اخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / أنا قلقٌ جدّاً على أميركا!

أنا قلقٌ جدّاً على أميركا!


سركيس نعوم
النهار
22072017

قلتُ لأحد البارزين نفسه من إيرانيّي نيويورك: أقنعت روسيا السعودية وإيران بعد وفاة عاهل الأولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعقد اجتماع على مستوى عالٍ للبحث في موضوع اليمن وقضايا أخرى. في آخر لحظة اعتذرت السعوديّة عن الحضور في وقت كان وزير خارجيّة إيران وصل إلى مكان الاجتماع. ربّما انتخاب ترامب رئيساً لأميركا جعل الرياض تُغيّر رأيها. لكنّها ربّما أخطأت لأن ترامب لم يُقلّع بعد داخل البلاد. ولن يُقاتل عنها في اليمن. ولذلك يبيعها سلاحاً بكمّيات ضخمة ويخلق فرص عمل لمواطنيه. ردّ: “هل تستطيع السعوديّة أن تحارب وتدافع عن نفسها؟ هل عندها جيش مُحترف، أم قوّات مُتفرّقة أُنشئت لأسباب داخليّة. نحن لا أطماع لنا في السعوديّة. نريد العيش معها. قرار مجلس الأمن الرقم 598 الذي أنهى حرب العراق – إيران فيه بند ينصّ على خطّة لتفاهم العراق وإيران ولمساعدتهما على حلّ مشكلاتهما المتعلّقة بالأمن والحدود وما إلى ذلك. نحن اقترحنا دائماً ولا نزال نقترح تعميم هذا الاتفاق. نأخذ منه هذه المادة ونطوّرها ونتّفق من خلالها مع السعوديّة على حلّ كل القضايا المختلف عليها”. تناولنا في آخر اللقاء موضوع التطرّف أو التشدّد الإسلامي، فقال: “هذا التطرّف له ينابيع عدّة اتّفقت وإيّاك عليها أبرزها الوهابيّة وعدم قيام الأزهر المعتدل” بالدور اللازم لتجفيف هذه الينابيع. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا إلى تحديث الإسلام ولم يوافقه الأزهر علانية. والعلماء في السعوديّة أو غالبيّتهم مُتشدّدة. ونحن لا نستغرب في حال أرسلت السعوديّة بعض جيشها إلى سوريا، أن ينضم قسمٌ منه إلى “داعش” والمتشدّدين. نحن في أي حال لم نقطع الاتصالات مع الأميركيّين”.

ماذا في جعبة الأمم المتحدة في نيويورك؟

في لقاء بارزٍ فيها سألت بداية عن كوريا الشمالية وعن مدى خطورة تصرّفاتها النووية والباليستيّة. أجاب: “طبعاً خطر كوريا الشمالية كبير، ولا بدّ من معالجته بالكثير من الحكمة والاتّزان والقوّة. وبالطريقة التي يعمل بها ترامب فإن هناك خوفاً أن تنطلق شرارة منها أو منه فتشتعل حرب لا مصلحة فيها لأحد. طبعاً لا تستطيع روسيا أن تساعد في حل هذا الموضوع الشائك. لكن الصين تستطيع. فهل بحث ترامب مع رئيسها في أثناء زيارته الأخيرة لأميركا في ذلك؟ وهل توصّل معها إلى اتفاق لمعالجة هذا الخطر؟ لا أحد يعرف. سيقول هو أنه يعتمد عليها. وهكذا فعل. المهم أن تلمس الصين جدّية واشنطن. فهي لا تريد طبعاً أن تُضرب كوريا الشماليّة، ولا تريد وحدة الكوريّتين الشماليّة والجنوبيّة. لكنها تريد أموراً عدّة من أميركا. وإذا وُعِدت بها أو حصل اتفاق على تنفيذها ستقوم الصين بكل ما يلزم للجم كوريا النوويّة وهو كثير. لكن من يضمن حصولها على ما تتعهّد أميركا لها به؟ ومن يضمن قدرة ترامب على الجدّية؟”.

بعد ذلك سألته عن الوضع الأميركي الراهن بعد بدء رئاسة ترامب وفي ضوء ما يتعرّض له وتتعرّض له بلاده جرّاء ممارساته وأسلوبه ولا سياسته؟ أجاب: “أنا قلقٌ جدّاً على أميركا. ترامب ليس رئيساً عميقاً. في محادثاته مع الرؤساء الأجانب ومن خلال تصريحاته معهم أو بعد الاجتماع بهم يُلاحظ الإنسان أنه ليس عميقاً، أو أنه لم يُجرِ محادثات معمّقة”. ثم سألني عن السعوديّة وتحديداً عن ولي وليّ العهد (صار الآن وليّ العهد) فيها الأمير محمد بن سلمان، فأبديتُ له رأيي في السياسة التي انتهجتها السعوديّة بعد وصوله وأبيه الملك إلى السلطة والتي أشعلت حرب اليمن وأثّرت على قضاياها في الداخل ومع الخارج. علّق: “انطباعي أن محمد بن سلمان يتّجه نزولاً أي يضعُف. وليّ العهد محمد بن نايف عنده تجربة ومحنّك. لماذا لا يتحرّك في رأيك؟”. أجبتُ: لأن انفجار خلاف داخل العائلة الحاكمة يؤذي الجميع. ردّ: “حرب اليمن كارثة. لماذا أعلنها محمد بن سلمان؟”. أجبتُ: ربما لأنه ظنّ أن الانتصار فيها سهل، ولأن ربحها يُعزّز مكانته في السلطة ويُساعده على خلافة والده الملك في الوقت المناسب. وربّما أيضاً لأنه ظنّ أن باكستان ومصر لن تُخيّبا أمله ولن تردّا طلبه منهما إرسال جيوش برّية تخوض القتال عن جيشه داخل اليمن. علّق: “هل تعرف أن وليّ عهد دولة الإمارات العربيّة المتحدة محمد بن زايد علاقته جيّدة مع محمد بن سلمان. لماذا فعل ذلك وما هي أسبابه”. بماذا أجبتُ؟

اضف رد