الرئيسية / أضواء على / المايسترو أندريه الحاج يظنّ العالم بأسره فرقةً موسيقية

المايسترو أندريه الحاج يظنّ العالم بأسره فرقةً موسيقية

المايسترو أندريه الحاج يكون منهمكاً بعد جولة موسيقية خارج لبنان. اتصالات وتنسيق لترتيب مسائله العالقة. نصل إلى المعهد العالي للموسيقى قبله، فلا نكاد نستريح حتى يطلّ. فنجان قهوة، ثم ندخل القاعة المحتضنة آلات موسيقية من كلّ نوع. يراقب القائد الرئيسي للأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق- عربية المشهد بتفاصيله. كادر الكاميرا، الديكور وكلماته. يجلس بعد أن يتأكّد أنّ كلّ الأمور في قبضته وأن إطلالته تماماً كما يريدها.

تفتّحت عينا المايسترو على الحياة مع أمّ تعزف وأفراد أسرة بأصوات جميلة. لا يزال يذكر أنّ الأمر تطلّب وقتاً حتى أدرك أنّ العالم بأسره ليس أرضاً للفنانين فقط. “ظننتُ أنّ البشر بأسرهم وُلدوا للغناء والموسيقى. مع الوقت، أدركتُ الاختلاف. المهن ليست واحدة، وكما نتميّز عن الآخر بما لدينا، وهو لديه ما يميّزه عنا”. قاعة العزف خالية، والآلات مغطّاة بشراشف، تستريح وتنتظر. يخبرنا عن رحلة التعمُّق بالفكر الموسيقي وتخرُّجه في جامعة الروح القدس والأبواب المفتوحة بيد المايسترو وليد غلمية. “آمن بي ومنحني الفرص. أرادني أن أستمرّ بالمستوى اللائق. قلتُ له: سأحاول إكمال الدرب، فردّ سريعاً: افعل، المهم أن تحافظ على قيمة الأوركسترا”.

في 7 نيسان 2011، بدأ المسيرة. “رسمتُ سياسة موسيقية لأقرِّب الأوركسترا من الناس. أرفضُ أن تهجم ثقافة لتُلغي أخرى. الثقافات تُكمل بعضها بعضاً، كما أكملُ دوراً عظيماً بدأه وليد غلمية”.

لا تروقه “وجوه البوم”: “على المرء العمل عوض التذمّر”. يؤكّد الاستمرار على رغم تراجع الأذواق: “كفاح الفنان ليس سهلاً اليوم. أحياناً، لا ينال حقوقه المادية. حفلاتنا في المعهد الموسيقي دعوات عامة. الفنان حين يُفرح الناس، ينبغي للجهات المعنية ووزارة الثقافة النظر في حاله. لا تستقيم أوطان من دون موسيقى نبيلة ترتقي بنا إنسانياً”.

يطلب من الموسيقيين والمتخرّجين الجدد تكثيف تأليف الموسيقى. “لا تجعلوا التسويق التجاري همّكم. المعايير تتغيّر، لكن حافظوا على الذوق. ما تقدّمونه بمثابة باسبور يعرّف عنكم. التردّي ليس أنتم، فارفضوا الاستسهال والأسفل. انظروا إلى أوروبا. قد تتخبّط بأزمة اقتصادية لكنّها حضارة ثقافية هائلة. الموسيقى خلاص الأمم”.

اضف رد