جواباً عن سؤال: ماذا عن شعبوية ترامب؟ قال الديبلوماسي الأميركي العتيق نفسه الذي تعاطى أيام خدمته مع قضايا الشرق الأوسط العربي كلها، واستمر في تعاطيه معها بعد تقاعده وأحياناً بتكليفات رسمية: “الشعبوية ليست جديدة لكن ترامب ووجه من الجمهوريين والديموقراطيين في المئة يوم الأولى من ولايته. أوقفوا له إلغاء “أوباماكير” (مشروع التأمين الصحي للرئيس السابق. أُقر الشهر الماضي في مجلس النواب ويحتاج الى موافقة من مجلس الشيوخ كي يصبح نهائياً. ويحتاج للحصول عليها الى تعديلات صعبة لمشروعه الصحي). حالوا حتى الآن دون بناء “الجدار” على الحدود مع المكسيك ودون حظر السفر على مسلمي عدد من الدول الاسلامية. طبعاً قال أنه سيلجأ الى المحكمة العليا للنظر في تجميد قضاة أكاديميين تنفيذ هذا الحظر، وفعل ذلك أخيراً ربما لاعتقاده أن العضو الذي عيّنه فيها أخيراً محافظ ومؤيّد له. ترامب ليس متمسكاً بكل ما يريد. أحياناً يمكن أن يتخلى عن مواقف له أو برامج. انه محظوظ بوزير الدفاع ماتيس وبمستشاره للأمن القومي مكماستر وبوزير الخارجية تيليرسون ورئيس الـ”سي. آي. إي” بومبيو. وهؤلاء يساعدون “المؤسسة” في الحزب الجمهوري لاحتوائه، لكن عنده شخصية قوية وعنيدة وقد لا يستطيع أن يتخلى عنها. هو ذكي لكن لا خبرة سياسية لديه. قضية تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية تُستعمل لاحتوائه. إذ أن استمرارها وتصاعدها وتفاعلها ثم ثبوت ضلوعه فيها ينهيه. هناك اعتقاد أنه قد لا يرشّح نفسه لولاية رئاسية ثانية. لكن بعد بكير على ذلك”. علّقتُ: تحدثت بايجابية عن فريقه العسكري والأمني والسياسي الخارجي في البيت الأبيض، ماذا عن فريقه المدني داخله والكلام السلبي الذي نقرأه ونسمعه عن تشدّدهم “اليميني”. أجاب: “ستيف بانون ” وهو المدني الوحيد المتطرّف في فريقه أخرجه من مجلس الأمن القومي بعد مدة قصيرة من تعيينه مستشاراً فيه. وهو قد يكون في طريقه الى الخروج من البيت الأبيض حيث يشغل وظيفة كبير الاستراتيجيين. هناك مدني آخر في هذا البيت يعمل مع بانون وهو من أصل هنغاري حصل على المواطنة الأميركية قبل سنوات. يُقال أن اليهود الأميركيين والهنغاريين لا يحبونه. والده أو جدّه كان أسّس جمعية تعاملت مع النازية وعملت ضد اليهود”. ما توقعك للعلاقة الروسية – الأميركية في عهد ترامب؟ أجاب الديبلوماسي العتيق والمتقاعد نفسه: “أعتقد أن هناك اتفاقاً بين أميركا وروسيا على أن لا حل عسكرياً في سوريا بل تسوية سياسية. وأعتقد أيضاً أن هناك اتفاقاً على عدم الاشتباك الحربي بينهما. وأعتقد ثالثاً أن هناك قراراً روسياً – أميركياً بعدم دفع تكاليف إعادة الإعمار في سوريا بل في كل دولة يحلّ فيها الدمار والخراب. دول الخليج العربية هي التي ستدفع التكاليف عندما تنتهي الحروب والأزمات. قصف أميركا مطار الشعيرات السوري بـ59 صاروخاً رداً على استعمال قوات الرئيس الأسد الأسلحة الكيميائية في خان شيخون أخيراً رفع شعبية ترامب. وهو يكره إيران، لكنه لن يخوض معها حرباً عسكرية مباشرة. وهو ربما يعتمد سياسة “ترك الاتفاق النووي بينها وبين المجموعة الدولية 5 + 1 أكثر من سنتين يموت من تلقاء نفسه”. فهو اتفاق دولي لا يستطيع ترامب إلغاءه. لكنه طبعاً سيساعد السعودية وسيعطيها بل سيبيعها السلاح لمنع ربح إيران. أما في المستقبل فإنني أرى أنه سيضطر الى “الحكي” معها. إذ أنه لن يستعمل القوة لتمكين السعودية من الانتصار في اليمن. وإذا لم تنتصر سيجد نفسه مضطراً الى الدفاع عنها إذا خسرت أو إذا اختُرقت حدودها. وهو قطعاً لا يريد ذلك. وهو يعرف في الوقت نفسه أن إعطاء السعودية السلاح لا يكفي لربحها الحرب مع إيران في اليمن أو لمنع حلفائها اليمنيين من اختراق حدودها. لذلك قد يصبح الكلام مع إيران ضرورياً أو على الأقل ممكناً. فهي لها دور في قيادة المنطقة وفي محاربة الإرهاب “الاسلامي السنّي التكفيري” كما يُسمّى. وهي دولة قوية. ربما تربح السعودية في اليمن. وسوريا بجولانها ليست لإيران و”حزب الله”. يوجد فيها الآن الروس والأميركيون ولاحقاً أي بعد سنوات ربما يتفاهمون على حل لها”.
علّقت: يُقال أن لروسيا قواعد عسكرية في ليبيا؟ أجاب: “روسيا لا تمتلك إمكانات ذلك. وهي فعلت في سوريا أقصى ما تستطيع، بعكس أميركا التي تحركت بالحد الأدنى ولا تزال لديها إمكانات كثيرة.