اخبار عاجلة
الرئيسية / home slide / إيطاليا السرية الحميمة معرضًا لفرنسوا غرانيه وبرنار بلوسو

إيطاليا السرية الحميمة معرضًا لفرنسوا غرانيه وبرنار بلوسو

09-05-2022 | 00:00 المصدر: “النهار”

من “متحف غرانيه”.

باريس- أوراس زيباوي

#إيطاليا السرية الحميمة” عنوان المعرض الذي افتتح أخيرا في “#متحف غرانيه” في مدينة إيكس أون بروفانس في الجنوب الفرنسي، ويضم أعمالا لفنانين فرنسيين اثنين، هما التشكيلي فرنسوا ماريوس غرانيه (1775-1849) الذي يحمل المتحف اسمه، والمصور الفوتوغرافي الشهير عالميا برنار بلوسو (من مواليد 1945). تجمع بين الاثنين رغم انتمائهما الى زمنين مختلفين، علاقتهما بإيطاليا وشغفهما بها. 

هذان فنانان يؤرخان عبر أعمالهما المعروضة حبهما لإيطاليا جماليا وفنيا. وإذا كانت مدينة إيكس تحتفي اليوم بهذا الحب فلأنها كانت قديما على صلة وثيقة بإيطاليا والامبراطورية الرومانية. غرانيه الذي فتنته إيطاليا وخصوصا روما حيث أمضى سنوات طويلة، يعبّر عن هذا الافتتان من خلال رسومه ولوحاته التي رصدت مشاهد طبيعية ومباني وآثارا لا يزال القسم الأكبر ماثلا للعيان، منها مثلا إحدى واجهات فيلا ميديسيس ومشاهد أثرية من روما القديمة بالإضافة الى مشاهد طبيعية من فلورنسا ومنطقة توسكانا. هذه الرحلة الفنية اقتفى أثرها بعد إنجازها بنحو قرنين المصور بلوسو كأنه رحالة يبحث عن الزمن الضائع، وعن المشاهد والآثار والأنوار التي سحرت غرانيه. هناك التقطت عدستُه صورا كثيرة تطالعنا في المعرض وهي تتحاور وتتآخى مع اللوحات والرسوم المعروضة. تظهر من خلال هذا المعرض نقاط الالتقاء بين الفنانين وخصوصية نظرة كل منهما الى إيطاليا ولا سيما روما، المدينة الأزلية بشوارعها المطبوعة بالتاريخ والثقافة والذاكرة وبمشاهدها المختلفة التي تبدو كأنها معلقة في الزمن وتحمل رسالة من زمن مضى الى الزمن الحاضر. يفسح لنا المعرض أيضا رؤية تعاطي كل من الفنانين مع تحولات الضوء خلال ساعات النهار. 

الصور الفوتوغرافية لبلوسو محصلة رحلات كثيرة وإقامات عديدة له في إيطاليا مذ كان شابا وهو في الخامسة والعشرين من عمره، بعدما حدثته والدته عن أصوله الإيطالية. يقول في هذا الصدد إنه عَبَر إيطاليا من أقصاها الى أقصاها وكان يطمح أن يرى كل ركن فيها. وبقدر ما كان يتوغل في معالمها، ماضيا وحاضرا، كان يزداد تعلقا وارتباطا بها. من علامات هذا الارتباط أيضا ولعه بالأدب والسينما الايطاليين. يظهر أثر السينما الإيطالية من خلال لقطات فوتوغرافية تحمل توقيعه. رحلة بلوسو في إيطاليا كانت رحلات متعددة ومتنوعة طبعت حياته ونتاجه وجعلته يلتقي مع الفنان الراحل غرانيه في رحلته هو أيضا وفي الأعمال المعروضة أمامنا الآن. 

المعرض شهادة حية لأزمنة مضت، ولم تمض كليا، ليس فقط بسبب الحفاظ على الآثار الإيطالية بل أيضا بفضل تجذرها في نتاج هذين الفنانين وعشرات الفنانين الآخرين الذين زاروا إيطاليا ووقعوا في غرامها. هذا الغرام يختصره الكاتب الفرنسي أندره بيار دو مانديارغ (1909-1991) في كتابه المعنون “الرخام أو أسرار إيطاليا”: “لم أكن يوما سعيدا كالسعادة التي أشعر بها في إيطاليا. لا تكفي الصفة لوصف هذه السعادة، لتجاوز السعادة نفسها التي تعرفت عليها هناك يقينا”.