الرئيسية / مقالات / الضربة الخامسة منذ أيلول…إسرائيل مصممة على اقتلاع ايران من سوريا بمباركة أميركية!

الضربة الخامسة منذ أيلول…إسرائيل مصممة على اقتلاع ايران من سوريا بمباركة أميركية!


موناليزا فريحة
النهار
30042018

صورة يعتقد أنها لمنشأة تعرضت لهجوم.(تويتر)

للمرة الخامسة منذ أيلول، استهدفت اسرائيل مواقع قالت صحيفة “هآرتس” أنها لمخابئ كبيرة للأسلحة، بما فيها صواريخ أرض-جو كانت ايران تنوي نشرها، الامر الذي يؤكد تصميم الدولة العبرية على اقتلاع الوجود الايراني في سوريا…أياً كان الثمن.

و على رغم التهديد الايراني بالرد على الهجوم على قاعدة التيفور في التاسع من نيسان الماضي والذي أوقع 14 قتيلاً، بينهم سبعة أعضاء من الحرس الإيراني “الباسدران”، لم يحصل شيء من هذا القبيل، وحتى الدفاعات السورية لم تحاول اعتراض اي صاروخ.

وكانت شبكة “سي أن أن” الاميركية بثت الاسبوع الماضي أن وكالات الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية تراقب نقل أسلحة ايرانية الى سوريا. وتوعد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بأن اسرائيل لن تسمح لايران باقامة مواقع وقواعد في سوريا تنطلق منها صواريخ.

وعلى عادتها، رفضت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي التعليق على هذه الضربات، مع أنها نفذت سابقاً ضربات استهدفت مواقع للنظام السوري أو شحنات أسلحة قالت إن مصدرها ايران وكانت موجهة الى “حزب الله” اللبناني. وخلافا للهجوم على قاعدة “التيفور”، امتنعت روسيا عن تسمية منفذ الهجوم.، الامر الذي يتيح للنظام هامشاً لعدم الرد.

وفيما نقلت صحيفة ” تشرين” الرسمية عن مصادر ميدانية أن الهجوم الأخير انطلق من قواعد أمريكية وبريطانية في شمال الأردن، نفت مصادر عسكرية أميركية ذلك.

وتشير أصابع الاتهام الى اسرائيل بالهجوم الذي قالت “هآرتس” إن توقيته وقوته يمكن أن يكونا دليلاً على ضرب مخزن كبير للأسلحة، في ما يبدو محاولة لتقويض أي رد ايراني على الهجوم الاسرائيلي على مطار التيفور في وقت سابق هذا الشهر.

  وأفادت تقارير أن قوة الانفجارات في المخازن هزت الارض. وبث التلفزيون السوري أن معهد رصد الزلازل الأورو-متوسطي سجل هزة صغيرة في المنطقة بقياس 2,6 درجتين على مقياس ريختر.

 وقدر “المرصد السوري لحقوق الانسان ”  مقتل 26 مسلحاً موالياً لدمشق غالبيتهم من المقاتلين الايرانيين جراء الضربات الصاروخية، موضحاً  أن مقر اللواء 47 في حماة، الذي كان “مستودعاً لصواريخ أرض أرض”، ومطار النيرب في حلب، حيث تتمركز قوات ايرانية، تعرضا لضربات أوقعت “26 قتيلاً بينهم أربعة سوريين والغالبية الساحقة من الإيرانيين، اضافة الى مقاتلين من ميليشيات موالية لإيران من جنسيات أجنبية” كانوا داخل مقر اللواء 47.

ممواقع تعرضت لهجمات اسرائيلية. (هآرتس)

وفي وقت سابق، قالت وكالة أنباء “إيسنا” الايرانية أن بين القتلى 18 مستشاراً ايرانياً، الا أن الوكالة سحبت الخبر لاحقاً.

