اخبار عاجلة
الرئيسية / أبحاث / أبحاث اجتماعية / الملك حسين وافق على مسيرة السلام في سرعة

الملك حسين وافق على مسيرة السلام في سرعة

النهار
أرشيف
17042018

نستعيد في #نهار_من_الأرشيف جزءاً جديداً من مذكرات جيمس بايكر “سياسة الديبلوماسية: الثورة والحرب والسلام 1989 – 1992”. يحمل هذا الجزء عنوان “الملك حسين وافق على مسيرة السلام في سرعة”، وكانت قد نشرته “النهار” في 27 تشرين الثاني 1995.

يروي وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بايكر في هذا الجزء (الثاني) من الفصل ال25 من مذكراته تفاصيل عن اشد محادثاته انهاكا مع الرئيس السوري حافظ الاسد ثم مع رئيس حكومة اسرائيل اسحق شامير الذي لم يبد تساهلا الا مرغما، متابعا عرض علاقة الولايات المتحدة مع الاردن والسعودية ودورها في دفع هذين البلدين الى القبول بمفاوضات السلام والضغط لتليين عقدة المشاركة الفلسطينية في المؤتمر ولتأمين تغطية عربية واسعة له. وهذه الحلقة هي الثامنة والعشرون تنشرها “النهار” والزميلة “الشرق الاوسط”: بعد اللقاء مع الفلسطينيين مجددا قررت ان اتوقف في الاردن، الامر الذي كنت أحاذره في زيارات سابقة للمنطقة، نظرا الى استيائنا الناتج من دعمه للعراق. توجهت بالطائرة الى ميناء العقبة الواقع على البحر الاحمر حيث استضافني الملك حسين على الغداء في قصره الصيفي. وكان الملك حسين احد معارفي القدامى، فضلا عن انه صديق حميم للرئيس بوش. وفي بداية عام 1977، بعد وقت قصير من عودتنا الى هيوستن، انا وهو، في اعقاب انتخاب جيمي كارتر، كان حسين ضيف الشرف في حفل عشاء اقيم في منزل جورج وبربارة بوش. ولعل الصلات الشخصية التي نشأت بينهما خلال عقدين من الزمن تقريبا هي التي جعلت تأييد الملك لصدام حسين خلال الحرب يبدو عملا من اعمال الخيانة الشخصية التي تسببت للرئيس بقدر كبير من الاسى. كما انها استثارت قدرا غير متوقع من غضب رجل يفضل ان يحسن الظن بالصديق والعدو على حد سواء. وقد كان الرئيس مغتاظا من حسين الى حد انه رفض طلبات عدة من الملك للاجتماع به، بينما كنت شخصيا أقل استياء من حسين بقليل. ولم يقبل أحد منا في الحكومة وصفه غير المتوقع، للجيش الاميركي خلال الحرب بأنه عبارة عن “مجرمين وقتلة”. لكننا أدركنا انه لن تكون هناك عملية سلام بدون مشاركة الاردن الفعالة وان دور الملك خصوصا سيكون اساسيا في اقناع الفلسطينيين بالجلوس الى مائدة المفاوضات. ويضاف الى ذلك اننا كنا قد اصبحنا مدركين الان ان الولايات المتحدة اصبحت تتمتع بقدر يعتد به من النفوذ الذي تستطيع ان تمارسه. كما ان الملك الجالس على عرشه المهدد كان يشعر دائما بقدر اكبر من الامان مع وجود عناق اميركي. واكثر من هذا فان الاقتصاد الاردني كان في حال بائسة، والسعوديون، رعاته الماليون السابقون كانوا اشد منا شعورا بالغضب تجاهه، فضلا عن ان ديونه الخارجية تفاقمت الى حد كبير. وثمة اكثر من 000ر300 لاجىء فلسطيني اصبحوا يسكنون في المخيمات بعد الحرب، مستنزفين موازنته المحاصرة من كل مكان. لقد كان الملك ببساطة في حال افلاس ويحتاج الى مساعدة اميركا في اقناع مموليه القدامى في الرياض باخراجه من المأزق. بل لعل الاسباب العملية كلها كانت تدعو الى الاعتقاد بأن الملك سيكون مستعدا لعمل اي شيء تقريبا يضع حدا لعزلته السياسية ويفلح في استعادة صداقة الولايات المتحدة. والواقع ان الملك رجل بالغ التهذيب، وقد استقبلني في منزله المطل على البحر بحرارة. وبعدما تبادل مرافقونا عبارات الترحيب المعتادة قبل الغداء، فكرت في نفسي: ها هم أناس قالوا عنا اشياء شنيعة ويتصرفون الان كأن شيئا لم يحدث. ولكنني كنت معنيا بتحريك عملية