الرئيسية / home slide / بايدن ردَّ سريعاً على إيران

بايدن ردَّ سريعاً على إيران

26-01-2021 | 00:00 المصدر: النهار

راجح خوري

بايدن ردَّ سريعاً على إيران

A+A-كان من المثير تماماً ان تعلن الإدارة الأميركية الجديدة يوم الجمعة الماضي انها كانت على علم مسبق ب#الغارات الإسرائيلية على محيط محافظة حماه، وهو الهجوم الأول بعد تولّي #جو بايدن الرئاسة الأربعاء الماضي.  المثير اكثر طبعاً ما كان قد اعلنه سيرغي لافروف عن استعداد روسيا للتصدي لأي هجوم قد تواجهه إسرائيل، وكل هذا يأتي على خلفية ذلك الاجتماع الحساس الذي عقد في قاعدة حميميم، وبدا وكأنه يضع النقاط الأخيرة على معالم الاتفاق الغامض الأميركي –  الروسي على ترتيب أوراق المنطقة. وهكذا كما حرصت واشنطن على الإعلان انها كانت على علم مسبق بالهجوم الصاروخي الإسرائيلي على تجمعات إيرانية وعمليات نقل أسلحة الى “حزب الله” في منطقة حماه، حرصت موسكو على اعلان انها تكون دئماً على اطلاع على الهجمات الإسرائيلية وفق تصريحات لافروف. ومن المفهوم هنا ان الموقف الروسي يرتبط بالرغبة في تقليم اظافر الإيرانيين الذين ينافسونهم في السيطرة على الوضع السوري. لكن يبقى الإعلان الأميركي عن ان اشنطن كانت على اطلاع على الهجوم بعد يومين من دخول بايدن الى البيت الأبيض، أشد أذى وقسوة على الحسابات الإيرانية، وتحديداً التي لم تكن تتصور قط ان إدارة بايدن في حاجة الى الإعلان عن هذا ولو كانت تعلم به، فهو بالتالي يشكل رسالة شديدة توجّه الى حسابات النظام الإيراني، التي تراهن على تغيير جذري بالعودة الى الإتفاق النووي، الذي الغاه دونالد ترامب   وإلغاء ألف وخمسمئة عقوبة فرضها وخنقت الاقتصاد الإيراني، وان بايدن الذي كان نائب باراك أوباما وشريكه في فرض منظومة العقوبات التي أدت الى توقيع الإتفاق عام 2015، ليس مستعداً للتخلي عن كل هذا كما يطالب النظام الإيراني. ومن المعروف ان الموقف الإيراني يراهن على ان يكون خروج ترامب من البيت الأبيض، تشريعاً للأبواب أمام حسن روحاني مثلاً، وهذه مبالغة في الحسابات خصوصاً مع استمرار السياسة الإيرانية، سواء في تصعيد التخصيب النووي تحدياً، وسواء في تطوير الصواريخ البالستية، وسواء في الإنخراط في السياسات المزعزعة للإستقرار في المنطقة. والواقع ان هناك انقساماً في الرأي في طهران، ذلك ان الإصلاحيين والمعتدلين وحكومة حسن روحاني يعتبرون ان وصول بايدن يشكل فرصة مهمة من خلال عودة اميركا الى الاتفاق النووي ووقف العقوبات، وفي المقابل يرى المحافظون ان لا فرق بين ترامب وبايدن وان الإدارة الجديدة ستواصل الضغط على طهران.ولعل من الضروري هنا العودة الى قراءة المقال الذي نشره محمد جواد ظريف في موقع “فورين أفيرز” في 22 كانون الثاني الماضي، والذي بدا كرسالة موجهة الى الإدارة الإميركية، وخصوصاً الى بايدن اذا فاز بالرئاسة. وفي الرسالة ان الرئيس الجديد والشركاء الأوروبيين امامهم فرصة واحدة لإنقاذ الاتفاق النووي هي رفع كل العقوبات المفروضة على #ايران، وعدم القبول بالبحث في الملف الصاروخي والنفوذ الإقليمي لإيران، وان ايران تمهل بايدن شهراً، فإما العودة الى التفاهم، وإما الذهاب الى القنبلة النووية!

khouryrajeh@hotmail.com / Twetter@khouryrajeh