الرئيسية / مقالات / الجار للجار!

الجار للجار!


شربل نجار
هنا لبنان
08072017

وصلتني البارحة على الواتسآب هذه الرسالة:

” أيها اللبنانيون!

يجب ألا تنسوا انكم شعب  تتملّك به  قيمتان : الفخر والإعتزاز.

اربعون عاما والحروب لم تتوقف  عندنا ومن حولنا ومع ذلك  وخلال تلك الحروب لم نشاهد على الأرصفة شحاذا لبنانيا واحداً لا في شوارع دمشق  ولا في عمّان  او باريس أو لندن أو نيو يورك.

أربعون عاما من الحروب ولم ير أحد  مهجّرا لبنانيا  يعتاش  على حساب  إحسان الهيئات الدوليّة في مخيّمات أللاجئين.”

البروفيسور فيليب سالم.

ربما كان في هذا القول حقيقة ما  أو جزء من  حقيقة ! وربما  كتب ذلك الدكتور سالم أو لم ! غير أن الحقيقة الكاملة هي في أن لبنان
وحتى خلال  اقسى سنوات الحرب  كان ناسه   يؤمّنون الملاذ لكل طالب عمل من دول  أسيا والجوار في ميادين الزراعة والعمار والخدمة  كما  كانوا  يفسحون المجال ودون عقد لليد العاملة المتخصّصة التي تأتي من  اميركا واوروبا  للعمل   في التربية والمراكز  البحثيّة والإقتصادية الكبرى بهدف خدمة الإنسانية و جني المال وليس في الأمر عيب.

ولمَ لا يعتزّ اللبناني؟  وقد تجمعت عليه جيوش الأرض  وأطماع الأشقاء قبل الأعداء  و ميليشيات مما هبّ ودب ونشاطات مافيوية  أقل ما ارتكبته استيراد براميل نفايات سامّة  لطمرها في أرض لبنان  تحت ستار الدفاع عن تراب لبنان.

والبراميل  براميل سواء هوت  من علي أو استقرّت في بطن الأرض وسواء  ألقاها النظام من طائراته على أهله أو ضربنا بها أهل الشتم واللؤم  من معارضي النظام في الشكل والمتواطئين معه او بلاه  على سوريا السوريّة.

.
غريب ألا نسمع اليوم في سورية  صوتا  ينادي بسورية السورية .  في “لبنان  اللبناني”   أطلق أحد اللبنانيين المقاومين لنظام سوريا  أن “لبنان أصغر من أن يقسّم وأكبر من أن يبلع” .  فهل يستطيع اليوم فريق سوري واحد أن يطلق شعارا قريبا من ذلك الشعار.

لا أحد ! لا من هذا الفريق ولا من ذاك.

لا من المدافعين ولا من المهاجمين!

أي فريق يلقي البراميل على أهله  أو  يخنقهم بالأسيد أو يفجرهم بزنانير الحقد  بحجة أن لا إله إلا الله  لا يستطيع اليوم أن يضمن وحدة سوريا وأمن أهلها.

لا أحد والسبب!!

لنبحث عنه  في تلك التربية البلهاء التي فرضتها الإنقلابات السورية والإستقرار الأسدي على اطيب شعوب المنطقة وأذكاها وأكثرها نشاطا في الداخل و المَهاجر.,

هنا تكمن الكارثة. عاش السوريون لا بل عُيّشوا في رعب الأنظمة ودواليب التعذيب المخابراتية

تربوا على ان تكون صورة الحاكم في كل قاعة مدرسية  لا بل  في كل غُرفة  نوم   في منازل العاديين وغير العاديين من الناس  فضلا عن الإدارات والوزارات وكلّها  قاعات  إستزلام !

فيا مغفل ويا خرّيج مدارس التعتير  في سعسع

بدل أن تقول أن  لبنان  خطأ تاريخي قل

لبنان تحمّل اثقالنا المخابراتية واستقبل أهلنا في محنهم واستقبلهم في عزّهم لنبادلك  نحن وبحق ان السوريين فتحوا لنا بيوتهم يوم محنتتنا وعلّمونا خاصة في جبل لبنان ومنذ زمن ليس بقريب  فنون التجارة والصناعة والذوق الرفيع ويبقى الجار للجار غصبا عن غباء أميّتك المقيته.

اضف رد