السلام، فقررت ان احيط الملك علما بأننا مستعدون للمضي خطوة بعد اخرى من اجل نسيان الماضي. وذلك بشرط ان يسهم الاردن في مبادرة السلام الاميركية بفاعلية. وقبل تناول طعام الغداء ب15 دقيقة اختليت به على انفراد لكي اشرح له الواقع الجديد، ولأبسط امامه شروط المصالحة المرتقبة. قال الملك: “ارجو ان تقدم افضل تحياتي للرئيس”. أجبت: “سأفعل ذلك يا صاحب الجلالة. ولكن عليك ان تعلم ان اصلاح العلاقات بين الاردن والولايات المتحدة لن يكون سهلا. وان من الصعوبة بمكان فهم بعض الاشياء التي قيلت. لا اريد العودة الى ما يفرق بيننا. انا هنا لأحاول معرفة هل نحن قادرون على التحرك نحو السلام. لكن في الولايات المتحدة قدرا كبيرا من الشعور بالاستياء. آمل ان نتغلب على ذلك، لكن هذا سيستغرق بعض الوقت”. واضفت اننا رغم الخلافات بيننا “سنفعل كل ما في وسعنا من اجل مساعدتكم على اصلاح الامور بينكم وبين السعوديين”. اطلعني الملك على صور جديدة لسلاح صودر من ارهابيين دخلوا الاردن من اجل القيام باغتياله. وقال انه بدوره ملتزم السلام واصلاح علاقاته المتدهورة مع الولايات المتحدة. ولم يحاول ان يبذل محاولة جادة لتبرير تأييده لصدام. ومع ذلك سارع خلال الغداء الى تقديم عرض عقلاني يفسر سلوكه خلال الحرب، وجد اعضاء وفدنا انه لم يكن مقنعا على الاطلاق. وقد وصل به الامر الى حد الادعاء ان صدام يفكر الان باقامة نظام سياسي اشد ديموقراطية، في العراق. ولهذا لاحظت في برقية للرئيس ان “العادات القديمة لا تزول الا ببطء”. ولكنني ابلغته انني وجدت الاجتماع “مشجعا جدا” فمنذ بداية الغداء كان واضحا بالنسبة الي ان الملك أدرك دينامية المعادلة البسيطة: من اجل ان نساعده الان عليه ان يلعب وفق شروطنا. وسرعان ما وافق على فكرة المؤتمر واعلن (وعلى نحو غير مناسب كما شعرت آنذاك) ان الاردن سيحضر حتى لو لم تحضر سوريا. كما وافق على فكرة شامير حول الوفد الاردني الفلسطيني المشترك من حيث المبدأ، وعلى الحل الوسط الذي اقترحته حول وضع الامم المتحدة بصفة مراقب، وتعهد ابلاغ منظمة التحرير ضرورة عدم البروز، وتشجيع الفلسطينيين على التمسك بالتزاماتهم حيال عملية السلام. وعندما طلبت منه ان يبلغ الصحافة بشيء يتعلق بكسر المحرمات القديمة فعل ذلك على الفور. وقد اغفل الصحافيون الذين رافقوني في رحلتي ملاحظة وقع بيانه ولكنني حاولت استغلاله بكل طاقتي عندما تحدثت هاتفيا مع شامير قبل مغادرة العقبة لاخبره ان آراء الملك كانت اقرب الى آرائه من الرئيس الاسد. واخيرا ارسلت هذاالموجز الى الرئيس: “لقد اصبحت أشد شعورا بالامل حيال قدرتنا على التعامل مع المشكلات الرئيسية بعد لقاءات اليوم، مما كان عليه الامر بالامس. ولكنني اعتقد ان نجاح الديبلوماسية الاسرائيلية – الفلسطينية – العربية يكمن في الاعتراف بوجود ارتفاعات ومنخفضات، وبأن علينا ان نحسن العبور من خلالها. اننا لا نتعامل فقط مع مخاوف كثيرا ما تنزع نحو التغطية على الامال، ولكننا نتعامل ايضا مع قدر كبير من التردد ازاء الاقدام على تقديم التزامات ملموسة، ولعل الطريقة الافضل للتعامل مع المشكلة تكمن في مواصلة دفع الجميع نحو موقف يكونون فيه اشد عملية في استمرار”. في 21 نيسان التقيت الرئيس مبارك في القاهرة مرة اخرى، لأطلب منه مساعدتي في مهمتي مع السعوديين والسوريين، قلت له: “لقد وصلت الى نقطة لا نستطيع تجاوزها ما لم تتخذ الحكومات العربية قرارات. اريد مساعدتك ومساعدة الملك فهد. اريد المساعدة في ما يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية. يمكنك ان تطلب من عرفات الا يعرقل العملية”. قال مطمئنا: “الفلسطينيون يعلمون ان هذا هو السبيل