حسن الساحلي|السبت12/08/2017
Almodon.com

احتلت العصابة المنطقة المحيطة بالمصرف ليومين متتاليين
حاول الكتاب المنشور في العام 2007 تضخيم القصة قدر الإمكان، وملء فراغاتها بمشاهد بدت مقتطعة من فيلم أميركي رديء الصنع. وقد انتهت العملية، وفق الرواية، بثلاث شاحنات مليئة بسبائك الذهب، وبمساعدة مافيا كورسيكية، استقدمت خصيصاً من إيطاليا. إلا أن الفضاء العام الذي صوره الكتاب لم يكن بعيداً من الواقع. يخبر الكتاب أن شارع المصارف في باب إدريس، الذي استقبل البنك البريطاني يومها، كان جزءاً من تلك المساحة غير المحسوبة على أحد في وسط بيروت. والقرى المطلة على العاصمة، التي شاهدها قائد المجموعة من شرفة المصرف، ظهرت مضاءة في الأعلى، بعكس العاصمة الواقعة في ظلام دامس. وبدت تلك القرى كأنها تتفرج على ما يحصل في العاصمة، منتظرةً دورها الذي كان يقترب رويداً رويداً.
صحف أخرى صورت العملية كاقتحام أيضاً. كتبت مجلة “تايم” البريطانية: “عوضاً عن استخدام الدهاء والمهارة، استعملت المجموعة المقربة من ياسر عرفات القوة المطلقة، وقررت تفجير حائط المصرف المشترك مع الكنيسة الكاثوليكية المجاورة”. يكمل موقع “فايس” الأميركي القصة: “لكن أحداً لم يفكر بالطريقة التي ستفتح بها الخزائن، من دون أن يتم تدمير محتوياتها. لذلك، احتلت العصابة المنطقة المحيطة بالمصرف ليومين متتاليين، بينما أتت بخبير أقفال من إيطاليا، سمح لها بنقل كميات هائلة من سبائك الذهب، النقود والمجوهرات، التي بلغت قيمتها 35 مليون جنيه استرليني، أي ما يساوي مبلغاً هائلاً بالنسبة إلى اليوم”.
غياب حقيقة ما حصل في ذلك اليوم، أسهم في توالد القصص خلال 40 عاماً من الزمن. أغرب تلك النظريات تلك التي تحدثت عن تحالف بين ميليشيا الكتائب مع ميليشيا لبنانية أخرى، لتقاسم أرباح سرقة البنك. ونظرية أخرى أصرت على ارتباط القوات الجوية البريطانية SAS بما حدث. وهو تفصيل كان قد ذكره الكاتب دامين لويس في رواية كوبرا غولد، وأثيرت ضجة حوله من قبل جهات معارضة للنظام البريطاني.

بالرجوع إلى الوقائع الميدانية خلال تلك الفترة، من الواضح أن المنظمات الفلسطينية كانت الأقوى في بيروت الغربية، ومنها فتح، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، الجبهة الشعبية- القيادة العامة، وغيرها. ورغم أن أكثرية الصحف الغربية وجهت أصابع الاتهام إلى منظمة التحرير، إلا أن ما أشيع يومها في بيروت هو أن فصيلاً فلسطينياً مقرباً من المنظمة هو المسؤول عن العملية، ومنظمة التحرير لم تعرف سوى لاحقاً بما صنف يومها أكبر سرقة في التاريخ.