النهار
28102017
وسط استمرار المناقشات الوزارية حول الانتخابات النيابية المقبلة، شهدت الأسواق المالية اللبنانية استمراراً لتوازن قوى العرض والطلب في سوق القطع وسط تأكيدات لحاكم مصرف لبنان على توفر الاحتياطيات اللازمة بالعملات الأجنبية لدعم استقرار سعر صرف الليرة، بينما شهدت سوق سندات الأوروبوند ضغوطاً على الأسعار واتساعاً في الهوامش، وسجلت سوق الأسهم ارتفاعاً خجولاً في الأسعار وسطتراجع في أحجام التداول. في التفاصيل، استمر تداول الدولار في سوق الإنتربنكبسعر راوح بين 1514 ل.ل. و1514.50 ل.ل. وسط استمرار الطلب التجاري على الدولار بينما كان العرض خفيفاً. وعلى صعيد سوق سندات الأوروبوند، واصلت الأسعار منحاها التنازلي وسط بيوعات أجنبية للأوراق الطويلة الأجل، متبعة المسلك التراجعي لسندات الخزينة الأميركية إثر المضي في مشروع الإصلاحات الضريبية وتوقعات بأن يتماختيار رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يضع البنك على طريق زيادة أسرع في معدلات الفائدة. في هذا السياق، ارتفع متوسط المردود بمقدار 27 نقطة أساس إلى 6.32%، كما اتسع متوسط “بيد زد سبريد” المثقل بمقدار 36 نقطة أساس إلى 456 نقطة أساس. وفي ما يتعلق بسوق الأسهم، تراجع حجم النشاط (فيما عدا عمليات خارج الردهة) بنسبة 23.6% أسبوعياً ليبلغ زهاء 6 مليون دولار، بينما ارتفع مؤشر الأسعار بنسبة 0.4% وسط ارتفاعات في أسعار أسهم “سوليدير” وبعض الأسهم المصرفية.
الأسواق
في سوق النقد:ارتفع قليلاً معدل الفائدة من يوم إلى يوم إلى 5.0% في بداية الأسبوع إثر ظهور بعض الطلب على الليرة للاكتتاب في فئة العشر سنوات في السوق الأولية لسندات الخزينة، لكنه ما لبث أن عاد إلى 4.0% بقية الأسبوع.من ناحية أخرى، سجلتالودائع المصرفية المقيمة ارتفاعاً طفيفاً قيمته 15 مليار ليرة خلال الأسبوع المنتهي في 12تشرين الأول 2017 نتيجة زيادةالودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 268 مليار ليرة (أي ما يعادل 178 مليون دولار) وتراجع الودائع بالليرة بقيمة 253 مليار ليرة وسط انخفاض الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 303 مليار ليرة وارتفاع الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 50 مليار ليرة. ويقارن ارتفاع الودائع بالعملات الأجنبية مع متوسط ارتفاع أسبوعي قيمته 140 مليون دولار منذ بداية العام 2017، كما يقارن تراجع الودائع بالليرة مع متوسط نمو أسبوعي قيمته 32 مليار ليرة خلال الفترة نفسها. في هذا السياق، سجلتالكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعاً خجولاًمقداره19 مليار ليرة وسط تراجع في حجم النقد المتداول بقيمة 87 مليار ليرةوارتفاعفي محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 92 مليار ليرةخلال الأسبوع المذكور.عليه،تكون الودائع المصرفية المقيمة قد سجلت نمواًقيمتها9744 مليار ليرة منذ بداية العام 2017، مدعومة بشكل أساسي بزيادة الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 8728 مليار ليرة (أي ما يعادل 5790 مليون دولار) والتي شكلت 89.6% من مجموع نمو الودائع المصرفية.
في سوق سندات الخزينة:شهدت السوق الأولية خلال المناقصات بتاريخ 19 تشرين الأول 2017 فائضاً قيمته 511 مليار ليرة وسطاكتتابات مجموعها553 مليار ليرة توزعت بين:20 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر و132 مليار ليرة في فئة السنةو401 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات، بينما بلغ مجموع الاستحقاقات زهاء42 مليار ليرة.إلى ذلك، أظهرت النتائج الأولية للمناقصات بتاريخ 26تشرين الأول 2017 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بنسبة7.96%من طروحاتها في فئة العشر سنوات (بمردود 7.46%) وسط إقبال على التوظيف في الفئات الطويلة الأجل ذات المرود المرتفع، بينما سمح للمتعاملين الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 4.99%) وفئة السنتين (بمردود 5.84%).
