النهار
25032018
مَن يحبّ الله تضحى حياته كلّها مكرَّسة له. مَن يحبّ الله يسعى إلى السكنى الدائمة معه. مَن يحبّ الله يحبّ الحياة ولا يطلب الموت لنفسه ولا يستعجله. لكن لا بدّ من قبول الموت يومًا لأنّ الإنسان لا يسعه أن يحيا إلى الأبد. يصبح الموت لديه انتقالاً من الحياة إلى الحياة. تصبح الحياة على الأرض عبورًا إلى حيث الحياة الحقّ. تصبح الحياة على الأرض زمنًا وجيزًا يكون فيه الإنسان مستعدًا في كلّ حين لمواجهة مصيره الحتميّ. وأفضل استعداد يكون في التوبة ومحبّة القريب التي من دونها لا يمكن أن يكون الإنسان محبًّا لله.
سمعان عندما رأى يسوع المخلّص، المسيح الموعود به، صار مستعدًّا بفرح عظيم للانطلاق إلى الحياة الأخرى. مَن يحبّ يسوع لا يهاب الموت، ولنا في الشهداء القدّيسين خير الأمثلة عن هذا الأمر. حبّهم له جعلهم شجعانًا يواجهون الموت بثبات ورجاء كبيرين. حبّهم له جعلهم لا يخونون إنجيله وتعاليمه، فلم يتخلّوا عن مبادئهم في سبيل حياة فانية، بل قبلوا التخلّي عن هذه الحياة الفانية ولو كان الثمن حياتهم.