27-01-2023 | 00:00 المصدر: “النهار”
داليدا.
عرفت أغنية “#سالمة يا سلامة” التي لحنها #سيد درويش (1892-1923) وغناها في العام 1919 لرواية “قولو له” لنجيب الريحاني( 1889-1949) وكتب كلماتها بديع خيري إنطلاقتين الأولى مع سيد درويش نفسه والثانية في العام 1977 عندما غنتها داليدا وصالت وجالت في أنحاء العالم واللغات.
ولكن ما قصة هذه الأغنية وظروفها؟
هي ليست أغنية عاطفية كما يشاع بل وطنية بامتياز وأطلق عليها إسم “الجهادية” أي الذين عادوا إلى بلدهم بعد كل هذه الأخطار التي تعرضوا إليها في الحرب. وتتحدث عن مشاعر المصريين أثناء بعدهم وعن رضاهم بالحياة خلال مثابراتهم في الحرب وسعيهم الى السلام.
يظهر ذلك في كلمات الأغنية: “سالمة يا سلامة/ رحنا وجينا بالسلامة/ صفّر يا وابور واربط عندك/ نزّلني في البلد دي/ بلا أميركا بلا أوروبا/ ما في شي أحسن من بلدي/ دي المركب اللي بتجيب/ أحسن من اللي بتودي /يا اسطى بشندي يا سالمة”. وفي مقطع طريف آخر من الأغنية: “وحياة ربنا المعبود/ وي آر فيري غودWe are very good / يا اسطى محمود/ قدها وقدود”.
في عام 1977 أحيت الفنانة داليدا (1933-1987) الأغنية من جديد في ما يشبه الحنين إلى مصر البلد الذي حضنها في بداية التفتح والشباب. أخذت داليدا من الأغنية الدرويشية العنوان وكلمات المذهب ثم طلبت من جاف بارنال أن يكملها مستلهما روح الموسيقى الشرقية. وكتب النص الفرنسي بيار دو لانوي والنص العربي صلاح جاهين (1930-1986) وتقول الكلمات: “في الدنيا الكبيرة وبلادها الكثيرة لفيت لفيت لفيت/ ولما ناداني حبي الأولاني سبت كلو وجيت وجيت/ وفي حضنو ارتميت وغنيت سالمة يا سلامة/ لسه الحب صافي ولسه الجو دافي ولسه في قمر/ وبعد المغارب نتلم في قارب ويطول السهر ونسهر كلنا/ سالمة يا سلامة رحنا وجينا بالسلامة”. سجلتها داليدا بالعربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية والألمانية والإسبانية وحققت شهرة في العالم العربي وأوروبا. وغناها العديد من المطربين والفرق الأجنبية مثل الألبينا وشانتال شمندي وجان ميشال جار وزمنت سالي. وغناها من مصر الشيخ إمام ومحمد رشدي وسيد مكاوي وإيمان البحر درويش (حفيد سيد درويش) ومن لبنان غنتها رونزا (إعداد وتوزيع الأخوين رحباني) وهيفا وهبي ولينا صليبي ولين الحايك ومن المغرب أسماء المنور.
لا تزال أغنية ” سالمة يا سلامة” تحمل المعنى من تاريخ المنطقة ومعاناة شعوبها في مواجهة الحرب والغربة والحنين والعودة إلى الوطن ولا تزال تستعاد مضمونا وشكلا ومعرفة.
أما “سالمة يا سلامة” بنسختها الدولية فتجذب وتستقطب بلحنها الجميل وإيقاعاتها الرشيقة المدهشة ومناخها المتجدد وفيه كل مواصفات الأغنية الكاملة.
الكلمات الدالة