الوحيد المتاح. انهم يفهموننا”. كان مبارك كما هو شأنه دائما، كريما في عروضه بأن يقنع اولئك الذين كان يطلق عليهم “اخواني” بدون تمييز. فقد عرض الاتصال بشامير لابلاغه ان عقد مؤتمر مستمر للامم المتحدة لن يضر باسرائيل في شيء. كما تبرع ايضا بارسال اسامة الباز مستشاره لشؤون الامن القومي في طائرته الخاصة لزيارة الرئيس الاسد والملك حسين على الفور. وقد اطلعته على مسودة بيان دعم وتأييد آمل ان يبادر الملك فهد الى اصداره، فقال محذرا: “السعوديون لن يرحبوا بمثل هذا البيان. لقد ذهبت الى السعودية 14 مرة خلال عملية السلام مع السادات. لا اعتقد انهم سيوافقون على قول ذلك”. لم يكن هذا ما كنت آمل سماعه. ويبدو ان مبارك كان الزعيم العربي الوحيد الذي كان ملتزما اكثر من لغة الخطابة بكثير. وصلت الى جدة في اليوم نفسه لتناول طعام العشاء مع الامير سعود، وذلك قبل اللقاء مع الملك فهد. وقال لي الامير سعود انه بينما يؤيد السعوديون جهود الولايات المتحدة فانه ليس مناسبا ان تحضر بلاده مؤتمر السلام. وقد صدمت بما سمعته الى حد كبير. فحتى اذا اخذنا التردد السعودي التقليدي في الاعتبار فان هذا الرفض كان يأخذ بالانفاس من زاوية ما فعلته الولايات المتحدة من اجل المملكة. في الاجتماع الذي تم في ساعة متأخرة من الليل، كان الملك ودودا كعهده دائما، غير ان قدرته على التملص بطريقة مهذبة ذكرتني بشغف السعوديين الكلاسيكي بالحذر وتجنب المخاطر. وعندما طلبت منه اصدار بيان معتدل يدعم مسيرة السلام ويمكنني استخدامه لكي اضع شامير في موقف الدفاع، رد على الطلب بأعذار متنوعة تتعلق بعدم رغبته في اثارة الرأي العام العربي. قلت للملك مذكرا: “اننا شركاؤك. لقد كنا حاضرين لمساعدتك ونريدك ان تكون حاضرا لمساعدتنا. كيف يمكننا ان نكون شركاء في الحرب وليس في السلام؟ اذا لم تكن قادرا على ان تفعل ذلك فماذا استطيع ان اقول لصديقك جورج بوش؟”. اجاب الملك: “قل له انني صديقه حقا، ولكننا سننظر في الامر ثم نأتيك بالجواب”. واخيرا وافق الملك على ان يمارس تأثيره على السوريين والفلسطينيين وحتى على شقيقه سابقا الملك حسين. وبالفعل اصدر السعوديون في وقت لاحق بيانا معتدلا يدعم المبادرة الاميركية وفكرة عقد المؤتمر. وكان هذا افضل من بياناتهم المعتادة المعروفة برقتها. الا انه يقصر كثيرا عن التحرك الحقيقي قدما الى الامام. لا بد من محاولة تشجيع الملك مجددا على تقديم شيء يؤثر تأثيرا فعليا. ومع ذلك فانه اصدر البيان. والحال انه لن تكون ثمة عملية سلام اليوم بدون قرارات شجاعة. هكذا عكست برقيتي الموجهة الى الرئيس حال عدم الرضى التي كنت اشعر بها في تلك اللحظة. قلت: “رغم كلماتهم، فان السعوديين بدأوا يلجأون الى الشكليات. ورغم تعهداتهم السابقة فاننا لم نحصل منهم على شيء نستعمله مع الاسرائيليين. واخشى ما اخشاه ان محاججة الاسرائيليين بالقول ان تغييرا حقيقيا قد طرأ على العالم العربي مسألة تبدو من قبيل التشدق الاجوف بعض الشيء في هذه الليلة. لقد احطت الملك علما بانني اصبت بخيبة امل. واعتقد ان خيبة املي ستدفعهم الى بذل المزيد من الجهد”. هذه الانعطافة المقلقة ذكرتني بدور السفير السعودي في الولايات المتحدة، الذي لا يمكن الاستغناء عنه. فبصفته ابن اخ الملك فهد كان للامير بندر تأثيره الفائق على صناعة القرار السعودي. وكان قد تلقى علومه في الولايات المتحدة، ولديه سيطرة طبيعية على اللغة الانكليزية، فضلا عن فهمه العميق للنفسية الاميركية. واذا كان ينشر من حوله هالة من الدهاء الآسر فهو يتمتع ايضا بذكاء من طراز رفيع. لقد كان بندر من اشد مستشاري الملك المقربين فهما وانفتاحا. وكان بندر يستبق