
البعض يسمّيه القرّيص والبعض يعرّفه بالقراص، أي من «قرص»، بحسب اللغة الشعبية. وهو فعلاً نبات يتسبّب بالحكة، وكأن أحداً قرصنا إذا ما تمّ لمسه. في تراثنا الشعبي، تم احتقاره ومحاولة تخليص الأرض منه، في حين تم استخدامه كطارد (مبيد) طبيعي للحشرات، مثل شجرة الزنزلخت الشهيرة التي كانت تُزرع أمام المنازل لطرد الحشرات أو يتمّ وضعها في أسقف المنازل الخشبية والترابية لحفظ الخشب من الحشرات ولا سيما من نخر السوس.
القريص في اللغة العلميّة هو نبات مغذٍّ وطبيّ ويُطلق عليه من قبل البعض “شعر العجوز” و”الحريق”. ينتشر كثيراً في منطقة البحر الأبيض المتوسط في البساتين وحدائق المنزل. لا يتخطى ارتفاعه ٥٠ سنتيمتراً، أوراقه معنقة تغطيها شعيرات تصيب الجلد بالحكاك والاحمرار عند لمسها.
وهذا مردّه إلى احتوائها على الهيستامين وحمض الفورميك. كما تحتوي على الاسيتل كولين والسيروتين والجلوكوزيدات والبوتاسيوم والكبريت، المنغنيز والحديد. بالإضافة إلى المعادن ومنها السلكا وفيتامين (أ ، ب ، ج) والبروتين ومعدن البوردون.
ممنوع اللمس
عند لمس هذه النبتة، كما هو معلوم، تفرز سائلاً أسيدياً فنشعر بتعقيص يجبرنا على الحكاك. كما ينتابنا إحساس بالألم، فهذا التقريص يساعد في تنشيط الدورة الدموية. يروي موريس ميسيغيه: “عندما يلعب الأطفال في البراري ويتعرضون للسعات القريص يهرعون إلينا باكين من الألم، كنا نخفف عنهم قائلين: افرحوا لن تصابوا مستقبلاً بالروماتيزم”.
منذ القِدم كان للقريص منزلة كبيرة عند الفلاسفة والأطباء العرب، عرفوا ميزاته العديدة وأدخلوه في كثير من وصفاتهم.
الفوائد والمنافع
منافع القريص لا تعدّ ولا تحصى على صعيد الصحة والبيئة. فهذه النبتة تدخل في الكثير من الاستخدامات الطبية منها علاج الأكزيما وآلام الكلى والمسالك البولية. كما أنها تدخل في علاج أمراض والتهابات البروستات كما يعمل القريص على علاج فقر الدم وتنقيته وتنشيط الدورة الدموية… ما زاد من أهميتها وجعلها تدخل في علاج سرطان الدم وعلاج مرض السكري لأنه يساعد على السيطرة والتحكم في نسبة السكر في الدم لاحتوائه على الحديد.
كما يدخل القريص في علاج الكبد والمرارة وأورام الطحال. كما يعالج تقرحات المعدة والاثني عشر ويستخدم أيضاً كمضاد للفيروسات والسموم والبكتيريا الضارة.
كما يُنصح بتناول القريص عند الشعور بنقص نسبة الحديد في الدم ويعتبر مغلي القريص مفيداً جداً في علاج الروماتيزم وحلّ مشكلة تساقط الشعر والوقاية من ظهور القشرة فيه ويكسب الشعر اللمعان والطول. ويعتبر القريص معالجاً فعالاً للأزمات الصدرية.
كما يوصف للأمهات المرضعات وذلك لأنه يعمل على إدرار الحليب ويقلّل من الطمث الكثير.
محفّز جنسيّ
عُرف القريص منذ القدم كمحفّز جنسي: فكان يُنصح بأخذ باقة من القريص ولسع الرجال في المناطق الحميمة لزيادة الطاقة الجنسية. ويروى أن المزارعين الذين يتعرضون بشكل دائم للسعاته لديهم قدرات جنسية فائقة وهو من العلاجات لمشاكل الخصوبة. كذلك يلاحظ أن الدجاج يُقبل عليه بشراهة لغناه بالعناصر اللازمة لنموه وخصوصاً عناصر الخصوبة.
أما على صعيد البشرة فهو يحافظ على نضارة البشرة وجعلها أكثر شباباً ويعمل على تأخير ظهور التجاعيد ويفتح مسام البشرة وينقّيها ويُكسبها نضارة ورائحة عطرية ذكية.
هناك الكثير من الأعشاب الطبيعية التي خلقها الله لنا لكي نستفيد منها والقريص أحدها فهو يعمل على تقوية جهاز المناعة لدى الإنسان ما يقلل من الإصابة بأمراض عديدة وخاصة الأمراض السرطانية.