أسرار شبارو
النهار
11042018
للمرة الأولى يشارك المغتربون اللبنانيون في الانتخابات النيابية من دون ان يضطروا الى الانتقال الى بلدهم لممارسة حقهم، بعدما فتحت وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الداخلية والبلديات الباب لهم للاقتراع، من خلال تسجيل اسمائهم لفترة محدودة اغلقت في 20 تشرين الثاني الفائت.
في 27 نيسان و29 منه سيدلي المغتربون بأصواتهم لاختيار مرشحيهم، لا سيما بعدما قرر 84,156 مغتربا لبنانيا التسجيل بهدف الاقتراع.
هم توزعوا بين 45,827 ناخباً مسيحياً و 38,329 ناخباً مسلماً، بينهم 28,385 ناخباً مارونيا، 19,239 ناخباً شيعياً، 13,721 ناخباً سنيا، ومن الروم الارثوذكس: 7,313 ناخباً، روم كاثوليك: 4,974 ناخباً، دروز: 4,614 ناخباً، أرمن: 2,702 ناخباً، سريان: 807 ناخبين، طوائف أخرى مختلفة: 2,395 ناخباً، وفق أرقام وزارة الداخلية.
في ما يتعلق بتوزعهم على الدول فقد حصلت أوستراليا على النصيب الاكبر بـ 12,132 ناخباً، كندا: 11,546 ناخباً، الولايات المتحدة: 10,081 ناخباً، فرنسا: 8,541 ناخباً، ألمانيا: 8,523 ناخباً، الإمارات العربية المتحدة: 5,199 ناخباً، السعودية: 3,209 ناخباً، ساحل العاج: 2,371 ناخباً، البرازيل: 2,141 ناخباً، وفق أرقام وزارة الداخلية.
الاستعداد للاستحقاق
عن التحضيرات الانتخابية في الامارات، فقد كشف قنصل لبنان العام في دبي عساف ضومط في اتصال مع “النهار” ” اننا نحن ثاني اكبر مركز لبناني في الخارج بعد سيدني. لدينا نحو 4 الاف شخص مسجل للاقتراع، ولو ان باب التسجيل تمدد لكان العدد اكبر”. قال: “سيكون لدينا 11 قلم اقتراع، وستجرى الانتخابات في 27 نيسان في مبنى القنصلية. حتى الان، لم ننته من الهيكلية بعد، سواء تلك المتعلقة بالمندوبين والصحافة وغيرها، انما الاجراءات طبيعية، ونحن ننتظر تعليمات وزارتي الخارجية والداخلية في ما يتعلق بالاقلام التي لم تصل لنا بعد”.
“دولة الامارات مرحبة بالخطوة، والتنسيق يتم على اعلى المستويات بين القنصلية اللبنانية والسلطات الاماراتية” بحسب ما اكد ضومط، لافتا الى أن “الاجواء ايجابية، والانتخابات ستكون ناجحة. اعتقد ان كل من سجل اسمه للاقتراع يريد ان ينتخب، هذه خطوة لتشجيع سائر اللبنانيين على تسجيل اسمائهم في الانتخابات اللاحقة”.
وعن فرز الاصوات، قال:”بعد فتح الصنايق وعد المغلفات ستختم بالشمع الاحمر وترسل الى مصرف لبنان لتفرز”.
“الكتائب” متأهبة
هذا في التحضيرات الرسمية، ولكن ماذا عن الماكينات الانتخابية في الامارات.
يتحدث رئيس مقاطعة الخليج العربي في حزب الكتائب مارون زيدان لـ”النهار”: “العمل السياسي للاحزاب اللبنانية في الخليج محدود، ليس كما في الغرب، لكوننا نتبع قوانين الدول التي نعيش فيها، فدول الخليج لا تحبذ مثل هذه الامور، على الرغم من وجود هامش للحرية، لا سيما في الامارات، لذلك نعمل كـ”ناد إجتماعي ” وليس كحزب”.
على الرغم من حماس اللبنانيين للانتخابات وفق زيدان، حيث يوجد “4300 مسجل في دبي على الرغم من المهلة القليلة التي اعطيت للناس لتسجيل اسمائها، فان البعض يتحفظ لناحية الطوائف المسجلة للاقتراع. اذ يوجد 300 شيعي مسجل فقط، وذلك بسبب الملاحقات وقرارات الترحيل السابقة بحقهم، مع العلم ان العدد الاكبر من المسجلين هم من الموارنة، وهذه مفارقة حيث وصل الرقم الى 1400 ماروني والف سني، كما ان الحضور الدرزي قوي جدا حيث سجل 700 شخص من ابناء هذه الطائفة”.
اما الكتائب فتتحضرّ. يوضح زيدان: ” لنا مندوبون على كل قلم، وهم جاهزون لهذه المهمة، ونحن ننتظر تحديد يوم الانتخاب من القنصلية، على الرغم من اننا نمتلك اللوائح الا اننا لا نتصل بالناخبين، فكل لبناني يعرف خياره ومن سينتخب، فعلى سبيل المثال لا نعمل كالتيار الوطني الحر حيث يتصلون بالناخبين واحيانا يضغطون عليهم ،لا نريد ان نقول شراء اصوات الناس لكون المغتربين لا يباعون ولا يشترون، لكن نؤكد ان هذه التصرفات ليست من ثقافتنا وعاداتنا كحزب سياسي، ونحن نتكل على ضمير الناخبين. ان الانتخاب واجب وطني ونحن نقول للبنانيين ان كنتم لا تريدون الانتخاب ضعوا ورقة بيضاء، لترفعوا نسبة الاقتراع”.
ماذا عن “المستقبل” و”التيار”؟
على خط “تيار المستقبل”، تنفي مصادر ” التيار” ان يكون لديه ماكينة انتخابية في دول الخليج.
تكشف المصادر ان “لدينا منسقية في كل الدول ولم نخصص اي خطوات للانتخابات في الامارات او غيرها من دول الخليج”.
لكن المعادلة تختلف بالنسبة الى الماكينة الانتخابية في الانتشار لدى “التيار الوطني الحر”. يقول المسؤول عن الماكينة سامر خوري ان “تعاطي السياسة في دول الخليج ليس بالامر السهل. نعم لدينا ماكينة انتخابية لكن ليس كما هي في اوروبا واميركا واوستراليا، مع العلم ان الامارات اسهل من بقية دول الخليج في هذا الشأن”.
ويتابع: ” مندوبونا جاهزون سواء في دبي حيث التصويت سيحصل في قنصلية لبنان هناك، او في ابو ظبي حيث سيصوّت الناخبون في سفارة لبنان. نحن نتابع ملفات الناخبين، ان الهيئات تعلم من مع التيار ومن سجلّ اسمه للاقتراع”.
على عكس الحملات الانتخابية في لبنان، يشير خوري إلى أنه “لا نقيم مهرجانات في الامارات او في دول الخليج بشكل عام، وذلك كي نحمي اللبنانيين من اي مشاكل او اخطار الطرد من البلاد او اي احراج، كما لسنا مضطرين الى نقل الناخبين الى مراكز الاقتراع كما يمكن ان يحصل في لبنان مع العلم ان الجميع متحمسون لذلك اليوم”.
وعن تواصلهم مع الناخبين الشيعة، يجيب: “نعمل على تجنيبهم هذا الموضوع واكثريتهم سيصوتون في لبنان”.
تبقى مسألة الاتهامات التي تقول ان “التيار” يضغط على الناخبين للتصويت لمصلحته، ينفي خوري هذا الامر قائلا: “معيبة هذه الاتهامات بحق مطلقها، فالناس ليست للبيع والشراء”.