
الشرق الأوسط
08082018
صفيّة زوجة سعد زغلول وأم المصريين
وكان سعد بطل ثورة 1919. يمثل إلى أقصى حد الشخصية المصرية. وكان المصريون يخرجون بعشرات الآلاف ويتدافعون لمجرد إلقاء نظرة عليه. ويروي نجيب محفوظ أنه دفع الجموع من حوله وهو طفل، لكنه لم يتمكن إلا من رؤية سيارة سعد.
سوف أنتقي الشاهد الإنساني لغرض هذه السلسلة، السيدة المذهلة التي كانت إلى جانب «الزعيم الوطني»، زوجته صفية، ابنة رئيس الوزراء مصطفى إبراهيم فهمي. في عصر كان السفور نادراً، تزعمت صفية زغلول الحركة السياسية عندما نفى الإنجليز الزعيم إلى جزر سيشيل، البدائية آنذاك. وكان بيت الزعيم قد سمي «بيت الأمة»، فحافظت صفية على هذه المرتبة.
وفي إحدى المظاهرات، كانت مساعدتها تقرأ بيانها ضد الاستعمار ومع الاستقلال، فهتف أحد المتظاهرين في حماس: «يا صفية يا أم المصريين». ومنذ ذلك الوقت أصبح ذلك اسمها، وليس لقبها، وكانت المناضلة الكبرى أول سيدة عربية تظهر إلى جانب زوجها الزعيم في الاحتفالات العامة. وعندما توافد الناس لتهنئته برئاسة الوزراء العام 1924. قالت لهم «يجب أن تقدموا لي العزاء – لا التهنئة. إن سعد هو زعيم الأمة، وهو الآن في مكان أقل من مكانته». وعندما استقال، استقبلته بالقول «هذا أهم يوم في حياتي. مهمتنا الكفاح، وليس المناصب»، وبعد وفاة سعد العام 1927 ظلت في العمل الوطني زمناً طويلاً. وقد خلفه في رئاسة الحكومة وزعامة الحزب أقرب الناس إليه، مصطفى النحاس. ومثل سعد، لعبت زوجته زينب الوكيل دور الشريك في العمل الوطني، وكانت مرحلته من أهم المراحل السياسية في تاريخ مصر. وبعد ثورة 23 يوليو (تموز) سُجن النحاس وزوجته لمدة عام، ثم أُطلقا بسبب عدم ثبوت أي من التهم. ومن غرائب المصادفات، أو المشابهات الأخرى، أن النحاس أيضا لم يُرزق بأبناء. وعندما حكمت 23 يوليو على أول رؤسائها، محمد نجيب، بالإقامة الجبرية، وضع في المنزل الذي كانت تملكه السيدة زينب الوكيل، التي توفيت معوزة مثل زميلتها أم المصريين.
إلى اللقاء…