وحذر رئيس الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال آموس يالدين من اضطرابات اضافية، إذا كان الضحايا ايرانيين، معتبراً أن شهر أيار سيكون مضطرباً جداً.

وبحسب مايكل هوروفيتز، مدير الاستخبارات في معهد “لوبيك” وهو مجموعة استشارية للاستراتيجيات الجيوسياسية أن ضرب مقر اللواء 47 في حماة “ذو دلالات كبيرة” نظراً الى الاشتباه في وجود مصانع تنتج “صواريخ باليستية قد تساعد ايران في اكتساب قدرات كاسرة للتوازن تستخدمها في مواجهة مع اسرائيل، وذلك من خلال زيادة عدد الصواريخ الموجهة بدقة في الترسانة الصاروخية لحزب الله”.

 الى ذلك، اعتبر أن استهداف ذلك الموقع بذاته يكتسب أهمية بسبب التحديات التي تمثلها ضرب تلك المنشآة المبنية داخل جبل، مضيفاً: “اذا كانت اسرائيل قد ضربت حقاً تلك المنشأة تكون استخدمت أسلحة متطورة مثل الصواريخ التي تخترق التحصينات”.

نقل موقع “بلومبرغ” عن مايكل أورين نائب وزير الخارجية للدبلوماسية العامة أن إسرائيل ستفعل ما في وسعها للقضاء على القدرات العسكرية الإيرانية في سوريا، حتى لو أدى ذلك إلى استهداف أحياء مكتظة بالسكان.

ووضع أورين ما سماها أربعة خطوط حمراء تدفع بلاده إلى ضرب أهداف إيرانية في سوريا المجاورة، وهي إذا حاولت إيران بناء مصانع تحت الأرض لترقية صواريخ أقل تطوراً إلى أسلحة موجهة بدقة، أو تزويدها حزب الله اللبناني بصواريخ موجهة بدقة، أو بناء قاعدة جوية أو ميناء بحري في سوريا.

رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو.(أب)

 وتسارعت في الفترة الاخيرة وتيرة الضربات الاسرائيلية لسوريا. واستناداً الى مصادر أجنبية، “تستهدف الهجمات أهدافاً أعمق داخل سوريا، وطبيعة هذه الاهداف تبدلت من قوافل ومخازن أسلحة الى قواعد ايرانية”. وخلافاً لمرات سابقة، لم ترد تقارير عن مضادات سورية لاسقاط الصواريخ.

ويرى نائب مدير الدراسات في معهد الدفاع عن الديمقراطيات جوناثان شانزر  أن”كثيراً من الدفاعات الجوية تعطلت في ضربات سابقة، لذا تبدو النافذة مفتوحة لمويد من الضربات “.

وفي ظل هذا التصعيد الجديد، لا يبدو أن احتمالات المواجهة بين اسرائيل وايران ستتراجع، مع اصرار الدولة العبرية على اقتلاع النفوذ الايراني من سوريا، أو على الاقل منعه من تهديد أمنها القومي، ورفض طهران في المقابل الشروط الاسرائيلية. ويقول آموس هاريل من “هآرتس” أن المواجهة بين الجانبين قد تتصاعد أكثر.

وعلى رغم اكتفاء ايران بالتهديدات حتى الان، يقول شانزر إن طهران قد تستخدم وكلاءها في سوريا، أو يمكن أن ترد بأقل كلفة ممكنة. وفي رأيه “ستواصل ايران التفتيش عن نقاط ضعف في الدفاعات الاسرائيلية، على غرار ما فعلت في شباط الماضي باختراق طائرة الدرون المجال الجوي الاسرائيلي”.

وكان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو زار اسرائيل قبل ساعات من الضربات لسوريا، وصرح بعد لقائه القصير برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو،  إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها أمام إيران وملفها النووي. واعتبر خبراء اسرائيليون تصريحه مباركة أميركية للحملة التي تشنها الدولة العبرية على الوجود الايراني في سوريا.

اضف رد