زياراتي الى العربية السعودية فيتوجه الى هناك لاحاطة الملك بمعالم الموقف قبل وصولي. وقد برهن بما يتمتع به من القدرة على الاقناع، انه غالبا ما يكون حاسما. مع ذلك لم اكن قادرا على اغتنام الفرصة للاستفادة من خدماته في زيارتي هذه. فهو كان طيارا سابقا في سلاح الجو السعودي وارتطم بطائرته من طراز “اف – 5” بالارض عام 1977 واصيب من جراء ذلك اصابة مزمنة في الظهر. وقد تدهور وضعه المزمن قبل ان يذهب لقضاء اسابيع في دارة والده الواقعة بالقرب من جنيف متماثلا للشفاء هناك. ولأسابيع سبقت وصولي الى العربية السعودية، تركت رسائل لبندر لم يرد عليها. وكانت رسالتي الاخيرة قد صيغت بشكل يلفت انتباهه: “اخبروا الامير بندر أنني اتصل للسؤال عنه فقط. ها أنذا انهك مؤخرتي هنا فيما هو يجلس على عقبه. آمل ان يكون مستمتعا بوقته. سأتصل به عند وصولي الى تل ابيب”. كان بندر يذكرني في استمرار ان الديبلوماسية السعودية ليست متهورة. ومن الواضح ان غيابه قد عزز مواقع وزراء الملك الذين يؤثرون الحيطة والحذر عادة. وبسبب آلام الظهر كان من الضروري الضغط على بندر من اجل الاسهام في النقاش اذا اراد الملك فهد الرد بالمثل على شجاعة رئيس الولايات المتحدة قبل شهرين تقريبا. الاسد وابو الهول في 23 نيسان التقيت الرئيس الاسد في دمشق مرة اخرى. ولا ريب في ان هذا اللقاء كان يشكل اصعب عملية تفاوض اخوضها واشدها انهاكا. بل انه جعل بعض مفاوضاتي الماراتونية الرامية الى الحد من انتشار السلاح يبدو سهلا. وقد استمر الاجتماع تسع ساعات و46 دقيقة بدون فترة استراحة، في غرفة اصبح جوها خانقا الى حد لا يحتمل، بسبب القدر البسيط جدا من تكييف الهواء من جهة، والنوافذ الموصدة والمضادة للرصاص، والمغطاة بستائر زيتية كالحة من جهة اخرى. قدم الاسد لنا قهوة تركية قوية، وعصير ليمون شديد الحلاوة بدون ثلج. ونظرا للحرارة الشديدة فقد استهلكت المشروبات بوفرة. وبعد مضي ست ساعات على انعقاد الاجتماع استولى نداء الطبيعة على السفير دجيرجيان. وما ان بدأ الاسد حواره الذاتي المفضل حول شرور معاهدة سايكس بيكو، حتى كان الوضع قد وصل الى درجة متأزمة. كتب دجيرجيان رسالة يذكرني فيها بان اثير مسألة سياسية لم تطرح من قبل. واضاف: “وبطبيعة الحال لا بأس عليك اذا اخذت استراحة الآن لاستعمال حمام الرجال”. ولسبب لا استطيع تفسيره كانت كليتاي ما زالتا ناشطتين فلوحت لدجيرجيان مودعا. وكانت النظرة الملتاعة على وجهه تفصح عما هو واضح، فاشار لوزير الخارجية السوري بانه مضطر الى اجراء مكالمة هاتفية مهمة. وفي غيابه كشفت النقاب عن المهمة الحقيقية لدجيرجيان، قلت: “لعلك تتساءل يا سيادة الرئيس عن السبب الذي حدا السفير على الذهاب الى حمام الرجال ليجري من هناك مكالمة هاتفية مهمة”. انفجر الاسد ضاحكا ولما عاد دجيرجيان تظاهرنا بان شيئا لم يحصل. بعد ساعة او نحوها سحبت منديلا ابيض ولوحت به للاسد قائلا بلهجة من يدلي باعتراف: “لقد اعلنت الاستسلام يجب ان اذهب الى الحمام”. ومن هنا تم سكّ العبارة التي سأقرنها الى الابد بمحادثات ال63 ساعة التي اجريتها مع الاسد: ديبلوماسية المثانة. لقد كان التفاوض مع الاسد هو دائما مبارزة في الاحتمال، تزيد من تميزها تقارير الاستخبارات المتواترة والقائلة ان صحته ليست على ما يرام، فضلا عن ان جلده وطاقته على العمل كانا من النوع الذي يشكل ظاهرة في حد ذاته. وكنا نقتعد كرسيين عظيمي الحجم، جنبا الى جنب، بحيث يساورني الشعور بانني اشبه بقزم. واما الاسد فكان مثل ابي الهول، رجلاه مشدودتان الى الارض، وركبتاه مضمومتان، ويداه مطويتان فوق حضنه، لا يغير جلسته مطلقا. وكنت احتاج دائما الى عملية