30-03-2021 | 15:21 المصدر: “النهار”

تدرس على ضوء الشمعة (تصوير حسام شبارو).
A+A-كني-جو شمعون يسعى “اللوبي اللبناني الدولي”، وقاعدته سويسرا، بالتعاون مع مجموعات لبنانية في الداخل وضمن الاغتراب، لجمع أكبر عدد من التواقيع بهدف الضغط على المجتمع الدولي لاعتبار “ال#فساد الكبير في لبنان” جريمة ضدّ الإنسانيّة، توصيفاً لجرائم خطرة تُرتكب في السلم أو في الحرب، حُدِّدَت أوجهها ضمن المادة السابعة من نظام روما الذي دخل حيّز التنفيذ عام 2002 وأُنشئت بموجبه محكمة العدل الدولية في لاهاي. استند “اللوبي” إلى النقطة الحادية عشرة وتنصّ على “الأفعال اللاإنسانية التي تتسبّب عمداً في معاناة شديدة أو في أذى خطير يلحق بالجسد أو بالصحة العقلية أو البدنية” (المادة 7، فقرة 1، نظام روما)؛ وهي تتيح، بحسب المبادرين، تحقيق “العدالة لللبنانيّين ولشعوب الأرض المضطهدة التي تعاني الفقر والتجويع والتهجير والموت بسبب ممارسات الحكّام”. يتوقّع أمين عام اللوبي اللبناني الدولي وديع عسّاف أن تحصد العريضة عدداً واسعاً من التواقيع نظراً لمعاناة الشعب. ويعتبر في حديث لـ”النهار”، أنّ “الخطوة تُشكّل حلّاً لمشكلات اللبنانيين وهي كفيلة بتغيير الوضع في لبنان 180 درجة”. ويستكمل “لا يختلف اللبنانيّون على موضوع استعادة الأموال المنهوبة أو العدالة أو المطالبة ب#تحقيق دولي، أهدافنا اجتماعية تخدم الشعب. بعثنا برسائل لـSwiss Federal Council لتجميد حسابات مصرفيّة وما زلنا نتابع هذا الملفّ”. ويصرّ: “آن الأوان لأن تتوقّف أشكالاً كثيرة من الفساد في لبنان حيث فقراء لا يتطبّبون ولا يشبعون بسبب الفساد السياسي”. برأي أعضاء اللوبي، إنّ انفجار الرابع من آب نموذج من تداعيات الفساد الكبير الذي يقتل الناس، ناهيك بالإهمال والتقصير وعدم تحمّل المسؤولية وهو إحدى نتائج عمليّات كبيرة قذرة تقام في البلد. في هذا المضمار يعلّق عسّاف “أكثر من 200 بريء فقد حياته. لذا من أهدافنا أيضاً المطالبة بتحقيق دولي في انفجار مرفأ بيروت فلا ثقة لنا بالقضاء اللبناني”. يربط عسّاف اندفاعه واندفاع المغتربين، بثورة 17 تشرين وبغضب الناس وبرفضهم للحكّام وللقمع وللاضطهاد “لا يمكن لأحد إسكات صوتنا هنا. نحن قادرون على التواصل مع الأمم المتحدة ومع صندوق النقد الدولي”. من جهتها، تشرح المحامية نادين موسى، وهي مسؤولة عن القسم القانوني ضمن اللوبي أنّ “نظام روما يتيح محاكمة الفاسدين الكبار الذين يقتلون الشعب بأكمله بموت بطيء أو بموت سريع”، وتضيف: ” أجرينا أبحاثاً ودراسات واستندنا إلى مساعي منظمات دولية مثل مؤسسة الشفافية الدولية التي تضغط لاعتبار الفساد الكبير جريمة ضد الإنسانية وغيرهم من الخبراء الدوليين والقضاة الدوليين”. وتستطرد “لا عقاب دولياً حتى الآن للفساد الكبير”. فأفعال الفساد لا تطال فقط المجتمع اللبناني فحسب إنما أيضاً كافة أقطار الأرض. وبنظرها، أن “الإفادة من هذا السعي، هو اكتساب العدالة للشعب حيث أقليّة تسيطر على السلطة وتستفيد منها على حسابه”. وتقول موسى “الملاحقة القانونية ممكنة ليس فقط في محكمة لاهاي بل أيضاً في بلدان أخرى تبنّت نصّ روما ولديها نظام قانوني يعاقب ويحاكم الجرائم الدولية والجرائم ضد الإنسانية، كما أنّه من الممكن محاكمة كبار المسؤولين السياسيّين، حتى أعلى الهرم، دون اعتبار للحصانات”. وترى أنّه “ليس من المهمّ أن يكون لبنان قد وقّع على نظام روما، إذ سيلاحق المسؤولون ضمن سائر الدول التي اعتمدته”. وذكر عسّاف أنّ اللوبي “يجمع الجهود في بلاد مختلفة للعمل على أهداف مشتركة”. لذا تضمّ هذه المبادرة كلّاً من: الجمعية اللبنانية-السويسرية، اللجنة الدولية للبنان لمناهضة الإفلات من العقاب والفساد ICLIC، الجبهة المدنية الوطنية، مجموعة بيراميد، مغتربين مجتمعين في فرنسا، كاليفورليب، Lebanon Hub، الحق للجميع، الاغتراب اللبناني العابر للبحار،LebAustralian.com، مواطنون لبنانيون حول العالم وCommittee of UNSCR for Lebanon. جمعت العريضة المُعَنوَنة “تحميل الدولة اللبنانية ومؤسساتها الحكومية، مسؤولية ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية” أكثر من 6 آلاف توقيع حتى الآن.وقد جاء في نصّها أنّ الموقّعين:- يدعون جميع الدول، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وجميع المنظمات غير الحكومية إلى الاعتراف بأن المادة 7.1 (ك) من نظام “Rome Statute” تنطبق على لبنان، وأن المجتمع العالمي يحمّل السلطات اللبنانية المسؤولية عن الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، وهي جريمة دولية. – ولذلك يدعون الدول إلى وضع وتطبيق آليات لاعتقال أولئك الذين ارتكبوا جرائم فساد في نطاق السلطة القضائية الدولية ومحاكمتهم. – يدعون إلى حماية جميع ضحايا الفساد، والاعتراف بأن الضحايا لهم حقوق (محلية وعالمية) ولا يمكن شطبهم كخسائر. (…).ويستعينوا في الختام بقول للعالِم الألماني ألبرت أينشتاين “لن يُدَمَّر العالم من قبل من يفعلون الشر، بل من قبل أولئك الذين يشاهدونهم دون القيام بأي شيء”. في النتيجة، اللبنانيّون الثائرون على طغاتهم سينتصرون لأولاد أولادهم على المآسي إلا أنّهم الآن بحاجة لدعم دولي بعدما ارتكبت بحقّهم أفظع الجرائم. المدنيّون في صرخة استغاثة، وكأنهم يردّدون في أعماقهم كلمات جبران تويني “لئلّا يُكتب عَنّا وعن وطننا على لوحة من الرخام، هنا انتصرت جمهورية القتل على جمهورية الفكر والحريّة… هنا كان لبنان”!للتوقيع على العريضة: http://chng.it/vQxd6FQjالكلمات الدالةفسادتحقيق دولي