عند طرح قضية اللاجئين الفلسطينيين يجب إثارة قضية اليهود الذين طردوا من الدول العربية
تسفي غباي
القدس العربي
نقلا عن هآريتس
Dec 01, 2017
اليوم، 30 تشرين الثاني/نوفمبر، سيتم الاحتفال به حدثا رسميا في القدس للسنة الرابعة، يوم الخروج وطرد يهود الدول العربية وإيران. كل ذلك وفقا للقانون الذي تم سنه في الكنيست في عام 2014. في هذا الحدث يتم إحياء ذكرى تراث مليون يهودي عاشوا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذين وصلوا في معظمهم لاجئين. والآن هم وأحفادهم يشكلون نحو نصف السكان. احتفالات مشابهة ستجرى في الجاليات اليهودية في أرجاء العالم.
تأريخ 30 تشرين الثاني حدد بسبب قربه من 29 تشرين الثاني، وهو اليوم الذي تقرر فيه «تقسيم فلسطين» الذي أصدرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة. عندها بدأ المس باليهود الذين كانوا يعيشون في الدول العربية. واليهود الذين خافوا على حياتهم في أعقاب تنكيل الحكومات العربية بهم، اضطروا إلى ترك دولهم وترك ممتلكاتهم الشخصية والجماعية من خلفهم، التي تمت مصادرتها.
بسبب إجراء الاحتفال الرسمي وطرح الموضوع في المدارس وفي أرجاء العالم، فإن إسرائيل تتخذ بهذا خطوة مهمة لإحياء ذكرى تراجيديا الجاليات اليهودية التي عاشت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تم إهمال قصتها. قليلون يعرفون عن الألم الذي عانته الجاليات بسبب يهوديتها وعن الضحايا التي قدمتها من أجل إنقاذ نفسها.
منذ طرح موضوع يهود الدول العربية في النقاش العام، بما في ذلك في الأمم المتحدة، انقسمت الآراء بين المحللين والكتاب، إسرائيليون وعرب، حول أحقية مفهوم مصطلح «النكبة اليهودية». الأغلبية التي تطرقت لهذا الموضوع تجاهلت ضرورة إعادة الحق للمجموعتين السكانيتين من اللاجئين، الفلسطينية واليهودية. محللون عرب قالوا إن مصطلح «النكبة» يمكن فقط أن يشير إلى مأساة اللاجئين الفلسطينيين. بالنسبة لهم هم فقط الذين عانوا من الحرب التي شنتها العصابات والجيوش العربية ضد إسرائيل في 1948.
ولكن الاختلاف بين المفاهيم لا يغير الحقيقة. لأن مليون يهودي تقريبا من الدول العربية اضطروا إلى الخروج خالي الوفاض من الدول التي عاشوا فيها على مدى آلاف السنين، وصلوا إلى إسرائيل لاجئين. في كل العالم العربي بقي فقط مئات معدودة من اليهود. وهذا الأمر حسب كل الآراء يعتبر تطهيرا عرقيا. حتى أن شخصية كبيرة في م.ت.ف، صبري جريس، وجه الانتقاد في حينه ضد الحكومات العربية بسبب طرد اليهود ومصادرة ممتلكاتهم. («النهار»، بيروت، 15 ايار 1975). الصحف في تلك الفترة قدمت آلاف الشهادات على الشيطنة التي قيلت بخصوص اليهود. لذلك فإن ادعاء أن اليهود قد عاشوا في هدوء في الدول العربية هو ادعاء مضحك.
الدافع الصهيوني ليهود الدول العربية الذي تطرق إليه عدد من المحللين يجب أن لا يقلل من موقفهم.
ربما يكون السبب في عدم طرح يهود الدول العربية على أنهم لاجئين يكمن أيضا في حقيقة أنهم أعادوا تأهيل أنفسهم في إسرائيل، وظروف حياتهم الصعبة في أماكن السكن غير الثابتة اختفت عن الأنظار. وكل ذلك مقابل الحفاظ على بؤس اللاجئين الفلسطينيين على أيدي الدول العربية، بمساعدة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. حكومات الدول العربية، المسؤولة عن مأساة الفلسطينيين لا تمكنهم من تأهيل أنفسهم لأنها تعتقد أن إعادة تأهيلهم ستساعد إسرائيل.
إسرائيل كانت مخطئة في عدم طرح قضية معاناة وضائقة يهود الدول العربية في جدول الأعمال السياسي والإعلامي منذ سبعين سنة. إحدى نتائج هذه المقاربة هي أنه يوجد أكثر من 160 قرارا وإعلانا دوليا يؤيد اللاجئين الفلسطينيين، وليس هناك أي تطرق لليهود الذين خرجوا من الدول العربية.
وفي كل الحالات فإن التأخير ليس سببا لإلغاء طلبات يهود الدول العربية للحصول على تعويضات عن أملاكهم التي تركوها من خلفهم وعن معاناتهم.
يحظر نسيان ترك اليهود لبيوتهم في الدول العربية التي عاشوا فيها لأجيال.
ويحظر علينا أن ننسى وصولهم إلى البلاد من دون شيء، وإسكانهم لاجئين في المساكن المؤقتة، عندما يتم ذكر اللاجئين وتبادل السكان الذي جرى في الشرق الأوسط في أعقاب النزاع العربي الإسرائيلي. ويجب أيضا طرح موضوع اللاجئين اليهود من الدول العربية.
تأريخ الشرق الأوسط ليس منافسة تراجيدية. مع ذلك ليس من العدل التحدث فقط عن معاناة طرف واحد، اللاجئون الفلسطينيون. إن حل مشكلتهم يجب أن يكون في دول سكنهم. يجب أن نذكر ونذكر أن الفلسطينيين والدول العربية هم الذين بدأوا المعركة ضد إسرائيل وانشأوا مشكلة اللاجئين. في المقابل، يجب إعادة الحق لليهود الذين خرجوا من الدول العربية.
هآرتس 30/11/2017