تدليك بعد لقائه. فقد كان علي ان انظر نحو اليسار بزاوية قدرها 90 درجة مما ادى الى تشنج الرقبة. (ذكرت ذلك لمبارك مرة فضحك من الصميم قائلا انه كثيرا ما كان يحث الاسد، بلا طائل، على تحريك الكراسي بحيث يواجه احدها الآخر). وفي المقابل لم يكن يبدو على الاسد اي قدر من عدم الراحة. بل كان من الواضح انه مستمتع بهذه الجلسات المرهقة، وهي حال كلاسيكية من حالات السعي للفوز عن طريق الانهاك. في ذلك الاجتماع كان الاسد متمسكا بمطلبين لا يحيد عنهما، وكنت اعلم ان شامير لن يقبل بهما ابدا. فقد اصر على ان تشارك الامم المتحدة “مشاركة كاملة” في حضور جميع اعضاء مجلس الامن، بالاضافة الى فكرة المؤتمر المستمر الانعقاد. في بداية الاجتماع طرحت اقتراحا يمكن ان يوصف من حيث مداه، بانه مثير للاهتمام. قلت للاسد انني ردا على اصراره السابق حيال ضرورة ضمان راعيي المؤتمر جميع نتائجه، مستعد لاستكشاف امكان تقديم تعهد اميركي يضمن امن الحدود الاسرائيلية – السورية على امتداد مرتفعات الجولان. كما اوضحت ان التزاما كهذا يمكن تقديمه فقط بعد ان تكون اسرائيل وسوريا قد انجزتا عملية التفاوض حول سلام كامل، وقد استنتجت من الدهشة البادية على وجه الاسد ان الاقتراح قد اثار اهتمامه. فمضيت الى القول انه سيكون مضيعة للوقت بالنسبة الي ان استطلع هذه الفكرة مع الرئيس ما لم يكن مستعدا للتخلي عن الاعتراضين اللذين طرحهما والمتعلقين بشكل المؤتمر. واضفت موضحا: “انني لست مستعدا للبحث مع الرئيس بوش في مسألة التعهد ما لم تكن بدورك مستعدا لاسقاط هذين البندين”. اعترف بان هذا الموقف كان من قبيل التكتيك التفاوضي، فقد سبق ان ناقشت الفكرة مع كل من الرئيس وسكوكروفت في اعقاب لقائي الاول والاسد. وكانت فكرتنا حول ضمان الحدود تقوم على عرض تتمركز بموجبه القوات الاميركية باعتبار انها قوات حفظ للسلام منتشرة على طول الجولان، لضمان الحدود بين اسرائيل وسوريا، كان هذا هو الضمان الامني الاقصى. فقد برهنت حرب الخليج ان التكنولوجيا العسكرية الاميركية اعجوبة من عجائب العالم. وسيحتاج تعهد ديبلوماسي وعسكري كهذا الى موافقة الكونغرس، ولكننا شعرنا باننا مؤيدي اسرائيل في الكابيتول هيل سيرحبون بدور اميركي مباشر اذا كان هذا الدور سيصبح محورا لسلام مضمون بين اسرائيل وجارتها العربية الاشد عنادا وتصميما. والواقع ان احد التنويعات على هذه الفكرة سبق ان تكلل بالنجاح في تجربة سابقة هي اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر، بحيث استمرت القوات الاميركية تعمل في سيناء بدون وقوع حوادث تذكر خلال فترة تزيد على 15 عاما منذ ان جرى التوقيع عليها. كما اننا كنا نعتقد ان غالبية العاملين في السياسة الاسرائيلية قد تعبوا من انهم دولة في حال حرب دائمة، وان اسرائيل لن تتمتع بثمار السلام الكامل ما لم يتحقق السلام الناجز مع سوريا. قلت: “لن تتاح لكم مطلقا فرصة جعل اسرائيل تنسحب من الجولان ما لم يضمن امنها. هذه مسألة امنية في اسرائيل وليست ايديولوجية. الامم المتحدة لا يثقون بها في اسرائيل اما الولايات المتحدة فيثقون بها. ربما كانت هذه الطريقة الوحيدة لجعل اسرائيل تفكر في الانسحاب”. واضفت: “اذا كان لنا ان نحقق تقدما على هذا المحور فان عليك ان تعطيني مزيدا من الماء”. اجاب الاسد: “الاشواك التي تحف بالطريق اشواك اسرائيلية لا عربية”. قلت بتحد: “لقد امضيت معك 36 ساعة، واجد نفسي اقول “نعم” مقابل ال”لا” التي اسمعها منك”. (كتب بايكر “نعم” و”لا” بالعربية). علق الاسد ضاحكا: “انت تتعلم العربية، هذا جيد”. استمر الاسد في المشاحنة، مثيرا مطالب جانبية كنت اعلم انها غير واقعية (…). قلت: “اننا