الرئيسية / مقالات / السلسلة أيضاً على توقيت الحزب ومساره!

السلسلة أيضاً على توقيت الحزب ومساره!


روزانا بو منصف
النهار
19072017

من الصعب مقاومة الانطباع بان اقرار سلسلة الرتب والرواتب تم وفق التسلسل الذي اراده ” حزب الله” اي من دون ربطها باقرار الموازنة. وهو انطباع يعيد الى الاذهان المسار الذي سلكه قانون الانتخاب الذي اتفق عليه في نهاية الامر على اساس النسبية وفقا لما كان نادى به الحزب لسنوات ووفقا لما اقر في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي كما هي الحال بالنسبة الى سلسلة الرتب والرواتب. وينسحب الامر نفسه اي مقاومة الانطباع بالنسبة الى سير لبنان على توقيت الحزب بالنسبة الى معركة جرود عرسال التي وجه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله انذارات في شأنها في خطابه الاخير والتي باتت على الابواب. ولعل المعركة بدأت منذ ايام عدة حيث بدأ الطيران السوري بتوجيه ضربات عسكرية في منطقة جرود عرسال ويقصف التلال والمواقع التي تقع من ضمن دائرة العمليات المعلن عنها وانما يعمد الى تمهيد واضح للمعركة التي اعلن خوضها الامين العام للحزب. الاحراج الذي تجد الحكومة اللبنانية نفسها ازاءه على هذا الصعيد ليس بقليل في ظل الصمت على القصف من النظام السوري على جرود عرسال وهي في المناسبة تقع من ضمن الحدود اللبنانية بحيث لم يصدر اي موقف رسمي في هذا الاطار وانطلاقا من ان ما اعلنه رئيس الحكومة من عدم وجود تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري انما يعد مشكلة في الواقع من ضمن ما يحصل وليس تبرئة للجيش او للحكومة اللبنانية. اذ سيبدو لبنان كانه يسكت على ما يقارب الاعتداء على اراضيه من دون اي رد فعل من جانبه. الاحراج الاخر يتمثل في واقع التبريرات التي تقدم لواقع القبول بالمعركة التي سيقوم بها الحزب. اذ انه بصرف النظر عن قدرة الحكومة على منع الحزب من القيام بذلك ام لا، وهي غير قادرة ويقوم بما يريد من دون اي اذن منها، فان ثمة تبريرات تقدم على قاعدة ان جميع الافرقاء باتوا في اجواء معركة قريبة بحيث يقول سياسيون ان عدم رفع الصوت اعتراضا على اعلان الحزب توليه معركة الجرود انما يعود لعدم فهم طبيعة ما سيحصل وحصول التباس لدى الناس حول طبيعة المعركة. اذ ان هناك الحدود اللبنانية وهناك الحدود اللبنانية السورية التي سينطلق منها الحزب للقيام بما سيقوم به. ويقول هؤلاء ان الجيش اخذ احتياطاته الدفاعية بحيث لن يتعين عليه التدخل عمليا بل ان يصد من يحتمل ان يهرب الى لبنان وهو اتخذ الاجراءات اللازمة تحضيرا لذلك. يضاف الى ذلك ان العملية العسكرية التي قام بها اخيرا في مخيمات عرسال انما هدفت ايجابا الى القضاء على مخطط لمفجرين لم يعتزموا التفجير من اجل التسبب باضرار كبيرة بل لتحويل الانتباه واثارة البلبلة بحيث يتمكن الهاربون من الجرود ان يدخلوا الى لبنان. وازاء تزايد الحديث عن ساعة الصفر المحتملة خلال الساعات او الايام القليلة المقبلة فانه يتم التقليل من الانعكاسات المحتملة الى درجة عدم توقع اكثر من محاولات تخريب او ما شابه علما ان هؤلاء السياسيين يقولون بثقة ان الجيش اتخذ كل الاجراءات تحسبا لذلك. في حين انه ينبغي الاقرار ان الحزب اخذ لبنان السياسي الى منطقه من زاويتين على الاقل: الاولى ان الاعتراض النظري على ذهابه الى سوريا لمحاربة الارهابيين كما قال انما سيعتمده من اجل الانطلاق من سوريا للمعركة في الجرود بحيث يتناسب مع منطقه الذي رفعه حول انه دخل الى سوريا من اجل منع الارهابيين من اجل المجيء الى لبنان. والزاوية الثانية ان الاعتراضات التي قدمت سابقا على قاعدة ان عرسال هي خط احمر ولا يمكن ان يتولى الحزب اي معركة في جرودها خشية حرب مذهبية انما سقطت لمصلحة محاربة الارهابيين وفق ما حددهم الحزب منذ عامين او ثلاثة وعلى قاعدة ان جهود التفاوض التي حصلت سابقا سقطت.

ومن الواضح ان ايا من الافرقاء السياسيين لا يريد ان يثير مشكلة كبيرة من اعتزام الحزب خوض معركة جرود عرسال وتولي طرد العناصر المسلحة السورية التي لجأت اليها بحسب ما يقول سياسيون معنيون لاعتبارات مختلفة قد يكون ابرزها الواقعية السياسية فضلا عن عدم الرغبة او القدرة على فتح صفحة خلافية جديدة ربما تعيد الامور في البلد الى الوراء. فليس هناك وفق ما يقول هؤلاء من يولي اي اهمية في الخارج للبنان بحيث ان الامور متروكة للداخل ويتصرفون على اساس انه كل ما يستطيعون القيام به ليس الا ولا يستطيعون الدفع في اتجاه خلافات قد تؤثر على الاستقرار. لكن هذا لا يمنع بروز اسئلة كبيرة لجهة مترتبات ذلك انطلاقا من واقع طبيعة المهمة التي يقوم او سيقوم بها الجيش ولم لا يتولى هو المهمة التي يعتزم الحزب القيام او ايضا طبيعة المؤازرة او التنسيق اللذين يمكن ان يثيرهما هذا الموضوع انطلاقا من انه لا يجوز افتراض الا تعمد اسرائيل الى توظيف ذلك في السعي الى التأثير على الكونغرس الاميركي في موضوع مساعدة الجيش اللبناني خصوصا ان غالبية الدعم الذي يلقاه الجيش راهنا انما يتم تحت عنوان محاربته الارهاب. وهذا مضمون سؤال قد يكون محرجا لرئيس الحكومة سعد الحريري بالذات في زيارته الى واشنطن في الايام القريبة المقبلة انطلاقا من ان لدى الدول الغربية ومن بينها واشنطن المعلومات الوافية حول طبيعة ما يحصل وهناك نقاط مراقبة قدمتها بريطانيا وسواها على الحدود.

rosana.boumounsef@annahar.com.lb

اضف رد