الرئيسية / بالإشارة الى... / ! الحبّ أقوى من الموت. وفاة الأب جورج مسوح ،المسيح قام

! الحبّ أقوى من الموت. وفاة الأب جورج مسوح ،المسيح قام

النهار
25032018

مَن يحبّ الله تضحى حياته كلّها مكرَّسة له. مَن يحبّ الله يسعى إلى السكنى الدائمة معه. مَن يحبّ الله يحبّ الحياة ولا يطلب الموت لنفسه ولا يستعجله. لكن لا بدّ من قبول الموت يومًا لأنّ الإنسان لا يسعه أن يحيا إلى الأبد. يصبح الموت لديه انتقالاً من الحياة إلى الحياة. تصبح الحياة على الأرض عبورًا إلى حيث الحياة الحقّ. تصبح الحياة على الأرض زمنًا وجيزًا يكون فيه الإنسان مستعدًا في كلّ حين لمواجهة مصيره الحتميّ. وأفضل استعداد يكون في التوبة ومحبّة القريب التي من دونها لا يمكن أن يكون الإنسان محبًّا لله.

في هذا السياق نورد في ما يلي قول سمعان الشيخ حين حمل على ذراعيه يسوع الطفل ذا الأربعين يومًا، الذي جاء به يوسف ومريم إلى الهيكل، وكان الروح القدس قد أوحى إليه أنّه لا يذوق الموت قبل ان يرى مسيح الرب. قال سمعان: “الآن أطلق عبدك أيّها السيّد حسب قولك بسلام، فإنّ عينيّ قد أبصرتا خلاصك الذي أعددتَه أمام وجه كلّ الشعوب، نورًا لاستعلان الأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل” (لوقا، 2، 29 – 32).

سمعان عندما رأى يسوع المخلّص، المسيح الموعود به، صار مستعدًّا بفرح عظيم للانطلاق إلى الحياة الأخرى. مَن يحبّ يسوع لا يهاب الموت، ولنا في الشهداء القدّيسين خير الأمثلة عن هذا الأمر. حبّهم له جعلهم شجعانًا يواجهون الموت بثبات ورجاء كبيرين. حبّهم له جعلهم لا يخونون إنجيله وتعاليمه، فلم يتخلّوا عن مبادئهم في سبيل حياة فانية، بل قبلوا التخلّي عن هذه الحياة الفانية ولو كان الثمن حياتهم.

اضف رد