نحتاج الى التعامل مع عالم الواقع يا سيادة الرئيس. لقد طرحت اربع نقاط قمت بمعالجة نقطتين منها، واحاول اصلاح النقطتين الباقيتين جزئيا”. قال الاسد: “اعتقد ان الاحساس بالهدف لديكم…” قلت: “يمكننا ان نعالج الامور على هذه الشاكلة عشر سنوات او خمسين او مئة… ولكنك بكل تأكيد تقوم باضاعة فرصة طيبة. لم تتحرك قدرا كافيا بعد…” ورفعت ابهامي وسبابتي بالقدر الذي يعادل، انشاً، ثم اضفت: “لا استطيع الاستمرار في الطيران. ان علينا ان نتوصل الى نتيجة لنعتبر انك في داخل العملية او خارجها. هذا قرارك وليس قراري. اريدك في داخلها. لا استطيع ان اتصور كيف ستسمح لهذه الفرصة بالضياع”. اجاب الاسد: “لو كنت مكاني لما كنت اشد مرونة مني الان”. حاولت احتواء احساسي المتعاظم بالسخط. قلت شاكيا: “انك لم تقدم لي اي قدر من المرونة يا سيادة الرئيس”. اجاب: “الارض مهمة. انها تعني الكرامة والشرف، ان المرء لا يذهب الى الجنة اذا لم يكن قادرا على ان يفعل ذلك بطريقة مشرفة. لا نريد ان يقول احد اننا تخلينا عما كنا نتحدث عنه خلال عشرين عاما تقريبا”. قلت في حركة دفاعية: “تستطيع ان تستمر عشرين سنة اخرى في قول ما كنت تقوله عن الارض، وسيستمر الوضع في التدهور. ان من طبيعة المفاوضات وخلق عملية السلام ان يضطر كل طرف الى التحرك قليلا. انني معجب بكليتيك الحديديتين. انت الوحيد الذي لم يتحرك، ولا شعرة واحدة”. اجاب: “اننا نحاول التوصل الى حل وسط بين الرعاية الكاملة كما تريد سوريا، وعدم اشتراك الامم المتحدة كما يريد الاسرائيليون”. قلت محاولا الحصول على موافقته على عملية تبادل بسيطة: “ساطلب من الرئيس الموافقة على الضمانات الامنية الاميركية، بشرط ان تبعد هاتين المسألتين عن مائدة المفاوضات. وقبل ان استرسل اريد ان اتأكد انني لو عدت اليك بنعم فستساعدني على عقد المؤتمر”. اجاب معترضا: “لا استطيع، بصراحة، ان اعطيك جوابا بدون الرجوع الى مؤسستي الحزب والجبهة الوطنية التقدمية. سنفعل ما في وسعنا”. ادركت ان هذا الجواب هو الرفض بعينه. إذ ليس في الجمهورية العربية السورية من يحتاج الاسد الى التشاور معه سوى نفسه. انهيت كلامي فجأة بعدما اغلقت حقيبتي بشدة لاجعل الاسد يدرك مدى ما اشعر به من استياء، قلت: “حسنا.. دعنا نترك الموضوع”. قبل ان اغادر الغرفة قررت ان ارفع وتيرة التوقعات لدى الاسد، قلت له: “الجميع لا يكفون عن القول انك اذكى وابرع زعيم في الشرق الاوسط. وقد اوحت محادثاتي معك الانطباع نفسه. ولكنني مضطر الى الاعتراف بانني عاجز عن ان افهم كيف تضيع الفرصة – حتى لو كانت مجرد فرصة – لتحقيق انسحاب اسرائيلي من الجولان، وذلك بسبب شروط اجرائية لا تأثير لها ولا تضمن النتائج. لقد استمتعت فعلا بالمناقشات التي اجريتها هنا. كانت حواراتنا مثيرة للاهتمام الى حد كبير. اذا حصلت منك على الاجوبة المناسبة عن هذه الاسئلة فسأعود الى دمشق. واذا حصلت على الاجوبة غير المناسبة فانني لا اتوقع ان اراك ثانية لفترة طويلة”. والحقيقة، كما انبأني حدسي، ان الاسد سيتحرك، وانه كان ينتظر معرفة ما سيحصل في لقائي مع شامير يوم الجمعة. غير انني كنت اريد التأكد من انه فهم ان الكرة اصبحت في ملعبه. عندما التقيت شامير مرة اخرى، في 26 نيسان كان واضحا ان الاسرائيليين قد ازدادوا تصلبا، اذ لم يظهروا فقط تشددهم ازاء اعتراضاتهم المتعلقة بشكليات المؤتمر، بل اثاروا عقبات جديدة ايضا، وكنت قد ادركت ان هنري كيسينجر كان محقا، فهذا التكتيك تقليدي ومعروف. يعلن شامير موقفا غير قابل للتفاوض، يدعى بلغة الاسرائيليين خطا احمر، ثم يزرع الالغام الارضية في منطقة تمتد عشرة اميال امام ذلك الخط. والان ابلغني شامير