12-02-2021 | 00:00 المصدر: النهار


الارتهان للمزيد من مواعيد ايران النووية!
مع استمرار الحوثيين في توجيه صواريخهم في اتجاه المملكة العربية السعودية مع اعلان الادارة الاميركية الجديدة نيتها رفع ادراج الحوثيين على قائمة التنظيمات الارهابية وقرارها الانسحاب من دعم الحرب في اليمن وتاليا وقف الدعم بالاسلحة الى المملكة السعودية والامارات العربية يخشى مراقبون ان تكون خطوات حسن النية والتغيير او قلب الاجراءات التي اتخذتها ادارة دونالد ترامب لا تقابل بالايجابية نفسها على قاعدة ان ما قامت به الولايات المتحدة سابقا تتراجع عنه راهنا ولا شيء يلزم ايران او الحوثيين. وكذلك الامر بالنسبة الى الزهو لدى محور ما يسمى ب” بالممانعة ” ان الانفتاح المعلن والمرتقب مع ايران يعد انتصارا في حد ذاته يمكن ان يفخر به هذا المحور ويسعى الى توظيفه.ومن الصواريخ على مطار ابها الى اغتيال لقمان سليم الذي ربطه كثيرون على وقع توجيه اصابع الاتهام السياسي لفريق معين بامتحان لادارة بايدن من ايران على خلفية ان ما تعتزم القيام به علما انه بالنسبة الى اليمن اعلنت واشنطن التزامها دعم المملكة السعودية في الدفاع عن نفسها. وسيكون ذلك تحت المراقبة ومتابعة ما الذي ستكون عليه الخطوات التي تتخذها الادارة فيما قد تكون تسرعت في اعلان خطواتها كرد على ادارة ترامب واعادة النظر في الاجراءات او السياسة التي اعتمدتها ولكن من دون اثمان او توظيف هذه الخطوات من اجل الحصول على اثمان في المقابل.ومفهوم ان الادارة الاميركية تقارب المصالح الاميركية في الدرجة الاولى في ظل حرص الرئيس الاميركي الجديد على اعلان خطوات ذات دلالة واهمية بعد ايام من تسلمه مهامه الرئاسية لا سيما ان ادارة ترامب اتخذت خطوات في الربع الساعة الاخير من انتهاء ولايته ما جعل بعض الخطوات تتسم بدلالات معينة. ولكن في المقابل هناك ترجمة مختلفة لتداعيات هذه الخطوات في الوقت الذي تبدو المنطقة تعيش راهنا واكثر من اي وقت مضى على وتيرة الحاح من ايران لاستئناف العودة الى الاتفاق النووي ما بين موعد 21 شباط الذي تضغط به طهران على قاعدة انه الموعد النهائي الذي يلزم فيه قانون إيراني جديد الحكومة بإلغاء سلطات التفتيش الإضافي لـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.وهددت ايران إنه “سيتم تقليص حجم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال لم يتم رفع العقوبات الغربية المرتبطة بالنفط وتطبيع العلاقات المصرفية مع إيران بحلول 21 شباط وذلك ربطا بقرار صادر عن البرلمان الإيراني يلزم الحكومة بتخفيف التزاماتها ضمن الاتفاق النووي الموقع في 2015 حال عدم رفع العقوبات”. وهددت طهران بالتصعيد في حال لم يحصل ذلك ويبدو انها بدأته قبل الوصول الى هذا الموعد محاولة ابتزاز الادارة الاميركية برفع العقوبات فيما ان الوضع خانق في طهران اقتصاديا كذلك كما يهم الرئيس الايراني ووزير خارجيته قطف ثمار رفع العقوبات والعودة الى الاتفاق قبل موعد الانتخابات الايرانية. وقد دخل على خط تأكيد هذا الكباش نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي قال ” إن رفع واشنطن العقوبات عن طهران بشكل فوري، غير ممكن، لافتا في الوقت نفسه إلى أنه يجب عدم المماطلة في الأمر”موضحا ان بلاده تعوّل على أن يتم التوصل إلى تفاهم بين طهران وواشنطن حول خطة العمل المشتركة قبل الـ٢١ الجاري لتجنب التصعيد مطالبا طهران بضبط النفس والمسؤولية تجاه خطة العمل المشتركة” التي بدأت طهران بتجاوزها من خلال رفع مستوى تخصيب اليورانيوم. والدخول الروسي على الخط يندرج في اطار التحفيز الايراني لكل الدول الاعضاء في خطة العمل المشتركة اي مجموعة 5 +1 من اجل الضغط على واشنطن للتجاوب بسرعة مع طهران. يسأل البعض في لبنان اذا كان هذا الموعد الايراني الجديد لا يفعل فعله في تعطيل تأليف الحكومة ومحطة اخرى للانتظار والمماطلة انطلاقا من ان تأليف الحكومة ارتبط اصلا بكل محطاته بالمعطى الايراني الذي ربطها بالاعتبارات الاميركية بدءا بموعد الانتخابات الرئاسية الاميركية ثم بالرهان على فوز المرشح الديموقراطي فالخطوات الاولى للادارة الاميركية حول الاتفاق النووي. هذا ما كان يسمعه الديبلوماسيون الاجانب المعتمدون في لبنان وكذلك الزوار الديبلوماسيون فيما يطغى هذا الاعتبار على الواقع الانهياري الذي لا يبدو حاضرا على روزنامة اهل السلطة التي تدرج ايضا في حساباتها المصلحية هاجسي الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية المقبلة ومدى امكان الاستثمار فيهما والاستمرار في المحافظة على المكاسب نفسها او زيادتها كذلك. ويشكل العرض المفصل لكل من الافرقاء السياسيين وتحليل مواقفهم وتركيزهم على عناصر محددة دون سواها مدى الغرق في الحسابات الطاغية المتصلة بالاستحقاقات المقبلة من دون الالتفات الى الانهيار الكارثي الحاصل. ولكن مع ان هذه الاعتبارات الداخلية الطاغية على المشهد السياسي كافية وحدها لتشكل عائقا اساسيا في تعطيل تأليف الحكومة، فان الانشداد اكبر للاعتبار الاقليمي الابرز على خلفية انه ربما فوز ترامب كان ليسرع العملية او يفرض ايقاعا مختلفا تماما كما فعل بموضوع ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل الذي ارتبط حكما بالتحسب لعودة ترامب ليس الا وتوقف كليا نتيجة عدم فوزه وانطلاق ادارة جديدة ما حتم الانتظار. فما احبط كل المساعي الخارجية لتأليف الحكومة خلال الشهرين الماضيين كان ربطها من دون خجل بتسلم بايدن الرئاسة فيما تتم قراءة الخطوات التي اتخذت منذ عشرة ايام بالنسبة الى اليمن وقرار الانفتاح على ايران انتصارا على الطريق ينتظر استثماره في لبنان كما في دول اخرى في المنطقة. اذ ان ما حصل مع ادارة الرئيس باراك اوباما ماثل لجهة الاستثمار الهائل لتداعيات الاتفاق النووي قبل اربع سنوات وهناك انتظار كبير لاعادة تكرار التجربة.هذه المعطيات التي ترهن لبنان للاعتبارات الاقليمية هي التي تقلق الفاتيكان وبكركي علما ان مصادر ديبلوماسية مخضرمة ترى ان هذه الرهانات تنطوي على قراءة انصاف الامور او محاولة الاستثمار في الضغط النفسي والمعنوي داخليا في حين ان المتغيرات كثيرة ويمكن تلمسها.
rosanabm@annahar.com.lb