عندما أعلن الرئيس حسين الحسيني ترشحه للإنتخابات قلت مثل الكثيرين، ترى أين يلقي بنفسه هذا السيد الوطني الميثاقي الدستوري الرصين، الذي كان صمته في الأعوام الماضية، صراخاً في وجه الغابة السياسية المغلقة بأغلال الطائفية والمذهبية والوصايات الخارجية، الغابة التي يستحيل تشحيلها دون قطع نباتها الوحشي عن بكرة أبيه؟
هل ترشح ليعلن في هذا التوقيت الآن، بيان المواجهة كما سمّاه الذي يشكل في مضمونه طعناً شاملاً في شرعية كل وجه من وجوه عملية التمثيل العام، التي تُقرع طبولها ويقال إنها من الإنجازات، أولم يكن يعرف الى أي أدغال يدخل، أو أنه تعمّد ان يأتي صراخه مدوياً، بمعنى ان بيانه الإتهامي لم يكن ليأخذ هذا الصدى الذي أخذه لو كان إستمر في الإنتخابات وخرج خاسراً بالتأكيد، أمام حامولة الإتهامات القاتلة التي ساقها؟
أجزم بان حسين الحسيني ترشّح ليذيع هذا البيان، ولم تكن لديه أي أوهام أو طموحات نيابية وهو الذي يقول إننا في زمن الإستنياب بالأنياب الحادة لا في زمن النيابة بتكليف الناس، وفي ظني المتواضع ان لبيانه الآن فعلاً يتجاوز ألف مرة لو جاء في السابع من ايار المقبل مثلاً!
هذا بيان يدعو الى مواجهة الغابة، لكن من الذي سيواجهها يا سيدي في النهاية، والمنطقة والأقليم وحتى روح الديموقراطية البرلمانية في العالم كله الى إنحسار مريع؟
ولست أدري كيف سيتعرّق أصدقاؤنا في الهيئة الوطنية للاشراف على الإنتخابات وهم يقرأون بيانك المدوي، وعلى أي سلطة وفي أي دولة سيحيلونه كما يقولون، وخصوصاً عندما تشكو سطوة المال والسلاح والأبواق والنعرات الطائفية والمذهبية والتدخل الأجنبي وإستخدام مؤسسات الحكم والإدارات والأجهزة الرسمية والأملاك الخاصة الشخصية أو الحزبية في العملية الإنتخابية؟
لكن السؤال يا سيّد هل يشكّل عدم الإعتراف بشرعية الإنتخابات بداية مواجهة مع سلطات لا شرعية لها أصلاً كما تقول، وكيف للبنانيين المبادرة لفرض تطبيق الدستور والتحرر من الوصايات لكي تكون الإنتخابات نيابية وليست إستنيابية؟
وهو السؤال المطروح علينا قبل زمن الإحتلالات والوصايات، ونحن نراوح في مرحلة عدم الرشد… ولتسامحني سيد حسين!
rajeh.khoury@annahar.com.lb / Twitter: @khouryrajeh