ان حكومته غير راضية باحجام السعوديين عن حضور المؤتمر، واذكر انني بلغت الملك فهد قلقي من ان رفض حكومته المشاركة سيزود اسرائيل ذريعة مناسبة لجرجرة اقدامها وقتا اطول. وكما توقعت فان الاسرائيليين اصبحوا يرددون الان ان مؤتمرا بدون حضور السعوديين لا معنى له. بعد ساعة او نحوها من المشاحنات، اخذ استيائي من شامير يفيض. قلت له: “انا احاول الان تنظيم مؤتمر يستجيب متطلباتكم حيال منظمة التحرير الفلسطينية والقدس الشرقية، وفق شروط تعكس مراحل كامب ديفيد. اننا نستجيب كل هذه الاشياء فاذا بك تقول ان الافرقاء لا يمكن ان يلتقوا ثانية حتى لو كان لديك حق رفض عقد المؤتمر مجددا، اود ان اقول لك انني اشعر بخيبة امل شديدة. فها انني انهك نفسي بدون ان احصل على تعاون منكم. لقد انتهيت، اقول لك ان احدا لم يعمل من اجلكم اكثر مما فعلت”. قال شامير: “انك تبذل قدرا كبيرا من الجهد. انا اعترف. ولكن الامر لا يتعلق بنا وحدنا. ما حاجتنا الى ذلك كله؟” اجبت محتجا بان مراقبي الامم المتحدة هم مجرد رمز لا يكلف الاسرائيليين شيئا. قال شامير: “لا استطيع قبول الامم المتحدة. انها مشكلة”. ذكرت شامير بانني تركت له ثلاثة اسئلة قبل اسبوع. واضفت: “ما حصلت عليه هو “لاءان”، وربما مشاركة من المجموعة الاوروبية، علي ان اقول انني غير عازم من حيث المبدأ على المجيء ثانية الى هنا، لا استطيع ان اتصور كيف يمكننا انجاز العملية”. اجاب شامير: “حسنا، دعنا نفكر، ونحاول ملء الفجوات”. قلت بغضب: “عليك ان تفكر في المسألة”. وفي لحظة التوتر تلك حدث تطور غير متوقع. فقد استدعيت الى خارج الغرفة حيث ابلغتني سوزان (زوجته) ان والدتي توفيت في منزلها في هيوستن عن عمر يناهز 96 عاما. استوعبت النبأ بمزيج من الحزن والاحساس بالذنب الذي يساور ابنا ظل بعيدا عن البيت طويلا. لقد كانت فرحة بعودتنا الى واشنطن عام 1980، لكنها اشتاقت الىنا كثيراً وخصوصاً عندما تدهورت صحتها. وكل مرة كنت ابتعد عنها، كان ضعفها وهزالها يجعلانني اشعر بالخوف من ان تكون هذه هي المرة الاخيرة التي اراها. ورغم انها عاشت حياة رائعة، كما كانت تردد، فقد كان من الصعب قبول حقيقة رحيلها. اخبرت شامير ان عليّ ان اغادر على الفور. فكان لطيفاً جداً بما عبر عنه من التعازي القلبية الخالصة. كان حزني بسبب فقد والدتي ممزوجاً باستيائي من جراء تصلب رئيس الوزراء. وفي الطريق الى المطار فاض شعوري بخيبة الأمل، فآليت على نفسي امام دنيس روس أنني “سأترك تلك القطة الميتة على عتبته”. فقال روس: “دعنا نحجم عن الحكم في سرعة، دعنا نرى كيف سيكون رد فعلهم”. كانت هذه نصيحته، ولكني اعترف بأنني غادرت عائداً الى الوطن مفعماً بمزيج من الكآبة والهبوط، وسرعان ما بدأت اشعر بفقدان الثقة بصدقية شامير. ورداً على مزاجي المعكر ارسل روس الي مذكرة في 30 نيسان يصر فيها على الجوانب الايجابية. قال: “اننا بطريقة ما قريبون جداً من النجاح”. وقد اقر بوجود نقاط اختلاف مهمة بين اسرائيل وسوريا حيال المسألتين الاخيرتين. ولكنه ذكرني بانني حللت مع شامير المسألة الاشد صعوبة من المسائل الاخرى وهي موضوع القدس الشرقية، فقد وافقت الولايات المتحدة على الا يكون سكان القدس الشرقية في عداد الافراد الفلسطينيين المشاركين في الوفد المشترك. وفي المقابل تعهدت اسرائيل ألا تعترض على أي عضو من الجانب الأردني يحمل جواز سفر اردنياً حتى لو كان ولد في القدس الشرقية او نشأ وترعرع هناك. ومع ذلك كان علينا ان ننتظر قبل ان نعرف هل ان الفلسطينيين سيقبلون بهذا الحل الوسط. في الثالث من أيار، أي بعد يومين من عودتي الى واشنطن من جنازة امي، اتصل دجيرجيان بي ليبلغني أن الاسد قد