في سوق القطع: شهدت سوق تداول العملات نشاطاً خفيفاً هذا الأسبوع حيث استمر الطلب التجاري على الدولار بينما كان العرض شبه غائب داخل السوق المصرفي. في هذا السياق، ظلت المصارف التجارية تتداول الدولار فيما بينها بسعر راوح بين 1514 ل.ل. و1514.50 ل.ل. (أي أعلى بقليل من الحد الأعلى لهامش تدخل مصرف لبنان). يجدر الذكر أن الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان وصلت إلى 43.5 مليار دولار في منتصف تشرين الأول 2017 مغطية 78% من الكتلة النقدية بالليرة. في هذا السياق، قال حاكم مصرف لبنان أن المصرف تتوفر لديه الاحتياطيات بالعملات الأجنبية التي يحتاجها للحفاظ على استقرار سعر صرف الليرة في المدى المنظور.
في سوق الأسهم:بلغت قيمة التداول الاسمية زهاء 6.0 مليون دولار هذا الأسبوع (فيما عدا عمليات خارج الردهة على أسهم سوليدير “أ” و”ب” بقيمة 49.2 مليون دولار) بالمقارنة مع حجم نشاط بقيمة 7.8 مليون دولار في الأسبوع السابق ومتوسط أسبوعي بقيمة 12.0 مليون دولار منذ بداية العام 2017. وقد استحوذت أسهم سوليدير على 59.1% من النشاط، تلتها الأسهم المصرفية بنسبة 40.5% فالأسهم الصناعية بنسبة 0.4%. وعلى صعيد الأسعار، ارتفع قليلاً مؤشر الأسعار بنسبة 0.4% ليقفل على 99.06، مدعوماً بارتفاع أسعار أسهم سوليدير وبعض الأسهم المصرفية. في التفاصيل، قادت أسهم سوليدير “أ” و”ب” الزيادات في الأسعار هذا الأسبوع حيث سجلت ارتفاعاً نسبته 3.6% و3.1% على التوالي لتقفل على 8.30 دولار و8.25 دولار على التوالي. أما الخاسر الأكبر لهذا الأسبوع فكان سهم “هولسيم لبنان” الذي تراجع بنسبة 2.0% إلى 13.23 دولار.
في سوق سندات الأوروبوند:سلكت سندات الأوروبوند اللبنانية مسلكاً تنازلياً هذا الأسبوع بفعل البيوعات الأجنبية ولا سيما للسندات السيادية الطويلة الأجل التي تستحق بين العام 2026 والعام 2037، متبعة التراجع في أسعار سندات الخزينة الأميركية وسط ازدياد التفاؤل بشأن آفاق الاقتصاد العالمي، وتبلور مسألة الإصلاحات الضريبية في الولايات المتحدة الأميركية والتوقع بأن يختار الرئيس الأميركي رئيساً جديداًلمجلس الاحتياطي الفيدرالي يضع البنك على طريق زيادة أسرع في أسعار الفائدة، إضافة إلى تقارير جديدة حول الاقتصاد الأميركي كانت نتائجها أفضل من المتوقع. فقد زاد المردود على سندات الخزينة الأميركية من فئة خمس سنوات وعشر سنوات بمقدار 7 نقاط أساس و9 نقاط أساس على التوالي ليقفل على 2.07% و2.45% على التوالي. في هذا السياق، ارتفع متوسط المردود المثقل من 6.05% في نهاية الأسبوع السابق إلى 6.32% في نهاية هذا الأسبوع، كما اتسع متوسط”بيد زد سبرييد” المثقل من 420 نقطة أساسإلى 456 نقطة أساس. وعلى صعيد كلفة تأمين الدين، تراوح هامش مقايضة المخاطر لخمس سنوات بين 470 و480 نقطة أساس هذا الأسبوع بالمقارنة مع 460-480 نقطة أساس في الأسبوع السابق.