شربل نجار
هنا لبنان
06052018
قال المحامي الشاعر ريمون عازار من عينطورة المتن في ذكرى الرحيل مخاطبا الطبيب الحكيم :
بالفقر تُغْنِي ، بالمحبّة تَغْتَني
وغِناهُم مالّ تكدّس في الجُيوب
لم تسأل الساعي إليك موئلا
أمِنَ البِقاع ام الشمال ام الجنوب
كان النائب في منتصف القرن العشرين من النخبة المتعلّمة المجلّية في اختصاصاتها. من بينهم الطبيب والمهندس والمحامي. كانوا شبابا من عائلات المتن الأكثر عددا ولم يكونوا بالضرورة من الأوسع ثراء. فبيوت آل لحود وعقل وأبو جودة والأشقر والمر ومخيبر كانت ترشّح أحد ابنائها أو”أحدين” أو أكثر للفوز بتمثيل المتنيين في الندوة النيابية. البير كان أكثرهم شعبية وأقلّهم شعبوية قبل العرك الإنتخابي ومعه وبعده.
يعرف المتن بيتا بيتا وعائلة عائلة يزورها طبيبا ويزور ناسها صديقا هو الحاضر الى جانبهم أبدا في أفراحهم وأتراحهم وحلّهم وترحالهم.
. على حدّ الحد بين القرى المعذّبة المدمّاة بين 1840 و1860 والممتدة على ضفاف الجعماني في أعالي مجرى نهر بيروت من بيت مري الى برمانا الى زرعون والمتين تعلّم ألبير مخيبر الكثير وحرص في عمله اليومي في السياسة وفي الطب على رأب ذلك الصدع الذي كاد أن يكسر ظهر الجبل. .
البير مخيبر معزيا في المتين وفي الصورة يبدو السيد أبو صلاح أديب القنطار مختار المتين لاحقا
البير مخيبر في عزاء متينيوعلى يمين الصورة الشيخ هاني القنطار معتمرا الطربوش
(من محفوظات الأستاذ المحامي فيصل القنطار)
لم أعرف البير مخيبر إلا من خلال التلفاز ، يومها وقف ابن التسعين وصرخ : “من تحت هذه القبّة أنادي بإخراج الجيش السوري من لبنان “. صفّق كثيرون وغرّدت عينا رفيق الحريري الذي وقف فرحا مذعورا وأجاب : ” إن وجودهم شرعي ضروري ومؤقت “.
كنت اشعر دوما بأن البير مخيبر قامة تظللنا نحن الذين آمنّا بلبنان النهائي الوطن النهائي منذ ما قبل دستور الطائف وما قبل الحرب الكبرى وما قبل الحويك ولبنان الكبير
أي ناس هؤلاء الذين يتعاملون اليوم مع مقاعد التمثيل النيابي كما يتعامل الملوك في الدفاع عن عروشهم والمقعد مقعد بسيط لا يستحقه الا من تحصن ضد الفساد والدنس السياسي والإهتراء (1)الوطني
(1) . سمير عطاالله ، مقال الأربعاء، دار الساقي ، ط1، بيروت 2008 ، ص 191
ا