الرئيسية / مقالات / إنتخابات ؟….. يا ليتني أصدّق!

إنتخابات ؟….. يا ليتني أصدّق!


شربل نجار
هنا لبنان
17012018

حتى لو أكّدت لنا  أعلى مرجعيّات   البلاد  أن الإنتخابات حاصلة  في 6 أيار 2018 فنحن الذين اكتووا بنار التقلُّبات لن نصدّق!

لن نصدّق ، لأن   الدستور  ليس يقينا  عند أحد وبات يفسَّر ويؤَوّ ل كما  يَشدُ  المُحْترّ حراماً عن محترّ آخر  ويستمرّ الشد  حتى يلفظ الحرام  او المحترّ  آخر أنفاسه. وكما الحرام  هكذا  الدستور.  لقد تمزّق أو على الطريق . ألم يقل شيخ الطائف حسين الحسيني  البارحة واليوم وقبل انتخابات رئاسة الجمهورية وبعد الإنتخابات ، ألم يقل “فتَحوا الجُرْح فليسكّروه” قالها؟ أجل قالها وردّدها الصحافي الأستاذ نقولا ناصيف في مقالته بتاريخ  16012018 في جريدة الأخبار.

لن نصدّق لأن لبنان ببقايا الدولة التي عليه وفيه  محكوم بالتأثُّر لا بالتأثير. وفخامة الرئيس يعرف ذلك ولأنه يعرف  أكد  أمام السلك الديبلوماسي البارحة  أنه “حريص على  إجراء الإنتخابات النيابية”  دون أن  يؤكد أنها ستجري حكما فالإنتخابات النيابية   ربما تجري وربما لا تجري بحسب  أنواء الجوار ومِحَنه  وبذلك فخامة الرئيس سيد العارفين.

وما دخل الجوار !  الجوار هو أول الناخبين وأوّل المموّلين   وأول المعطّلين بحسب مصالح هذا أو ذاك من الجيران.

فمن بين الجيران جار بلا حيل وآخر ساخر متيقن أن انتخابات لبنان  بلا مضمون وهناك بحر،  أجل بحرٌ!  يقول ” لآل” لبنان اهرُبوا !!

أما أول المموّلين للإنتخابات تحديدا  فيأتونك  من الخليج وللخليج  ضفتان عربية وفارسية  ومالان عربي وفارسي والمال لا طعم له ولا لون ولا رائحة ولا دين إنه ينساب من جيب الى جيب ليحقق مصالح زبانيته.

هل  في الداخل اللبناني من يستطيع أن يلجم هذا الوحش؟

لا أحد والدولة بقايا.

الناس ومهما ادعى مدّع  ، هم أكثر ذكاء من أوليائهم  والمرشدين . ولكنهم  هم أيضا على ضفتين. ضفّة الطبل والزمر والهوبرة ونحنا زلمك يا ريس (رحم الله جلال خوري) وعلى الضفة الثانية حيارىّ ومظلومين وبالديمقراطية مغرمين . جعل الله من صوت أم كلثوم نورا للملهمين!

ناس الطبقة الوسطى في لبنان  ومن هم ؟ إنهم التجار وأصحاب الصناعات  والتقنيون من مهندسين وأطباء ومحاميين ومعلّمين . وإنهم أصحاب المهن والحرف من حدادين ونجارين وكومبيوتريين  وسنكريين وسواهم وسواهن.

وهؤلاء! على ضفتين هائمين بشعارات هي أيضا فارغة.  ضفة  المقاومة التى  اختزلت نفسها  “بشكرا سوريا” وضفَّة أحرار
وسياديين  ذابوا كفص الملح تحت قنص وبلص  السلاح الذي حل كالغضب مدَّعيا محاربة اسرائيل ومنتهيا مشاركاً   بتدمير سوريا.

لقد  خضنا انتخابات 2005 والسوريون خارج لبنان وربح بالأصوات السياديون الإستقلاليون فهل حكموا؟

لبرهة ربما ،  ثم أنقلب اصحاب السّلاح على الحكم وعطّلوه.  بعد عام 2005 و”بالتبسيط ” في قلب بيروت  حرقوا  ما تبقى  من  رؤيا رفيق الحريري  الإقتصادية  . إنهم  لم يجدوا بديلا عنها  منذ ذلك الوقت حتى لجؤوا منذ ايام الى الماكينزيين راجين أن يبحث لنا الخارج عن خطة اقتصادية تسيّر العباد والبلاد.

وعام 2009 ربح السياديون الإستقلاليون  أيضا الإنتخابات ولكن من حكم؟
لقد شل الممانعون يد سعد الحريري وهي تصافح   يد جورج بوش الإبن في البيت الأبيض وأقاموا حكومتهم  وها نحن منذ 2011 نحصد التراجع في الإقتصاد والسياسة  والأخلاق .

نعم الأخلاق ! إذ أي ضمير مسؤول يقبل أن يتمكن الفراغ من المؤسسة اللبنانية الأهم  لمدة سنتين و… . وأي ضمير مسؤول يقبل ان يستمر رئيس مجلس النواب رئيسا لمدة ربع قرن حتى ولو كان ذلك الرئيس عيسى بن مريم  أو الحسن أو الحسين  ؟

إن الديمقراطية في لبنان  ثوب ليس على مقاسات لبنان. فعلى  مقاساته طبل وزمر وهوبرةُ متخلّفين ومزايدات متألهين أغبياء.

وحدهم الأذكياء يسمعون نداء البحر …..

اضف رد