هنادي الديري
29112017
اعتادت الكاتبة الشابة كارولين طربيه (29 عاماً) في طفولتها أن تَسمع والدها، ابن #زغرتا، وهو يُردّد الأمثال اللبنانيّة الشعبيّة بانتظام وكأنها في الواقع، “متل الأكل والشرب”.
وكانت مسألة طبيعيّة أن تتضمّن أحاديثه الأمثال، “عالرايح والجايي”، وبين جملة وأخرى، لا سيما عندما أراد أن يُعطي أبعاداً لنادرة أو أخرى تستحق برأيه الغوص في عُمقها. فإذا بالشابة التي تعيش قصّة افتتان عتيقة مع الكلمة، تقع أسيرة هذه الأمثال وتتعلّق بها، وتجد في “إيقاعها المُسيّج بالرنين” رونقاً مُحبّبا، و”هيك، قريب من القَلب”.
وبما أنها ترعرعت في أفريقيا، تحوّلت الأمثال الشعبيّة التي “زيّنت” أحاديث والدها، ابن زغرتا الشماليّة، صلة الوصل بينها وبين لبنان، البلد الذي تعشقه وتُريد أن تفيه حقّه بطريقة أو بأخرى الآن وقد أصبحت كاتبة.
ولأن الكلمة تسكنها وتواسي أحلامها التي لم تُعلن عنها بعد، ها هي تقدّم اليوم، وبالتعاون مع فنانة الرسوم البيانيّة، الشابة رنيه توما، كتاب “ديسّين موا 1 بروفيرب” الذي يُلقي التحيّة إلى هذه الأمثال، “يالّلي بحبّن كتير”، كما تؤكّد لـ النهار .
هي تحيّة زاهية تنطوي على قصص ألّفتها كارولين لتُجسد الأمثال ببساطة تصل بسرعة إلى الأولاد، أكانوا يعيشون خارج البلد ويُريدون أن يقتربوا بضع خطوات من “بلاد الأرز”، أو “عايشين هون”، ويرغبون بأن يفهموا المعاني خلف هذه الأمثال التي ربما أتت على شكل، “كلمة يا ريت ما عمّرت ولا بيت”، “الجار ملزوم بجاره”، “الزايد أخو الناقص”، “كل شي إله وقت”، “طلوع السلّم درجة درجة”، “كل ممنوع مرغوب”.
يطل الكتاب حالياً في اللغة الفرنسيّة، على أن تتم ترجمته قريباً إلى العربيّة، وستتضمّن السلسلة الكاملة، بحسب رؤية كارولين لها، 10 أجزاء تشتمل على أكبر عدد ممكن من الأمثال.
في الجزء الأول، سنتعرّف إلى 20 مثلاً، اختارتها كارولين بعد البحوث المُكثّفة التي قامت بها خلال أكثر من سنة، وبكل تأكيد بعد استشارة والدها، ابن زغرتا. وتدور حوادث القُصص في مختلف القرى اللبنانيّة، ليتعرّف الولد أيضاً إلى القرى ويشعر تالياً بأنه قريب منها، ومن عاداتها، والطقوس التي تُميّزها.
كما زوّدت كارولين القصص بكلمات “لبنانيّة محض” وضعتها في إطارها اللبناني الطبيعي متوسلة الأحرف الأجنبيّة، وترجمتها لاحقاً في نهاية الكتاب إلى الفرنسيّة.
ونذكر منها على سبيل المثال، (نملة)، (رقاصة)، (ورق عنب)، (ركوة)، (خنزير)، وغيرها من الكلمات.
وبأسلوب مُشوّق ومُمتع، تروي لنا كارولين الأمثال التي اختارتها للجزء الأول، وتُزوّدها رنيه توما بالرسوم “المفرفحة” التي تُرضي الكبار قبل الصغار!
الكتاب – الحُلم حظي بدعم وزارتي الثقافة والتربية، ولأن الوزير#مروان_حماده “حبّ كتير فكرة الكتاب بكل أجزائه”، بحسب ما تؤكّد لنا كارولين، كتب مقطعاً مُشجّعاً في الغلاف الخلفيّ للكتاب.
أمثال مأثورة، قصص مُمتعة، ورسوم تطل بألوان قوس القزح في كتاب “ديسين موا 1 بروفرب”، وهي عناصر ربما توجّهت إلى الذين ما زالوا يؤمنون بالأحلام المُستحيلة، ولكنها “ما بتشكي من شي” أيضاً للذين تخطّوا أيام الصبا “بأشواط”!
Hanadi.dairi@annahar.com.lb