عقل العويط
النهار
01112017
لم يكن يهمّني قبل عام أن المرشّح ميشال عون أصبح رئيساً، وأن مرشّحاً أو مرشّحين لم يتسنَّ لهم أن يحقّقوا هذه الأمنية العزيزة.
الآن، لا يهمّني ما أحرزه “التيّار الوطني الحرّ” ولا رئيسه من نقاط، “باسم استعادة حقوق المسيحيين”، على طريق تعبيد الطريق أمام “الفتى المسيحي الأغرّ” ليصبح رئيساً خلفاً للرئيس.
لا تهمّني الخيبة والمرارة اللتان يشعر بهما حزب “القوات اللبنانية” وقائده من جرّاء تأييد عون رئيساً، ولا من جرّاء الاشتراك في الحكومة، ولو تمّ نفي ذلك.
لا يهمّني أن يكون “تيّار المردة” قد خاب أمله خيبةً عظيمةً، لأن “حزب الله” فضّل عون على زعيمه، ولم يجنِ من ذلك سوى الوعود وحفنة من الترضيات، ولو سيقت التبريرات.
لا يهمّني أن يكون “تيّار المستقبل” وزعيمه رئيس الحكومة قد “أكلا الضرب” بانتخاب الرئيس العتيد، وبالعودة الكاريكاتورية إلى رئاسة الحكومة، ملتحقَين، موضوعياً، بالركب الإيراني السوري، ومجرجِرَي الأذيال، سعياً وراء وهمٍ لن يتحقق، بحجة ربط النزاع والمصلحة الوطنية.
لا يهمّني أن يكون رئيس مجلس النواب وزعيم حركة “أمل” قد وُضِع قبل عام في الزاوية، مؤثراً ألاّ يشارك في صنع الرئيس، لأنه لن يكون بيضة القبّان، ولو انتفض مَن انتفض وخالف مَن خالف.
لا يهمّني أن يكون زعيم الجبل يعاني ما يعانيه، بعدما اضطرّ وحزبه الاشتراكي إلى تأييد الرئيس وعهده، ولو بالصمت كان الجواب.
هذا ما يهمّني: أن الرابح الأكبر هو “حزب الله” وسلاحه ووليّه الفقيه، بلا منازع، إلى الحدّ الذي يعتقد فيه المرء أن الجمهورية باتت مباشرةً تحت وصاية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحليفها النظام الأسدي المتداعي.
أن ما تحقّق خلال العام المنصرم، ليس له علاقة بـ”لبنان القوي” بل بـ”مآثر” المصالح والمقايضات والصفقات وشبهات الفضائح والسرقات، يربحها هذا الفريق، ويخسرها ذاك، وتحوم حول هذا الفريق أو ذاك.
إلاّ أن الهمّ الأعظم الذي يشغلني، أن “لبنان السيد” هذا، حقّق خلال العام الأول من عمر العهد قفزةً نوعية لا سابق لها، لكن إلى تحت، إلى تحت التحت، إلى القعر المعيب. وهذا في ذاته، يمثّل إكليل العار اللبناني بامتياز.
لم يبقَ من لبنان سوى البلد الخانع، الراضخ، الذليل، المهان، الممرَّغة أنفته وكبرياؤه وسيادته وقيمه في الوحل.
هل أكون مغالياً إذا قلتُ إن لبنان هو الخاسر الوحيد في السنة الأولى من هذا العهد الجديد؟!
انتهت السنة الأولى من العهد الجديد، ولا بدّ أن تبدأ الثانية، لتكمل ما لم تستطع الأولى أن “تنجزه من مآثر”.