وجدي العريضي
النهار
27032018
اكتمل عقد اللوائح في كل الدوائر الانتخابية، وانسحب مَن انسحب من المرشحين، فيما دخل البعض “جنّة” هذه اللائحة أو تلك، وتعثّر آخرون كانوا يمنّون النفس بدخول البرلمان. وعليه بدأ هدير الانتخابات يُسمع جلياً من خلال الحملات والتصعيد السياسي ونبش دفاتر الماضي وإحياء العظام وهي رميم، ويرتقب أن ترتفع وتيرة التصعيد في الأيام المقبلة، إذ هناك رزمة من المهرجانات والاحتفالات في معظم المناطق، وستشهد من خلال المؤشرات الراهنة نبرة حادة من جانب رؤساء اللوائح وخطابات تجييشية، وكل ذلك على خلفيات انتخابية، مما يوحي، كما تشير مصادر وزارية لـ”النهار”، بأن هذا الاستحقاق سيكون غريباً عجيباً، حيث اختلط الحابل بالنابل حتى داخل اللائحة الواحدة، ويتوقع أن تحصل “خردقات” بين الحلفاء أنفسهم على اللائحة الواحدة من أجل الحصول على الصوت التفضيلي الذي يبقى “وقود” المرشحين والمعدن الذهبي بالنسبة اليهم. وعلى هذا الأساس ستخاض المعركة الانتخابية على الصوت التفضيلي الذي يبقى قبلة المرشحين وأملهم الوحيد القادر على أن يحملهم الى ساحة النجمة. وفي غضون ذلك، فإن عمل الماكينات الانتخابية ينصبّ على كيفية توزيع هذا الصوت وإعطائه بشكل مدروس وعلمي وعملي كي لا يحصل ما ليس في الحسبان.
وفي سياق حماوة المعركة، ثمة دوائر تشهد محاولات إلغاء واستعمال كل الوسائل من أجل الكسب الانتخابي، ولا سيما في دائرة المتن الشمالي التي يتوقع أن تشهد معركة حامية الوطيس. وعليه، إذا أردت أن تعرف ما يجري في المتن الشمالي، فما عليك إلا أن تدرك ما يحصل من حرب إلغاء يشنها البعض على رموز متنية متجذرة وتعتبر من الثوابت والمسلّمات عند أهالي المتن الشمالي، وتحديداً نائب رئيس مجلس الوزراء سابقاً النائب ميشال المر، إذ تقول مصادر سياسية لـ”النهار” إن “حديثي النعمة في السياسة من بعض الوزراء السابقين وغيرهم، يقودون حرب إلغاء واضحة على النائب المر، محاولين شطبه من المعادلة المتنية، وهذا ما تبدّى قبيل إعلان اللوائح الانتخابية من خلال المحاولات التي قام بها هؤلاء مع مرشحين بغية “تطبيقهم” وسحبهم إلى لائحة التيار الوطني الحر، والبعض الآخر إلى لوائح أخرى، أو دفعهم إلى الإحجام عن الترشح”. وفي هذا الإطار، تؤكد المصادر المعنية بناء على معلومات أن “هذه المحاولات الإلغائية التي استهدفت “العمارة” وسيدها أدّت إلى تعاطف شعبي من سائر عائلات المتن مع الرئيس المر الذي له صولات وجولات وباع طويل في الوقوف إلى جانب المتنيين ودعمهم، وكان الشخصية المتنية الأبرز على صعيد الخدمات، وبالتالي اعتقد هؤلاء أن من السهولة بمكان تجاوزه وإبعاده”. لذا فان ما شهدته “العمارة” من لقاءات واجتماعات في الأيام الماضية، ولا سيما مع حزب الطاشناق، كفيلة بتأكيد أن هذا الحزب الأرمني العتيق لا يتخلى عن النائب المر ويعتبره من ثوابت الطاشناق في إطار كيفية تعاطيه وتحالفه مع القوى السياسية وفي طليعتهم “أبو الياس”.
■ سجلت امس لائحة “الوفاء المتنية” في وزارة الداخلية، وهي غير مكتملة. وتتألف من: النائب ميشال المر عن المقعد الارثوذكسي، نجوى عازار عن المقعد الماروني، ميلاد السبعلي عن المقعد الماروني وجورج عبود عن المقعد الكاثوليكي.