الرئيسية / home slide / أميركا لا تريد قاعدة عسكرية في لبنان؟

أميركا لا تريد قاعدة عسكرية في لبنان؟

12-02-2021 | 00:03 المصدر: النهار

سركيس نعوم

قاعدة عسكرية أميركية

اعترض متابع أميركي مزمن وجدّي لأوضاع بلاده داخلاً وخارجاً على ما ورد في “الموقف هذا النهار” قبل أيام من معلومات جهات مطلعة تفيد أن أحد دوافع التحرّك اللبناني لرئيس فرنسا إيمانويل ماكرون الهادف الى إنهاء أزمته الحكومية وبعد ذلك الى وضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي والمالي والنقدي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي وعرب الخليج، اعترض على تأكيد رغبة الولايات المتحدة في إقامة #قاعدة عسكرية لها في لبنان بعد ترتيب أوضاع المنطقة أو في أثناءها ثم قال: “قد يكون الفرنسيون راغبين في إقامة قاعدة عسكرية لهم في لبنان للأسباب التي ذكرتها في مقالتك يوم الإثنين الماضي.لكنني لا أعتقد أن بلادي أي أميركا تريد قاعدةً كهذه لها على أرضه رغم رغبة قسم من اللبنانيين في ذلك واقتناعهم به، كما بمعلومات عدّة تشير الى أن مكان القاعدة معروف وهو على ساحل جبل لبنان الشمالي حيث لجيش لبنان قاعدة عسكرية مهمة وتحديداً في بلدة حامات التابعة لقضاء البترون. وما يرسّخ اقتناع هؤلاء أمران. الأول بدء الولايات المتحدة بناء سفارة لها في منطقة عوكر على الساحل المذكور يرجّح كثيرون أن تكون ربما إحدى أضخم السفارات في شرق المتوسط. الثاني تصرّفها في قاعدة حامات اللبنانية كأنها قاعدة أميركية أو بالأحرى مشتركة لبنانية – أميركية”. يضيف المتابع الأميركي نفسه: “لا أعتقد أن بلادي في حاجة الى قاعدة عسكرية جديدة في منطقتكم، علماً أن ذلك لا يعني بالضرورة تخلياً عن لبنان. إذ أن لديها عدداً من القواعد في شرق المتوسط، وهي تستطيع عند الحاجة وبسهولة استخدام القاعدتين العسكريتين البريطانيتين في “أكروتيري” و”ديكيليا” القائمتين على أرض دولة قبرص غير التركية طبعاً. وبما أن علاقة أميركا مع تركيا تبدو منتقلة من السيئ الى الأسوأ، فإنني متأكد أن القبارصة سيكونون فرحين بإعطاء بلادي قاعدة خاصة بها. وحتى لو بدأ التفاوض على “اتفاق نووي” معدّل مع إيران (JCPOA) فإنني لا أعرف بالضبط ماذا سيكون موقف الإيرانيين ووكلائهم من ذلك. علماً أنني أعتقد أننا أي أميركا لا نعطي الإيرانيين ووكلائهم ثقةً تامّة. في أي حال هم يظنون أن لديهم يداً قوية ويلعبون بقوة للحصول على ما يريدون. لكننا لسنا مستعجلين للتفاوض معهم، وما جرى حتى الآن هو اتصالات من خلال “أصدقاء” مشتركين. لم يظهر حتى الآن محاور ذو قيمة. سيستلزم ذلك كله وقتاً. ولرئيسنا بايدن أنواع عدّة من الأولويات المهمة أو الأكثر أهمية وعليه معالجتها. لا زلت أعتقد أننا سننتظر حتى تعطينا الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران المقبل صورة أوضح عن الطريقة التي ستعتمدها إيران للتأقلم مع التغيير الذي حصل في واشنطن بسقوط