روزيت فاضل
28-10-2020 | المصدر: النهار @rosettefadel

أضرار بالغة في 74 قطعة نادرة في متحف الأميركية
تتابع مديرة متحف الجامعة الأميركية في بيروت الدكتورة نادين بنايوت إتصالاتها الدولية على أعلى مستوى مع إدارات المتاحف العالمية، ومنها المتحف البريطاني في لندن، بصفته أحد أهم المتاحف في تاريخ البشر وثقافتهم، للبحث في إمكان إرسال بعض القطع الزجاجية القابلة للترميم، والتي تمكن فريق من العلماء من جمعها بعد مأساة 4 آب، التي نتج منها سقوط واجهة تحتوي على 74 قطعة زجاجية وتحطم عدد لا يستهان به من هذا التراث الذي يعود تاريخه الى ما بين العصرين الروماني والإسلامي. في لقاء خاص، تحدثت الدكتورة بنايوت عن خصوصية هذه المجموعة وأهميتها ومراحل ترميم هذه الكارثة الأثرية، فقالت إن “72 قطعة من أصل 74 تضررت بنسب متفاوتة، وقد تم حتى الساعة رصد قطع متكسرة وقابلة للجمع لما يقرب من 15 الى 20 قطعة زجاجية من مجموعة نادرة تعود الى القرن الأول بعد المسيح، ومعظمها موجود في المتحف قبل العام 1920”. وشرحت أن “للمجموعة قيمة باهظة جداً، وهي الشاهد على مستوى معين من الراحة والرفاهية في تلك الحقبة”، مشيرة الى “أنها تضم قطعاً زجاجية نادرة جداً من الحقبتين الإسلامية والرومانية جرى جمعها من حفريات قديمة في مناطق عدة من الشرق الأوسط”. وأضافت: “تحوي المجموعة أواني زجاجية صغيرة تُستخدم للعطر وثلاث قطع للبخور، الى مجموعة أخرى من أوان وصحون زجاجية ملونة تُستخدم للمأكل أو للمشرب أو لعرضها للديكور المنزلي”. توجهنا الى المكان حيث سقطت الواجهة، وأكملت الدكتورة بنايوت شرحها، مشيرة الى “أننا قصدنا المتحف مباشرة بعد الفاجعة لنحصي أضراراً جسيمة في هذه الواجهة، مع تسجيل تحطم 17 نافذة، و5 أبواب مضى على وجود معظمها في المتحف 118 عاماً، الى تمزق 9 ستائر تفسيرية توضح معلومات تاريخية مختلفة من تاريخ القطع”. قررت بنايوت التحرك بوجهتين: رفع الواجهة لتقويم الأضرار من خلال تشكيل فريق من مهندسي الجامعة وفريق عمل المتحف ليتبين أن الأضرار لحقت بـ72 قطعة من أصل 74، مشيرة الى أنها “كثفت اتصالاتها مع اختصاصية مخضرمة في ترميم الزجاج ومشهود لها بكفاياتها من المعهد الوطني للتراث في فرنسا، التي لبت دعوتنا الى بيروت بدعم من صندوق “التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع”، حيث أمضت أسبوعاً لتوفير الدعم التقني في شأن كيفية التعاطي مع الزجاجيات المحطمة بدقة ومساعدة الفريق على التعامل مع هذه الفاجعة”. كيف تم التعامل مع الزجاجيات المتكسرة؟ أجابت: “جاءتنا هذه الإختصاصية مع أدوات خاصة لهذه الغاية مثل الإسفنج، والكفوف الخاصة والكمامات وغيرها. بدأنا العمل المضني في هذه الغرفة من خلال البحث في أرشيفنا عن صورة فوتوغرافية لكل القطع والعمل على التدقيق بالمتكسرة منها لجمعها تحضيراً لعملية ترميمها”. وأشارت الى أنه “تم جمع ما بين 15 و20 قطعة قابلة للترميم، علماً أن 8 منها تتحمل مشقة السفر، ليصار الى جمع أجزائها في أحد المتاحف العالمية”، موضحة أن “هذا الموضوع ما زال قيد البحث الى الآن، رغم أننا ندرك أن أثر الترميم سيبقى ملحوظاً بين القطع الزجاجية”. وأسفت “لواقع مجموعة الزجاجيات المتبقية، التي تحولت من جراء سقوط الواجهة الى بودرة”، وقالت: “إننا في طور التفكير بحلول عدة، منها غربلة الحطام المتبقي لجمع القطع الصغيرة بهدف ترميمها يوماً ما، أو إجراء دراسة علمية معمقة لمكونات بعض حطام هذا الزجاج وإعداد دراسة تاريخية تساهم في تقدم علماء آثار متخصصين في الزجاج”. أضافت: “أحاول أيضاً دراسة اقتراح قد أرفعه الى كل من قسم الفنون الجميلة في الجامعة وأصدقاء المتحف ومنهم الفنانة منى باسيلي صحناوي، للإستفادة من بعض الحطام الذي لا جدوى منه، من خلال ابتكار قطع فنية تُعرض داخل القسم الخاص بمتجر بيع ذكريات المتحف من أجل توفير جزء من الدعم المالي لعملية الترميم”. rosette.fadel@annahar.com.lbTwitter:@rosettefadel