مع قرب اكتمال اعلان البرامج الانتخابية للقوى الرئيسية كلها بعد اعلان الامين العام لـ”حزب الله” البرنامج الانتخابي لكتلته الانتخابية والذي هو برنامج طموح رأى فيه سياسيون انخراطا اكبر للحزب في الواقع السياسي اللبناني على كل الصعد والذي يعني ان يكون للحزب اراء فاعلة في كل خطوات الحكم علما ان هذا المنطق ينقضه كثر ممن يعتقدون ان الحزب يسيطر على القرار السياسي في البلد وهو منخرط في كل اجزائه، فان ثمة خلاصتين يمكن ان تؤدي اليهما هذه البرامج وفقا لما عدده نصرالله كما سبق ان عدده رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع في اعلان مرشحيه وبرنامج حزبه او ما اعلنه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في المناسبة نفسها. الخلاصة الاولى هي ان الدولة مصابة بالاهتراء على كل الصعد اداريا وسياسيا واقتصاديا والسلسلة المطلوبة للاصلاح تطول ولا تنتهي وان اعادة بناء الدولة لم تبدأ فعليا خلال ما مر من عمر ولاية الرئيس ميشال عون الرئاسية حتى الان. والخلاصة الثانية هي ان هذه العناوين في اللائحة الطويلة ولو انها عناوين انتخابية فحسب قد يتم تنفيذ نسبة واحد في المئة منها لا اكثر وهي تستهدف حض الناخبين على التصويت للوائح المعلنة ليس الا، وليس من المرجح ان تجذب استثمارات خارجية او ثقة للمستثمرين بالواقع السياسي في لبنان على رغم التحضيرات لمؤتمر سيدر واحد الذي يدرج من ضمن المساعي للمساهمة في نهضة الاقتصاد اللبناني. وهذا يصح بالنسبة الى كل الاحزاب لكن بالنسبة الى “حزب الله” فان هناك من يعتقد بقوة بان هناك عدم اطمئنان لجهة تقبل المواطنين في مناطق نفوذ الحزب لمنطقه بدليل التصحيح الذي عمد اليه لبعض المواقف في الوقت الذي استعين فيه بتهديدات ومخاطر من اجل ضمان بقاء الناس على الولاء له. لكن هذا لا ينفي في الوقت نفسه سعي الحزب ليس فقط الى ضمان لوائحه بل التحفيز من اجل اختراق للطوائف الاخرى يعزز عبره حصته في المجلس النيابي. ووفق معطيات تتوافر لدى اكثر من فريق سياسي هناك افتعال للمعارك وللعناوين الخلافية لدى غالبية الافرقاء في الوقت الذي يرى سياسيون ان اعتماد الحزب هذا الاسلوب بعدما كان اقفل باكرا على لوائحه وغدا يهتم بلوائح حلفائه وتلك التي يدعمها انما هو لالهاء الناس في زواريب سياسية من جهة واعلان عناوين ايجابية على غرار الاستعداد للبحث في الاستراتيجية الدفاعية في الوقت الذي يعمل الحزب من اجل ضمان اكثرية نيابية له يمكن ان تتحكم بمجرى البحث واقرار اي امر في المستقبل خصوصا متى غدا البلد محسوبا على محور اقليمي معين. وهذا واقع يصعب نفيه على رغم حماوة الاستعدادات للانتخابات في وقت تبدو البرامج الانتخابية اقرب ما تكون الى بيع الناس اوهام وفق ما يمكن ان يتذرع الجميع على مشارف الانتخابات، اذ ان متطلبات تنفيذ الوعود او العناوين للمرحلة المقبلة تفترض وجود الية او اداة ليست متوافرة فعلا. فهناك جزء يتعلق بادارة ومؤسسات غدا يغلب عليها طابع المحسوبيات الطائفية على نحو قاتل وهذا برز خصوصا في زمن الانتخابات اكثر من اي وقت مضى. ثم ان هناك طبقة سياسية بدأت تنشأ وفق ما يلمس كثر على نحو يثير مخاوف من ان يندم اللبنانيون على الطبقة السياسية السابقة في ظل خلل في التوازن سيظهر مريعا في المجلس النيابي المقبل.
rosana.boumonsef@annahar.com.lb