ترامب وببدء إدارة الرئيس الذي خلفه أي بايدن العمل”. طبعاً لا يبدو المقتنعون، بمعلومات الجهات الأجنبية العليمة التي أشارت الى رغبة عند كل من فرنسا وأميركا في إقامة قاعدة عسكرية في لبنان، باستبعاد المتابع الأميركي المزمن والجدّي نفسه وجود رغبةٍ في ذلك عند واشنطن. فهي تصرّ على وجودها لكنها في الوقت نفسه تعتقد أن مهمة بايدن لن تكون سهلة، وأنه ربما يكون أخطأ في تحديد أولوياته. فهو لم يذكر في خطابه الأول الى مواطنيه الذي ألقاه في وزارة الخارجية إسرائيل وإيران، في حين انتقد الحليفة المزمنة لبلاده أي السعودية ودعا الى إنهاء حربها على اليمن أو فيه، وأعلن قراره عدم بيعها أسلحة وذخائر تتصل بهذه الحرب، وفي الوقت نفسه تمسّكه بمساعدتها للدفاع عن حدودها. والحليف الاستراتيجي الأول لأميركا في الشرق الأوسط إسرائيل تعتبر إيران خطراً مباشراً عليها وتدعو بايدن الى مواجهتها مثل سلفه ترامب أو بطريقة مشابهة وهو أي بايدن بقراراته الأولية المتعلقة بإيران يهيّئ لاستئناف التفاوض معها. فمن جهة عيّن روبرت مالي المؤيّد للاتفاق النووي منذ أيام أوباما مسؤولاً عن ملفها في إدارته ومن جهة أخرى يتحدّث وزير خارجيته بلينكن عن “السلام” بين إسرائيل والفلسطينيين بطريقة مختلفة ظنّت إسرائيل أنها انتهت بعد “صفقة القرن” واتفاقات التطبيع مع دول عربية خليجية وأخرى إفريقية. ومن جهة أخرى تتساءل إسرائيل ومعها جهات أميركية جمهورية في غالبيتها وأخرى ديموقراطية عن سبب التركيز على “لا ديموقراطية” السعودية وعدم احترامها حريّة التعبير (قتل الصحافي جمال خاشقجي)، رغم أنها بدأت عملية تحديث مهمة جداً اجتماعياً واقتصادياً وعن سبب تجاهل ذكر إيران رغم أن سجلها في حرمان شعبها الحريات على أنواعها كبير ومعروف. طبعاً تعتقد هذه الجهات أن مهمة بايدن لن تكون سهلة داخل بلاده كما في العالم، فما رأي المتابع الأميركي المزمن والجدي نفسه في ذلك؟ يجيب بالقول: “الأضرار التي ألحقتها إدارة ترامب بأميركا كبيرة جداً، وتحتاج إزالتها الى جهود جبارة وعمل يومي دؤوب. لكن رغم ذلك أنا من المؤمنين بأن الرئيس بايدن سيكون قادراً على إصلاح الأضرار وإعادة تأسيس القيادة الأميركية. وهو يعتزم إنجاز ذلك بتكوين جبهة موحدة مع كل أصدقائنا وحلفائنا في العالم قادرة على مواجهة روسيا والصين وإيران. ربما يكون هؤلاء (الحلفاء والأصدقاء) حذرين ومتردّدين في وضع “بيضهم كله في السلة الأميركية” لمساعدة بايدن على النجاح. تمكّن هؤلاء من الصمود طيلة ولاية ترامب. ولو فاز بولاية جديدة لكان ذلك كارثياً لهم، إذ أنه سيؤشر الى عالم ثنائي القطب تسيطر عليه روسيا والصين، وتكون أميركا فيه إما غائبة وهامشية. يعني العالم الثنائي القطب هذا نهاية الديموقراطيات في الغرب وفي دول عدّة خارجه مثل اليابان وأوستراليا وكوريا الجنوبية، كما نهاية الحركات الديموقراطية الناشئة في دول ومناطق أخرى.  sarkis.naoum@annahar.com.lbالكلمات الدال