اخبار عاجلة
الرئيسية / home slide / أوروبا “الاستبدال العظيم” تطعن اللبنانيين

أوروبا “الاستبدال العظيم” تطعن اللبنانيين

13-07-2023 | 00:35 المصدر: “النهار”

غسان حجار

غسان حجار @ghassanhajjar

علم الاتحاد الأوروبي.

علم الاتحاد الأوروبي.

تأثر الكاتب والناشط السياسي الفرنسي رونو كامو برواية “#معسكر القديسين“، وحوّلها إلى نظرية عنصرية عُرفت باسم “الاستبدال العظيم”، نسبةً إلى كتاب يحمل الاسم نفسه صدر عام 2011، ومضمونه أن السكان الفرنسيين وكل الأوروبيين البيض يجري استبدالهم بشكل منتظم بغير الأوروبيين من الأفارقة والآسيويين بواسطة الهجرة والولادة، ما يؤدي إلى نهاية الحضارة الأوروبية المتقدّمة، وإحلال حضارات مُتخلّفة مكانها.

ويحكي الروائي الفرنسي جان راسباي في مؤلفه “معسكر القديسين” قصة مليون مهاجر هندي يصلون الى شواطئ جنوب فرنسا على متن باخرة ليستولوا بعدها على منازل الفرنسيين ومدارسهم ومستشفياتهم الجميلة.

والرواية كلها تدور حول شجاعة حفنة صغيرة من الفرنسيين المتأصلين (العرق الآري) التي تنظم المقاومة في الجبال البعيدة عن المدن التي احتلها المهاجرون الهنود وسط جبن القادة والمثقفين الذين استسلموا للهجمة. على أن قناعات الكاتب تظهر منذ البداية حين يكتب في مقدمة الكتاب عن خطر اختفاء العِرق الأوروبي بسبب التكاثر السريع للأجانب، وتنبأ بأن تصبح غالبية سكان فرنسا مع مطلع 2050 من الأجانب غير الأوروبيين.

وبالامس القريب، قبل اسابيع قليلة، ظهرت النزعة الاوروبية مجددا حيال اعمال الشغب والتخريب والتكسير التي قام بها مهاجرون اثر قتل الشرطة الشاب الجزائري الاصل نائل المرزوقي (17 سنة)، وعلت اصوات تحذر من خطر اللاجئين على اوروبا. وقالت صحيفة “الاوبزرفر” ان موت نائل “يثير أسئلة محيرة حول إصرار فرنسا على صهر جميع الأعراق ودمجها في هوية واحدة والعلمانية والهوية الموحدة”. وتقول الصحيفة إن فرنسا “تحوي تنوعا عرقيا كبيرا، وطابعها المتغير تأثر بعمق بالماضي الاستعماري، ولكنها لا تزال رسميًا تعاني من عمى الألوان”.

ويبدو ان عمى الالوان هذا يسود اوروبا كلها، ففي حين تحرص دول القارة العجوز على الدمج والتفاعل للمحافظة على هويتها، وتقاوم الهجرة غير الشرعية وغير النظامية، وتستوعب آلافا قليلة من اللاجئين، طعن الاتحاد الاوروبي مجتمِعاً لبنان طعنة قاتلة اذ صوّت البرلمان الاوروبي على قرار يدعم ابقاء اللاجئين السوريين في لبنان، وهو التوجه الذي بدا سائدا لدى دول كثيرة ومنظمات دولية عدة شجعت النازحين السوريين على عدم العودة الى بلادهم قبل ضمان كل الظروف الآمنة، في حين لم تقدِم تلك الدول والمنظمات على التفاوض مع النظام السوري لضمان تلك العودة.

فقد اعلن النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي #تييري مارياني، ان “البرلمان الأوروبي صوّت بغالبية ساحقة على قرار يدعم إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان”.

وكان مارياني وجّه، الثلثاء، رسالة مصورة الى اللبنانيين، حذرهم فيها من “قرار سيتم التصويت عليه في البرلمان الاوروبي الاربعاء 12 تموز”، منبها الى ان نص القرار “طعنة حقيقية في ظهر اللبنانيين”.

وأوضح في تسجيل مصور له، نشره عبر “تويتر”، ان قرار البرلمان الاوروبي “يتهم الشعب اللبناني بالسماح للخطاب المناهض للاجئين بالازدهار”. وقال: “البرلمان الاوروبي سيتهم تقريبا أحد أكثر الشعوب ترحيباً بضيوفه، بكراهية الاجانب”، و”الأسوأ من ذلك يدعو مجددا إلى ابقاء اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية بدلاً من إعادتهم الى سوريا”.

انه حقا “الاستبدال العظيم” في لبنان الذي يقطنه ستة ملايين منهم مليونا سوري و200 الف فلسطيني وغيرهم من جنسيات اخرى، معظمهم من الشباب، فيما يهاجر شبابه، لتضيع هويته شيئا فشيئا.

ما يجري يثبت بحقّ ان المعايير المتبعة لدى الدول والمنظمات مخادعة، لانها تسمح باجراءات وتدابير تتحفظ عنها في بلادها.