لأنه الأول من أيار فلنتذكّر ونذكر ان الترنيمة الطِلبة ” اليك الورد يا مريم” عنوان هذا الشهر المبارك ” تُرتّل منذ مئة عام وقد نظمتها الكنيسة في لبنان صلاة لمريم أيام محنة المجاعة عامي 1916-1917 وبمجرد قراءة نص الترتيلة أو الإصغاء اليها يتضح الهدف من وضعها بمثابة ترنيمة صلاة . إنها صلاة نذكرها أيام الورد وتعود بنا الى موتانا أيام الجوع وهذا نصّها.
-
إليك الوردُ يا مريم يهُدى من أيادينا
هلمي وأقبلي منٌا عربونَ حبٌ أكيدٍ مع تهابينا -
على ألابوابِ أطفالٌ لهم في العمر آمال
يذوبُ القلبُ إن قالوا جودوا علينا فان الجوعَ يُضنينا -
حروبٌ تملأ ألارضَ وضيقٌ فيه لا نرضى
غدوّنا كلنا مرضى وليس فينا
سواكِ من يداوينا
في بحث حول معاني الأول من أيار ضم نخبة من رجال الكنيسة ورجال العلم قال الخوري اسطفان ابراهيم الخوري
و……بدعوة من مطران مصر للموارنة، قام القس بطرس الخويري بمهمة التقصي المطلوبة. إذ تمكَن من دخول لبنان في 24/3/1916 واطلع على واقع الحال والتقى البطريرك، وفي الأول من أيار 1916 عاد إلى مصر وأثبت للقادة الفرنسيين وللإعلاميين وأعيان اللبنانيين حقيقة المجاعة والتجويع “الممنهج”، ونقل الى العالم مقولة أنور باشا الشهيرة: “أفنينا الأرمن بحد السيف،
وسنميت اللبنانيين جوعا”.
وفي صباح 20/5/1916 ظهرت الجرائد وفي مقدمتها جريدتا “الأهرام” و”المقطم” ووكالتا “رويتر” و”هافاس” وهي طافحة بأخبار المجاعة في لبنان.
واردف: – “رأى البطريرك أن التذكير بالثواب والعقاب يساهم في إعادة إحياء التضامن الأخوي وأوفد الكهنة إلى مختلف المناطق لإقامة الرياضات الروحية وحض المؤمنين على التوبة والاتكال على الله والمواظبة على أعمال الصوم والصلاة والإبتهالات الحارة. وأمر الجميع بأن يصرخوا في آخر كل صلاة وزياح: “إرحم يا رب، إرحم شعبك ولا تسخط علينا إلى الأبد”، والترتيلة التي أُلِفت في تلك المحنة العصيبة ودخلت الليتورجيا المارونية وظلت محببة إلى قلوب الجميع هي: “إليك الورد يا مريم”.
هنا لبنان