استسلم في ما يتعلق بالنقطتين العالقتين من اجتماعنا السابق. فحسب وزير خارجيته اصبح الأسد الآن مستعداً للقبول بالحلول الوسطى التي اقترحتها حول وجود مراقب عن الأمم المتحدة وإعادة انعقاد المؤتمر حسب اجماع الآراء. شعرت ببهجة عارمة، لدي الآن سلطة دراماتيكية استطيع ان اتحدى بها الأطراف الأخرى طالباً برهنة وجود قدر مشابه من المرونة. عصب السعوديين يشتد حال الانفراج التي توصلنا اليها مع الاسد جعلت الرفض السعودي للمشاركة في مؤتمر السلام مسألة أشد صعوبة، فإذا ظل السعوديون متنحين جانباً، يستطيع شامير عندئذ ان يدعي بحق ان المواقف العربية لم يطرأ عليها شيء من التغيير في واقع الأمر، وهذا سيعزز بدوره تردده وعزمه على البقاء بعيداً عن مائدة السلام. وقد بدا الموقف السعودي في تلك اللحظة قصير النظر بالنسبة الي. ذلك ان عواطف الكونغرس كانت، نتيجة للتحفظ الذي عرف به السعوديون، قد بدأت بدورها تنقلب ضد المستفيدين من “عاصفة الصحراء”. قام دنيس روس، مسلحاً بهذه الحقيقة، بزيارة لدارة الامير بندر الفخمة في ضواحي فرجينيا، وقد حاجج روس بقوله ان على المملكة على الأقل، ان تبدي التفاتة تجاه السلام لأسباب في طليعتها مصالحها الخاصة كدولة. كما اقترح ان يرسل السعوديون ممثلاً لمجلس التعاون الخليجي لحضور المؤتمر بصفة مراقب. ولما ابلغني روس الفكرة رأيت انها طريقة ذكية للتغلب على الحذر السعودي المعهود، فإرسال ممثل لدول مجلس التعاون الست سيمنح الملك فهد غطاء مناسباً تجاه رعاياه الاكثر تشدداً، بل ان كون العربية السعودية القوة المسيطرة في المجلس سيتيح لي ان احاجج الاسرائيليين بقولي ان السعوديين يشاركون في العملية. اعجب الامير بندر بالفكرة ووافق على تبنيها بقوة وعرضها على الملك فهد وعلى الذين يصفهم من آن الى آخر، بشيء من الشعور بالاحباط ب”مفكري الطراز القديم” داخل وزارة الخارجية. في السابع من أيار التقيت والرئيس الأمير بندر في البيت الابيض لنطلب منه رسمياً ايصال طلبنا الموجه الى الملك فهد، كما اردنا منه ان يطلب من الملك الإعلان أن العربية السعودية ستشترك في مجموعة عمل متعددة الطرف مولجة بالبحث في مسائل اقليمية كالمياه والحد من انتشار الاسلحة، بعد ان تكون مجموعات العمل السياسي قد بدأت اجتماعاتها. وكان من المهم ايضاً ان يعلن الملك انه سيرفع حال الحرب ضد اسرائيل مقابل وقفها لنشاطات الاستيطان، وقال الرئيس: “يجب ان نقنع العربية السعودية بالتحرك”. أجاب بندر انه سيغادر الى الوطن في تلك الليلة نفسها. وأضاف: “سأبذل جهدي”. وأخبرني على انفراد ان لا شيء يدعو الى القلق. قال: “لا تقلق. سنتوصل الى شيء ما”. بعد ثلاثة ايام اعلن السعوديون ان مراقباً عن دول مجلس التعاون الخليجي سيحضر جلسة افتتاح مؤتمر السلام، والأهم من ذلك ان السعوديين سيحضرون جلسات عمل اللجان المتعددة الطرف، كان هذا تطوراً مذهلاً. وقد سبق ان رفضت خمس دول اعضاء في مجلس التعاون الخليجي الحضور. ولكنني علمت في ما بعد ان الملك فهد ايقظ حكام هذه البلدان في الثانية فجراً ليحصل على موافقتهم شخصياً. لقد أقر الملك وبندر اثنين من اصل ثلاثة مطالب تقدمنا بها. وأصبح حجر دومينو عربي آخر منسجماً مع الخط، ان المشاركة السعودية ستزيد الآن من الضغط على الاردن وسوريا واسرائيل حتى تقول نعم. في اليوم التالي، اي في 11 ايار، شرعت في رحلتي الرابعة الى المنطقة منذ نهاية حرب الخليج، وخلال 15 يوماً مضت على مغادرة اسرائيل، طرأ تحول مفاجئ على معنوياتي، كان المزاج السائد في الطائرة عالياً. المساومات الصعبة امامنا… ولكن ثمة احساساً يساورني أن اندفاعة صريحة نحو تحقيق السلام قد بدأت تتبلور.

اضف رد