من ولاية راجستان في جنوب الهند، قصد 10 فنانين من المحيط الهندي الشمال الأفريقي والقاهرة كمحطة أولى قبل رحلتهم نحو عاصمة الثقافة العربية مدينة الأقصر في جنوب مصر. ويشهد «مسرح الجمهورية» في وسط القاهرة اليوم، العرض الأول للفرقة بقيادة سواروب خان.
وتعني راجستان حرفياً أرض الملوك، ويعود تاريخها إلى حضارة وادي السند قبل 4500 سنة في محيط نهر السند، وعُدت الحضارات الأولى العالمية العظيمة وكُتبت عنها أساطير. ومن القاهرة، تكمل رحلة فرقة الرقص والموسيقى الراجستانية إلى مهرجان أسوان الدولي السادس للثقافة والفنون، إذ ينظم مركز «مولانا آزاد الثقافي الهندي» التابع لسفارة الهند في القاهرة، زيارة للفرقة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، لتقدم الفرقة عروضها الفنية خلال المهرجان في الفترة بين 17 و22 شباط (فبراير) بالتزامن مع تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني في معبد أبوسمبل.
يتميّز الزي الراجستاني بأسلوب خاص لدى الرجال والنساء عن بقية الولايات في الهند، فيرتدي الرجال حُللاً مع عمامة، فيما ترتدي النساء ما يعرف بـ»الكانشيل» من الأعلى وتنورة طويلة، وهو ما يبدو جلياً في الأزياء النابضة بالحياة والمفعمة بالألوان التي يرتديها الراقصون وتزيد روعة الرقصات. وتشارك الفرقة في مهرجان أسوان الدولي بعروض عدة، منها عرضان خلال حفلتي الافتتاح والختام.
ويعتبر الرقص الراجستاني من أنماط الرقص الشعبي، التي تعود أصولها إلى العادات والتقاليد الريفية التي تتميز باتباع التقاليد الدينية العريقة، ما يضفي بصمة جمالية على هذه الرقصات التي تمتزج بالتعبيرات البسيطة والحركات المدهشة.
ومن الحرف التي امتهنها الراجستانيون، صناعة الأسلحة المستخدمة في الحرب وتلميعها، والآن ينتجون الأدوات المستخدمة في الزراعة التي تعتبر المهنة الرئيسة للشعب الراجستاني الذي اشتُهر في القرون الوسطى بزراعة المحاصيل الرئيسة، مثل الذرة البيضاء والثوم والذرة والأرز والقمح والشعير والحمص والبقول والفول السوداني والسمسم.
وتعد راجستان من أكثر مناطق الجـذب السيـاحـي في الهند، وأطلق عليها «أرض الملوك» لاشتهارها بـثـراء تـراثـها الثـقـافـي وما تتمتع به أشكال الرقص المتعددة التي يفضلها الجمهور في العالم، وقد عُدت راجستان الولاية الوحيدة في الهند التي تضم منطقة صحراوية يطلق عليها اسم «تار»، والكثير من أشكال التراث الثقافي يحمل السمات الأصيلة لحياة الصحراء.