رفض بومبيو الطرح القائل بان هناك فرق بين قادة ايران المنتخبين مثل الرئيس روحاني والقيادات الدينية غير المنتخبة شعبيا والتي لها الكلمة الفصل في القرار السياسي، اضاف: ” اليوم نسأل الشعب الايراني: هل هذا ما تريدون ان تكون بلادكم معروفة في شأنه؟ ان تكون متواطئة مع حزب الله، وحماس، وطالبان والقاعدة؟ الولايات المتحدة تعتقد انكم تستحقون افضل من ذلك … هنا في الغرب الرئيس روحاني ووزير الخارجية ظريف يتم فصلهم عادة عن السلوك المؤذي والمتهور والارهابي للنظام…ومع ذلك فان روحاني وظريف هما قائدان منتخبان. أليسا هما الاكثر مسؤولية عن مشاكلكم الاقتصادية؟ أليس هذان القائدان مسؤولان عن هدر ارواح الايرانيين في انحاء الشرق الاوسط؟ على الشعب الايراني ان يفكر بذلك”.
وتقدم بومبيو بقائمة مطالب من ايران، اعترف بانها “طويلة جدا”، وسوف يعتبرها الايرانيون تعجيزية، وتشمل ” مطاب اساسية للغاية” مثل “عدم فصل طموحات ايران النووية عن الصورة الامنية الاجمالية” في المنطقة، وان تقوم ايران بالكشف عن جميع برامجها النووية السابقة، “وان تتوقف عن تخصيب الأورانيوم، وان لا تقوم ابدا بتصنيع البلوتونيوم” الى “السماح بوصول فرق التفتيش الى جميع منشآتها في انحاء البلاد”.
وكانت ايران خلال المفاوضات قد رفضت السماح لفرق التفتيش بدخول منشآتها العسكرية. كما ان الاتفاق النووي سمح لايران بتخصيب كميات محدودة جدا من الأورانيوم بما لا يسمح لها بتطوير قنبلة نووية. واعتبر بومبيو ان هذه المطالب ” ليست غير عقلانية: تخلوا عن برنامجكم.. واذا رفضوا التراجع، واذا قرروا معاودة التخصيب، فاننا مستعدون كليا للرد على ذلك ايضا” من دون ان يوضح ما يعنيه بذلك. وذّكر بومبيو الايرانيون بما قاله الرئيس ترامب من انه اذا عاودت ايران برنامجها النووي فانها ستواجه ” مشاكل أكبر من أي مشاكل واجهتها في الماضي”.
وشملت مطالب بومبيو من ايران الافراج “عن جميع المواطنين، وكذلك مواطني حلفائنا وشركائنا” المحتجزين لديها، وكذلك وقف ” الدعم لحزب الله، وحماس، والجهاد الاسلامي الفلسطيني ” كما على “ايران انهاء سلوكها التهديدي ضد جيرانها، بما في ذلك تهديداتها بتدمير اسرائيل، وهجماتها ضد السعودية”.
كما طالبها بوقف دعمها ل”طالبان” والتنظيمات الارهابية الاخرى في افغانستان. كما طالب طهران باحترام ” سيادة الحكومة العراقية والسماح بنزع سلاح الميليشيات الشيعية وتسريحها “. كما طالبها بانهاء دعمها لميليشيا الحوثيين في اليمن ودعم التوصل الى تسوية سياسية في هذا البلد. واضاف ” ويجب على ايران ان تسحب كل قواتها الخاضعة للقيادة الايرانية من جميع الاراضي السورية”. وهذه هي المرة الاولى التي تطالب فيها واشنطن وبهذا الشكل المباشر والقاطع ايران بسحب قواتها من سوريا منذ بداية الانتفاضة الشعبية في 2011.