- باريس – سمير تويني
- 8 نيسان 2019 | 06:30
- النهار

ترى باريس ان زيارة لبنانية رسمية الى دمشق، ستشكل هدية مجانية الى نظام الرئيس بشار الاسد، ولن تقدم أي حل لأزمة النازحين السوريين التي يستخدمها الرئيس السوري “مكبّراً للصوت” من أجل مآرب سياسية فقط.
وتشير مصادر الى ان الديبلوماسية الفرنسية تتابع عن كثب تطورات العلاقات الديبلوماسية بين بيروت ودمشق، بعد الزيارة الأخيرة للرئيس ميشال عون الى موسكو حيث دعاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الى البحث مع الرئيس الاسد في ملف عودة النازحين السوريين المقيمين في لبنان. ودعوة بوتين الرئيس اللبناني الى حل أزمة النازحين السوريين بشكل مباشر مع الرئيس السوري، تعود الى أن الخطة الروسية التي طُرحت لمعالجة هذا الملف لم تلقَ تجاوبا من الاطراف الدوليين ولاسيما منهم الجانب الأميركي كما ان الأسد يرفض السماح لاكثريتهم بالعودة الى بلادهم .
ويبعث موقف السلطة اللبنانية، رغم تفهّم الغرب الدعوة اللبنانية الى عودة النازحين ، برسالة سلبية الى اصحاب القرار في الغرب وبخاصة في اوروبا. وتعتبر الاوساط الديبلوماسية الغربية ان طرح الطرف اللبناني عودة سوريا الى مقعدها في جامعة الدول العربية، إضافة الى فكرة الذهاب الى دمشق لحل ملف النازحين معها، هدية الى النظام من دون اي مقابل. فالرئيس السوري لن يقدم اكثر مما يقدمه حاليا لعودة النازحين السوريين الى بلادهم، من خلال الاتصالات التي يقوم بها الجانب اللبناني مع الجانب السوري. وترى ان هذه الطروحات لا تشكل سوى ضغط على السلطات اللبنانية من حلفاء النظام، لانه يحتاج الى تثبيت شرعيته لتأمين بقائه والمحافظة على استمراره، وليس لأي هدف آخر، لان التطبيع قائم بين الدولتين اللبنانية والسورية والعلاقات الديبلوماسية قائمة بينهما ايضا.
وتشير المصادر نفسها الى ان الذين يدعون الى فتح السفارات العربية في دمشق بهدف إبعاد سوريا عن حضن ايران، غير ملمّين بنهج النظام السوري وتاريخه. فإعادة العلاقات لن تغيّر في سياسة النظام الحالية، بل يجب ربط عودة العلاقات بشروط واضحة يلتزم تنفيذها وعلى رأسها اطلاق مسار الحل السياسي وفق مندرجات اتفاق جنيف، بعد تعثّر مسار استانا الذي لم يحز شرعية دولية منذ قيامه لعدم تمكّنه من تشكيل اللجنة الدستورية .
وتلفت الى ان الاسد وحلفاءه في لبنان حوّلوا البلد بسبب حجم وجود النازحين السوريين “مكبّراً للصوت” يدعو الى عودتهم بضغط من حليفه “حزب الله”، لكن السلطات اللبنانية تعي ان الظروف اللازمة لعودتهم غير متوافرة حاليا، وان النظام يرفض قوائم عودة بعضهم لمعاقبة المعارضين له.
ولا تنظر باريس، وفق المصادر، بكثير من الارتياح الى احتمال زيارة رسمية الى سوريا لانها ستشكل هدية من دون اي مقابل، وقد يبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان – ايف لودريان الذي قد يزور لبنان أواخر نيسان الجاري من يعنيهم الامر، هذا الموقف ومعارضة باريس لتلك الخطوة التي قد تدفع الاسد الى مزيد من التصلب ازاء المطالب اللبنانية المحقة فيستخدمها بدعم من حلفائه لمزيد من السيطرة السياسية والعسكرية.