الرئيسية / مقالات / انتصر سليماني وانتقلنا إلى “الإتفاق الثلاثي”- فارس سعَيد

انتصر سليماني وانتقلنا إلى “الإتفاق الثلاثي”- فارس سعَيد

الصراع اليوم على استمالة الطرف المسيحي الداعم لإيران

صورة نادرة تناقلها ناشطون على تويتر في آذار الماضي جمعت الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الذي بدا حاسراً ومن دون عباءة وعمامة، وقائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني.

اعترضت بعض القوى والشخصيات على تصريح قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني أمام ضباطه أن “حزب الله ومن خلفه إيران ربح الإنتخابات النيابية في لبنان ونال ٧٤ مقعداً مما يؤكد، طبقاً لما قال، أن لبنان انتقل من وطن المقاومة إلى دولة المقاومة.
أتى الإعتراض من باب محاولة إقناع الرأي العام بأن إيران ليست منتصرة في لبنان وأن التوازن بين النفوذ الإيراني والإرادة الوطنية – العربية لا يزال قائماً.
هذا الإعتراض هو أيضاً من باب الدفاع عن الذات، لأن هذه القوى المعترضة، وبالتحديد “القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل”، ساهمت في إنجاح “المرحلة الأولى من التسوية مع حزب الله”. تسوية أدّت الى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري وإقرار قانون جديد للإنتخابات وإجراء الإنتخابات في 6 أيار 2018.
كنّا ندرك تماماً في مرحلة “لقاء قرنة شهوان” أن الصراع بيننا وبين السوريين هو على استمالة المسلمين الذين كانوا يدعمون الوجود السوري آنذاك.
لم نعطِ وزناً للفريق المسيحي الذي كان يدعم النظام السوري. كان الهمّ الأساسي كيف يمكن نقل مطلب خروج سوريا من لبنان من مطلب مسيحي إلى مطلب وطني جامع، ونجحنا بفضل الكنيسة و”مصالحة الجبل” مع الزعيم وليد جنبلاط، ثم “لقاء البريستول” مع الشهيد رفيق الحريري.
واليوم يبدو أن المعركة بين المعترضين على اللواء سليماني وداعميه تكمن في استمالة الفريق المسيحي الداعم لإيران في لبنان، أي “التيار الوطني الحر” على وجه التحديد.
ولكن بعيدا عن الحسابات الرقميٌة ألفت إلى أن ربح إيران وخسارتها لا يقتصران على العدد، أكان 74 أم أكثر أم أقلّ.
الواقع الرقمي مهم لكنه ليس الأهمّ.
الأهمّ هو الواقع السياسي.
والواقع السياسي لسوء حظ المعترضين على سليماني لا يبشّر بأنهم ربحوا المعركة، لا بل بالنقيض تماماً.
ويتلخص انتصار سليماني بالنقاط السياسية الآتية:
– الانتخابات النيابية الأخيرة نقلت لبنان من واقع العيش المشترك الى واقع المساكنة بين الطوائف، وهذا ما رفضه غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي في رسالته المعلنة قبل السينودس الأخير، لأن وحدة الطائفة كانت أهم من وحدة لبنان.
– بناء على هذا الفرز الطائفي الصافي تحولت الطائفة الشيعية طائفة مميزة، وصار “حزب الله” الحزب الحاكم.
– انتقل لبنان في قفزة إلى الوراء من “اتفاق الطائف” الذي ولد من إرادة وطنية – عربية – دولية مشتركة، إلى “الاتفاق الثلاثي” الذي فرضه النظام السوري عام 1985.
– صار للبنان جيشان وفقاً للنموذج الإيراني والعراقي.
هنا تكمن انتصارات قاسم سليماني يا سادة.

سياسي وطبيب

اضف رد